تحدث تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الإفريقي، ومن السودان كمصدر رئيس.
وقال التقرير، الصادر الخميس 3 من آذار، إن روسيا هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء “حصن لروسيا” ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا.
وكانت موسكو ضاعفت كمية الذهب الموجودة في البنك المركزي الروسي أكثر بأربع مرات منذ عام 2010، بشكل أدى إلى إنشاء “صندوق حرب” عبر خليط من العملات الأجنبية واحتياطي كبير من الذهب المحلي، باعتبار روسيا ثالث أكبر منتج للأحجار الكريمة في العالم، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن التقرير.
وصار لدى روسيا ذهب أكثر من الدولارات الأمريكية لأول مرة منذ حزيران 2020، وشكّلت السبائك أكثر من 23% من إجمالي الاحتياطيات، وارتفعت قيمتها إلى 630 مليار دولار حتى الشهر الماضي، وفقًا للتقرير.
وبينما لا تظهر إحصائيات الحكومة السودانية أي صادرات للذهب إلى روسيا، أخبر مسؤول تنفيذي لشركة إنتاج ذهب في السودان، الصحيفة، بأن روسيا أكبر دولة تعمل في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان.
وأضاف أن “روسيا لديها الكثير من عمليات تنقيب عن الذهب السوداني، وهُرب القسم الأكبر منه إلى روسيا عبر طائرات صغيرة من المطارات العسكرية المنتشرة عبر البلاد”.
وقدّر المسؤول بأنه يُنقل حوالي 30 طنًا من الذهب إلى روسيا سنويًا.
علاقة موسكو بـ”أمير الحرب السوداني”
بحسب المسؤول، سُمح لروسيا بالعمل في قطاع الذهب بسبب علاقتها مع “أمير الحرب” محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تحول إلى نائب فعلي لرئيس البلاد في مرحلة ما بعد عمر البشير، الرئيس السابق للسودان.
وسافر “حميدتي” إلى موسكو، الأسبوع الماضي، في أثناء دخول القوات الروسية من الحدود إلى أوكرانيا، بما يُشير إلى قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، كما جاء في التقرير.
وبحسب التقرير، فإن مجموعة “فاغنر” المرتبطة بروسيا، تقوم بتدريب “قوات الدعم السريع” التابعة لـ”حميدتي”، وتعمل المجموعتان معًا لتأمين مناجم الذهب السودانية لشركات التعدين الروسية، في المناطق النائية.
وخلال تجربة السودان “القصيرة” مع الديمقراطية، عندما حاولت الحكومة إصلاح العلاقات مع الغرب بعد سنوات من العقوبات المفروضة، تجنبت روسيا القادة المدنيين في البلاد، وعملت بدلًا عنهم مع “حميدتي”، صاحب السلطة، وفقًا للصحيفة.
ويقول المؤسس المشارك في شركة الاستشارات البلجيكية “فورس أناليسيز”، سيم تاك، إن “واحدًا من الأمور التي شاهدناها عندما بدأت روسيا بنشر مقاتلي “فاغنر” في السودان، “هو التركيز على جهود حماية مناجم الذهب”، بحسب تصريحه للصحيفة.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الرئيس الروسي، ووزير الخارجية، سيرجي لافروف، وأعضاء آخرين في مجلس الأمن الروسي، في 25 من شباط الماضي.
وبحسب ما ذكره موقع الخزانة الأمريكية، فإن العقوبات فُرضت على “مهندسي الحرب الروسية ضد أوكرانيا”، منهم وزير الدفاع الروسي، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري جيراسيموف.
وتضمّنت العقوبات الاقتصادية أكبر المؤسسات المالية في روسيا، وتقييد قدرة حكومة الاتحاد الروسي على زيادة رأس المال ومنعها من الوصول إلى تقنيات التبادلات المالية الحيوية.
كما اتفقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع على تجميد أصول بوتين ووزير خارجيته لافروف في دول الاتحاد.
–