طالب أعضاء في هيئة التفاوض السورية المعارضة بإعادة تفعيل دور مجموعة “من أجل سوريا” وبتعطيل مقاربة “خطوة بخطوة” للمبعوث الأممي، غير بيدرسون، على اعتبار أنها تخالف مطالب الشعب السوري على كل الأصعدة.
وأصدر كل من الأعضاء: الدكتور يحيى العريضي، العميد عوض العلي، العميد عبد الله الحريري، العقيد عبد الجبار العكيدي، العميد ابراهيم الجباوي، بيانًا في 3 من آذار الحالي، أعربوا فيه عن مطالبهم أثناء اجتماع مجموعة “من أجل سوريا”.
وعن ضرورة إعادة تفعيل مجموعة “من أجل سوريا”، قال الدكتور يحيى العريضي، لعنب بلدي، إن أسبابًا كثيرة، تظهر الحاجة إلى إعادة تفعيل دور مجموعة “أصدقاء سوريا”، وأحدها أن الدول ليست جمعيات خيرية، وأحيانًا تسيء أو تقصر بتقدير موقف معين، ثم تعود ربما وتصحو لقضية بشكل أكثر فاعلية.
ودعا العريضي إلى وقف الرخاوة، والعودة الى جوهر القضية السورية، والتركيز على تنفيذ شامل وحقيقي للقرارات الدولية، ووقف إعادة تأهيل أو تكرير منظومة الاستبداد، والصحوة تجاه موسكو كمجرم محتل، إلى جانب الضغط باتجاه المحاسبة وفتح ملفات اجرام النظام، بحسب تعبيره.
ويرى العريضي، فإن المبعوث الأممي، غير بيدرسون، “ليس إلا منفذًا لقرار دولي وليس مقررًا، ويجب عليه التركيز على أن يلتزم بولايته والمهمة المكلف بها، وألا يساهم بإهدار حق السوريين عبر اجتهادات تخدم الاستبداد والاحتلال”.
ويعمل المبعوث الأممي، غير بيدرسون، على مقاربة “خطوة بخطوة”، بعدما قال إنه حظي بقبول روسي- أمريكي، ما أثار مخاوف معارضين سوريين من الابتعاد عن قرار مجلس الأمن “2254” الذي ينص على انتقال سياسي في سوريا.
بدوره، قال العميد إبراهيم الجباوي إن مجموعة دول أصدقاء الشعب السوري أو ما تسمى بـ”المجموعة المصغرة”، كان المتوقع منها أن تسهم في “حل هذه المشكلة وحل الأزمة ودعم الشعب السوري، لأنهم (أصدقاؤه) كما يدعون”.
ويوجد اليوم “دعم دولي للشعب الأوكراني في مواجهة الغزو الروسي، في وقت واجه الشعب السوري غزوًا روسيًا مماثلًا من خلال آلة التدمير والتهجير بواسطة ذات الطائرات التي قصفت أطفال سوريا اليوم تقصف أطفال أوكرانيا”، بحسب الجباوي.
كما أن نفس السياسات التي تمارس اليوم على أوكرانيا، مورست ومازالت تمارس ضد الشعب السوري، وعليه فإن الدول تعلم بأن معاناة الشعب السوري التي يعترفون بأنه يعاني منها، ماهي إلا بسبب دعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، لذلك عليهم أن يتحركوا، بحسب الجباوي.
ومجموعة “أصدقاء سوريا” هي تكتل من مجموعة دول وهيئات ومنظمات، على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والسعودية والجامعة العربية، اتخذت موقفًا مناصرًا للثورة السورية.
لكن دورها تراجع مع سيطرة النظام المدعوم روسيًا على مناطق واسعة في سوريا، وتحول المسار السياسي إلى “أستانة” الذي تضمنه روسيا وتركيا وإيران، كمسار بديل عن “جنيف”.
وفي 3 من آذار الحالي، قال ممثلون عن عدد من الدول العربية والغربية، عقب اجتماع أُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، إنهم رحبوا بالإحاطة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، خلال الاجتماع، “بما في ذلك عملية خطوة بخطوة”.
جاء ذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، عقب اجتماع حضره ممثلون عن كل من جامعة الدول العربية، ومصر، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، والعراق، والأردن، والنرويج، وقطر، والسعودية، وتركيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب بيدرسون.
ودعا ممثلو الدول في البيان، إلى تحقيق نتائج “ملموسة” في الجولة السابعة من اللجنة الدستورية السورية، التي ستقام في 21 من آذار الحالي.
وقال ممثلو الدول، إنه مع اقتراب الذكرى الـ11 للانتفاضة السورية السلمية في 15 من آذار، “نعترف باستمرار معاناة الشعب السوري، وهو أمر غير مقبول ويجب أن ينتهي”.
وفي 9 من شباط الماضي، أعلنت “هيئة التفاوض السورية” عن رفضها مقاربة “خطوة بخطوة”، التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، موضحة في بيان نشرته حينها أسباب رفضها.
رئيس “هيئة التفاوض”، أنس العبدة، أوضح، في حديث إلى عنب بلدي، أن جزءًا مهمًا من أسباب رفض آلية “خطوة بخطوة”، هو عدم وضوح معالم الطرح الذي قدمه بيدرسون بالكامل، مضيفًا أن المبعوث الأممي أراد من المعارضة السورية “شيكًا على بياض”، دون معرفة، ولو بالحد الأدنى، لآثار هذه الآلية أو طريقها (إلى أين ستصل، وأين ستنتهي).
ويصوّر بيدرسون المقاربة التي يتحدث عنها، والتي تتجلى بوجود تقارب أمريكي- روسي بالملف السوري، وهو حجر الأساس في مقاربته، بأنها لا تزال في مرحلة العصف الفكري، وأن هنالك جولات إضافية من المشاورات، ولكن خطوات التقارب بين الدولتين لم تبدأ الآن.