أعلنت السلطات الأوكرانية، في 2 من آذار الحالي، أن حريقًا اندلع في محطة “زابوريجيا” النووية نتيجة قصف روسي تعرضت له، وقالت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية، إن القوات الروسية سيطرت على أراضي المنشأة الواقعة في جنوبي البلاد.
وعلى خلفية القصف الروسي، اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، موسكو باللجوء إلى ما وصفه بـ”الإرهاب النووي” والرغبة في “تكرار” كارثة “تشيرنوبل”.
الأمر الذي تلته سيطرة أفراد الطوارئ الأوكرانية على الحريق داخل المحطة النووية، لكنه انتهى بسيطرة الجيش الروسي على الموقع في إطار “الغزو” العسكري لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي.
وتصاعدت التصريحات والمواقف الدولية التي تشير إلى الخطر النووي الذي قد يسببه انفجار محطة نووية بحجم محطة “زابوريجيا”.
ما الانفجار النووي؟
وقد يكون التفاعل الرئيس هو الانشطار النووي، أو الاندماج النووي، أو مجموعة متتالية متعددة المراحل من الاثنين، على الرغم من أن جميع الأسلحة التي تعتمد على الاندماج استُخدمت حتى الآن أداة انشطارية لبدء الاندماج، ويبقى سلاح الاندماج النقي جهازًا افتراضيًا.
وترتبط الانفجارات النووية بالغلاف الجوي على شكل سحب إشعاعية، يُطلق عليها اسم “سحابات الفطر”، كما يمكن حدوث انفجار نووي دون تشكّل هذه الغيوم والانفجارات النووية، والتي تُنتج الإشعاع و”الحطام الإشعاعي”.
وبحسب الجمعية الأمريكية، فإن التأثير المدمر للانفجار لا يتوقف بعد الانفجار الأولي، كما هي الحال مع المتفجرات التقليدية.
وتسير سحابة من الإشعاع النووي من مركز الانفجار، ما يتسبب في تأثير مهدد للحياة، وبالتالي فإن أي انفجار نووي أو حرب نووية ستكون له تأثيرات كارثية واسعة النطاق وطويلة الأجل، ستخلّف ما يطلق عليه “التلوث الإشعاعي” الذي يسبب طفرات جينية وسرطانات لعدة أجيال.
الشتاء النووي الطويل
الشتاء النووي، أو ما يعرف أحيانًا باسم “الشتاء الذري”، هو أثر بيئي افتراضي عن حالة الطقس التي يمكن أن تعقب أي حرب نووية، بحسب مجلة “علوم الاحتراق والتكنولوجيا” الفرنسية العلمية.
ويتوقع العلماء أن يسود طقس بارد لمدة أشهر أو سنوات، نتيجة الغمام والهباب الناتج عن الانفجارات النووية، والذي يمكن أن ينتشر في الغلاف الجوي.
وبدأ اعتبار “الشتاء النووي” مفهومًا علميًا منذ ثمانينيات القرن الـ20، وهو مصطلح أطلقه الباحث ريتشارد توركو عام 1983، في إشارة إلى نموذج حاسوبي أحادي البعد أُنشئ لدراسة فكرة “الشفق النووي” (أول نظرية عن الشتاء النووي دُحضت علميًا).
وتتولد عن هذا النموذج من الكوارث كميات الهائلة من “السناج” (هباب الفحم أو السخام أو الشحّار) والدخان، وتبقى في الهواء لأعوام طويلة، الأمر الذي لا بد أن يؤدي إلى هبوط حاد في درجات الحرارة على مستوى كوكب الأرض بالكامل.
ويفترض سيناريو “الشتاء النووي” اشتعال مئة “عاصفة نارية” (حريق ضخم يتزامن مع سرعة رياح عالية) أو أكثر بفعل التفجيرات النووية، التي تنتج عنها كميات كبيرة من دخان “السناج” إلى طبقة “تروبوسفير” (الطبقة الجوية السفلى الملاصقة للأرض)، وطبقة “ستراتوسفير” (إحدى طبقات الجو العليا التي تعلو طبقة التروبوسفير)، جراء الحركة التي توفرها السحب النارية التي تتكون في أثناء عاصفة نارية.
وقد يؤدي امتصاص ضوء الشمس إلى زيادة سخونة “السناج” في الدخان، ما يؤدي إلى رفع بعضه أو كله إلى طبقة “ستراتوسفير”، وفي هذه الحالة قد يدوم الدخان لسنوات في حال عدم وجود مطر لغسله.
كما قد تؤدي الحالة الجوية هذه إلى تسخين طبقة “ستراتوسفير”، ومنع وصول جزء من ضوء الشمس إلى سطح الأرض، ما يؤدي إلى انخفاض درجات حرارة السطح بشكل كبير.
من المتوقع في هذا السيناريو أن تكون درجات حرارة الهواء السطحي نفسها، أو أبرد منها، في شتاء منطقة معيّنة لمدة تتراوح من أشهر إلى عدة سنوات، بحسب بحث نشرته الجريدة الرسمية للأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) في أيلول 2008.
–