ما تفاصيل مشاركة سوريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريرًا يتحدث عن مشاركة سوريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ إعلان “الغزو” الروسي عليها في 24 من شباط الماضي.
وبحسب، التقرير المنشور في 4 من آذار، وردت أنباء تفيد بقيام أجهزة أمنية تابعة لحكومة النظام السوري المدعومة روسيًا، وعدد من فصائل المعارضة المسلحة السورية المدعومة من تركيا، بفتح باب التسجيل لمقاتلين الراغبين بالقتال في أوكرانيا إلى جانب كل من طرفي النزاع هناك.
كما أعلن بعض المقاتلين المعارضين، من بينهم شخصيات محلية معروفة، عن رغبتهم بالقتال في أوكرانيا ونشروا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل المقاتل في صفوف “الجيش الحر” سهيل الحمود، الملقب بـ”أبو التاو”، الذي أبدى استعداده القتال في أوكرانيا، عبر تغريدة على “تويتر“.
قوائم للقتال مع روسيا
نقلت المنظمة الحقوقية عن مصدرين في ريف دمشق (تحفظا عن نشر هويتهما لأسباب أمنية)، أحدهما شخص سجّل اسمه لدى الأجهزة الأمنية السورية من أجل الذهاب إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوات الروسية، والآخر مسؤول محلي في إحدى لجان المصالحة التي أنشأها النظام السوري.
وأكّد المصدران أن هنالك قوائم يتم تحضيرها من أجل عرضها على القوات الروسية الموجودة في سوريا، للموافقة عليها قبل بدء عملية إرسال المقاتلين.
المصدر الأول، وهو شاب أنهى خدمته الإلزامية والاحتياطية مؤخرًا مع جيش النظام السوري، قدم طلبًا للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، وقال في شهادته التي أدلى بها في 28 من شباط:
“لقد تم تسريحي من خدمة الاحتياط منذ فترة، وهناك صعوبات معيشية كبيرة، بعد تسريحي لم أستطع العثور على أي عمل، والأوضاع مزرية لا يوجد كهرباء ولا تدفئة ولا غاز، ومن ثمّ وعن طريق الصدفة، سمعت عن فتح التسجيل للقتال في أوكرانيا، وذلك عبر مسؤول المصالحة بالمنطقة التي أقيم فيها”.
وتابع المصدر، “ذهبت وطلبت من مسؤول المصالحة أن يساعدني بالتسجيل، وبالفعل قام الرجل بالتحدث مع أحد المساعدين في فرع المخابرات الجوية في حرستا بريف دمشق، وذهبت إلى الفرع يوم 27 شباط”.
أخذ الفرع معلومات من الشاب، وما إذا قاتل سابقًا تحت إمرة ضباط روس أم لا، والكثير من المعلومات الأخرى، ثم طلب منه المساعد 200 ألف ليرة سورية “إكرامية” في حال تمت الموافقة على ذهابه للقتال.
ولم يعلم الشاب أي تفاصيل أخرى حول التعويض المادي أو الراتب الشهري.
أما المصدر الثاني الذي قابلته المنظمة، وهو أحد مسؤولي لجان المصالحة المحليين في منطقة تقع في محافظة ريف دمشق، أفاد أن أحد ضباط فرع “المخابرات الجوية” تحدث أمامه عن إعداد قوائم بأسماء مقاتلين لديهم خبرة قتالية جيدة من مقاتلين وإخضاعهم لدورة تدريب صغيرة على يد ضباط روس تمهيدًا لإرسالهم إلى روسيا ونقلهم للقتال إلى جانبها في أوكرانيا.
وقال، “ما تزال العملية في مراحلها الأولى، وهي مرحلة تسجيل الأسماء، وبعد أن يتمّ تدريبهم على يد ضباط روس لفترة قصيرة سوف يقررون ما إن كان سيتم إرسالهم أم لا، وربمّا لن يتم إرسالهم أبدًا، لا أحد يعلم”.
