نشر تلفزيون “Zvezda” الروسي تقريرًا حول دعم السوريين من الموالين للنظام لعملية “الغزو” التي تشنها روسيا في أوكرانيا.
وقال التقرير المنشور اليوم، الثلاثاء 7 من آذار، إن السوريون دعموا روسيا خلال “العملية الخاصة في أوكرانيا” عبر وضع حرف “Z” على سياراتهم.
ورصدت العديد من وسائل الإعلام العالمية وضع روسيا إشارة “Z” على دباباتها الموجودة في أوكرانيا، والذي فُسر أنه وضع لتجنب الخلط بين المركبات الروسية والأوكرانية اللتان تتشابهان في الشكل.
وتعني العلامة أنه لن يتم الخلط بين الدبابة والمركبات الأوكرانية أو مركبات القوات المتحالفة الأخرى، فهو يمنع القوات الروسية من مهاجمة مركباتهم الخاصة، لكنه يسمح أيضًا للقوات المعارضة بالتعرف عليها، إذ يوجد احتمال حدوث ارتباك حيث تبدو الدبابات الأوكرانية متشابهة للغاية، خاصة من الجو، حسب ما ذكرته صحيفة “The Sun” البريطانية.
ونشرت بدورها وزارة الدفاع الروسية توضيحًا للحرف المكتوبة وهما “Z” و”V”، ووفق الوزارة يعني الحرف “Z” (من أجل النصر)، والحرف “V” يعني (القوة في الحقيقة) و(المهمة ستكتمل).
وأعدت القناة الروسية تقريرها من مدينة السقيلبية بمحافظة حماة، التي تنتشر فيها ميليشيا “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات النظام السوري، حيث أعرب المقاتلون عن دعمهم للجيش الروسي فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا.
ووفق التسجيل المصور الذي أرفقه التلفزيون في تقريره، ردد المقاتلون شعار “روسيا.. سوريا”.
وصرّح قائد “الدفاع الوطني” في مدينة محردة، سيمون ابراهيم الوكيل، والمقرب من الضباط الروس، “بالطبع، نحن نعلم أن روسيا تقوم الآن بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا ضد النازيين ونريد أن نقول إننا اليوم معها من كل قلوبنا
وأضاف، “نحن متضامنون مع الجيش الروسي والرئيس بوتين في محاربة مظاهر الفاشية في أوروبا”.
واصطفت عشرات السيارات التي رسم سائقوها على الأبواب الحرف “Z” كما في سيارات الوحدات الروسية التي تشارك الآن في “العملية الخاصة” في أوكرانيا، كما التقى سكان البلدة بالمقاتلين الذي صفقوا ولوحوا دعمًا لروسيا، حسب التلفزيون.
بدوره قال قائد “الدفاع الوطني” في السقيلبية، نابل العبد الله، للتلفزيون “تم دحر الإرهاب في سوريا بفضل الأشقاء الروس، ونحن الآن ندعم بالكامل العملية الروسية من خلال وضعنا لحرف Z”.
وتداولت صفحات سورية، أمس الأحد 6 من آذار، صورة للممثل السوري، معن عبد الحق، وقد وضع إشارة “Z” على سيارته ليظهر دعمه الجيش الروسي من دمشق.
كما أبدت غرفة صناعة دمشق وريفها دعم “الغزو” بوضع لافتات طرقية تحمل صور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
“وسام الإخلاص لروسيا”
وفي شباط من عام 2021، منحت روسيا قائدي قوات “الدفاع الوطني” في مديني محردة والسقيلبية بريف حماة، وسام “الإخلاص لروسيا”.
وجاء في رسالة التكريم، التي اطلعت عليها عنب بلدي، أنه نظرًا إلى تنفيذ مهام خاصة ناجحة ومساهمة شخصية في تعزيز الصداقة القتالية، ومكافحة “الإرهاب” في سوريا، أهدى قائد مجموع القوات “السهلية”، العماد ديمتري غلوشينكوف، وسام “الإخلاص لروسيا” من الدرجة الثانية لقائد “الدفاع الوطني” في محردة، سيمون الوكيل.
وكرر الضابط الروسي الرسالة ذاتها لقائد “الدفاع الوطني” في السقيلبية، نابل العبد الله.
وتتخذ روسيا من قاعدة “حميميم” في محافظة اللاذقية مركزًا رئيسًا لتدخلها العسكري في سوريا منذ عام 2015.
النظام السوري يدعم العملية
أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبدى خلالها دعمه للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 25 من شباط.
واعتبر الأسد في بيان نشرته منصات “رئاسة الجمهورية” أن ما تقوم به روسيا هو “تصحيح للتاريخ، وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي”.
كما عملت عدة شخصيات مؤثرة في النظام السوري على دعم الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل مكثف، منها نائب وزير الخارجية السوري، بشار الجعفري الذي قال إن “الغرب ليس لديه مانع أن (يسلّح الشيطان) ضد روسيا، غير مستبعد إمكانية نقل مسلحي حركات إرهابية بما في ذلك من تنظيم (داعش) إلى أوكرانيا، مثلما حدث وتمت الاستعانة بهم في مناطق أخرى من العالم لخدمة المصالح الأمريكية والغربية”
كما اعتبر وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن ما يجري مع روسيا من خلافات وتوترات مع الدول الغربية يشبه ما عاشته سوريا.
وقال المقداد، “كان يقال مثلًا، الدولة السورية هي التي تهاجم سكانها وتهاجم المدنيين وتحارب أهلها، والآن يكررون نفس هذه الهجمة على روسيا الاتحادية”.
وخلال لقاء مع “الإخبارية السورية”، في 27 من شباط الماضي، قالت شعبان إن الغرب الذي فرض “إجراءات قسرية أحادية الجانب” على الشعب السوري يقوم بذلك الآن مع روسيا، معتبرة أن “الضخ الإعلامي الغربي ضد روسيا والهادف للتخويف والترهيب والابتزاز يذكّر بالضخ الإعلامي ضد سوريا منذ عام 2011 من خلال فبركة الفيديوهات ونشر الأكاذيب”
من جانبها، صرّحت المستشارة الخاصة في الرئاسة، لونا الشبل أن “الغرب سيعاني من الحصار الذي يفرضه على روسيا أكثر من موسكو نفسها”.
وأضافت، “سندعم روسيا للتغلب على العقوبات كما فعلت مع سوريا، ولدينا معلومات عن مغادرة مسلحين راديكاليين الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وكازاخستان”.
وفي 24 من شباط الماضي، أعلن الرئيس الروسي بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، ما أدى إلى إدانات دولية ثم فرض عقوبات على بنوك ومصارف ومسؤولين روس.
ثم وسّع بوتين عمليات قواته في جميع أنحاء أوكرانيا، وسط دعم غربي، عسكري وسياسي، للحكومة الأوكرانية.