أما فيما يتعلق بالرواتب والميزات لم يذكر أحد أي شيء حول ذلك.
23 ألف شاب في قائمة المرشحين
بدورها ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط“، اليوم السبت 5 من آذار، أن وسطاء بدأوا بالنشاط في دمشق ومناطق سيطرة حكومة النظام لتوقيع عقود مع شباب سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وتضم قائمة “المرشحين الجدد” نحو 23 ألفًا من الشبان الذي كانوا قاتلوا إلى جانب قوات النظام ضمن ميليشيات “جمعية البستان” التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، ثم جرى حلها في إطار حملة لتفكيك جميع الأذرع السياسية والاقتصادية والعسكرية في “امبراطورية مخلوف”.
إضافة إلى “قوات الدفاع الوطني” التي أسهمت إيران في تأسيسها من اللجان الشعبية في عام 2012، ثم تراجع دورها مع التدخل العسكري الروسي نهاية 2015 وتراجع العمليات العسكرية في السنتين الماضيتين بين قوات النظام والمعارضة.
ووفق التقرير، تم توزيع مسودات عقود على الشبان، وتنص على إعطائهم سبعة آلاف دولار أمريكي لكل شخص لمدة سبعة أشهر للعمل في “حماية المنشآت” بأوكرانيا، وفق شروط.
والشرط الأول، عدم الرجوع إلى سوريا خلال الأشهر السبعة، والثاني، أن حكومة النظام لا علاقة لها بهذه العقود، وفي حال مقتل المحارب أو “الحامي”، لن يتم التعامل معه من قبل “صندوق الشهداء” في سوريا، بل هو قتيل لا يحظى بأي امتيازات.
لكن، قد يحصل المتطوعون الشباب على أسباب للتأجيل لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية، التي كانت أحد أسباب هجرة كثير من الشباب السوريين.
المعارضة المسلحة.. مبادرات فردية
أما في مناطق شمال غربي سوريا، الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، انتشرت إشاعات كثيرة حول قيام السلطات التركية بإعطاء أوامر لفصائل من الجيش “الوطني السوري”، ولاسيما المجموعات التركمانية منها، بتجهيز مقاتلين لنقلهم للقتال إلى جانب أوكرانيا، كما انتشرت إشاعات عن بدء عملية تسجيل أسماء المقاتلين في بعض الفصائل لهذا الغرض.
وأبلغت السلطات التركية عددًا من قادة فصائل المعارضة عدم نيتها رعاية أو دعم إرسال أي مقاتل إلى أوكرانيا بشكل رسمي، إلّا أنه تم رصد عمليات التسجيل للذهاب إلى أوكرانيا عبر مبادرات فردية أو من بعض الفصائل المعارضة.
وقابلت المنظمة ضابطًا من الصف الأول ضمن أحد فصائل “الجيش الوطني”، وقال إن “هنالك عمليات تسجيل حاليًا تتم في مناطق السيطرة التركية، وعمليات التسجيل هذه تتم بناء على رغبة الفصائل بقتال الروس”.
وأضاف، “تم إظهار هذه الرغبة للأتراك خلال أحد الاجتماعات بين ضباط من جهاز الاستخبارات وقيادات الصف الثاني، حيث طلب القادة السماح لهم بالسفر والقتال في أوكرانيا، ولكن الأتراك كانوا واضحين وقالوا إنهم لن يقوموا بإرسال خبراء من الجيش التركي للقتال في أوكرانيا، وإن تركيا تقف على مسافة واحدة من الاوكرانيين والروس، وإن طائرات (بيرقدار) كانت صفقة قديمة ومن يديرها الآن هم الأوكرانيين وليسوا الخبراء الأتراك”، وفق المصدر.
وفي 28 من شباط أوقف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اشتراط الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الأوكرانية للمقاتلين الأجانب الذين يرغبون في القتال إلى جانب أوكرانيا، وفق موقع “كييف اندبندنت“.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :