طرح تعاقد اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم في سوريا، مع شركة “صدى” لبيع حقوق البث الإلكتروني للدوري السوري الممتاز لكرة القدم، العديد من التساؤلات حول هوية الشركة، ومن يقف خلفها، إذ لم تصدر اللجنة أي معلومات عنها.
وجرى إتمام التعاقد، في 2 من آذار الحالي، مع شركة “صدى” على حقوق استثمار البث والنقل الرقمي الإلكتروني للدوري لبقية الموسم الحالي والمواسم الثلاثة المقبلة، حتى موسم 2024- 2025.
ودعت اللجنة جميع وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي والصفحات التابعة للأندية إلى الالتزام التام بحقوق البث الإلكتروني، وعدم نشر أي مقاطع من مباريات الدوري إلكترونيًا تحت طائلة المساءلة القانونية.
من جهتها، أعلنت إذاعة “صدى إف إم” ملكيتها الرسمية “ومن دون وسيط” لحقوق البث والنشر الإلكتروني للدوري السوري، واتخذ المكتب القانوني لها الإجراءات كافة لحماية حقوقها عبر الشبكة.
إذاعة “صدى”
تُعرّف إذاعة “صدى إف إم“(Sada FM Syria) عن نفسها عبر موقعها الإلكتروني، بأنها إذاعة سورية تبث من محافظة حلب شمالي سوريا، ومقرها جانب نقابة المهندسين.
وتنبثق الإذاعة من مجموعة “قاطرجي الدولية”، وتعتبر المجموعة الداعم الأول والرئيس لها.
وزارة الإعلام السورية قررت، في 14 من كانون الثاني 2018، منح ترخيص لشركة “صدى الفن المحدودة المسؤولية” بتأسيس وسيلة تواصل سمعي خاصة باسم إذاعة “صدى إف إم”.
القرار الذي اطلعت عليه عنب بلدي، حمل توقيع وزير الإعلام السابق، عماد سارة، وذكر أن الإذاعة منهجها شامل ومقرها محافظة حلب، وتلتزم بأحكام القوانين والأنظمة النافذة.
وجاء القرار حينها بناء على أحكام المرسوم التشريعي رقم “108” لعام 2011، والمرسوم التشريعي رقم “23” لعام 2016، وتصديق مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 26 من كانون الأول 2017.
شادي حلوة مديرها
يشغل الإعلامي الموالي للنظام السوري شادي حلوة، منصب رئيس التحرير لإذاعة “صدى إف إم” ومديرها المسؤول، ويحظى بعلاقة قوية مع أفراد مجموعة “قاطرجي” ويصفهم بـ”إخوته”.
ودائمًا ما يترافق ظهور الإعلامي مع مالكي المجموعة، وتكرر ظهوره في مناسباتهم ونشره للصور المشتركة معهم، وسط تداول أنباء عن أنه يدير الملف الإعلامي للمجموعة.
ونفى حلوة في وقت سابق وجود خلاف شخصي بينه ومجموعة “قاطرجي”، بعد أن تداولت بعض المواقع والصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي، صورة لكتاب صادر عن المجموعة يتضمّن تجديد الرعاية لبرنامج “هنا حلب” مع معد ومقدم جديد، بدلًا عن حلوة.
عمل حلوة سابقًا مراسلًا لـ”القناة الفضائية السورية” الرسمية من محافظتي حلب وحماة، كما عمل سابقًا معدًّا ومقدمًا للبرنامج الأسبوعي “هنا حلب” على القناة بين عامي 2015 و2017، وعمل لدى “المركز الإذاعي والتلفزيوني- جامعة حلب”، ومراسلًا صحفيًا في الجانب الخدمي لمحطتين إذاعيتين في حلب، إلى جانب عمله موظفًا في “القصر البلدي” بحلب.
ويعتبر شادي حلوة أحد أبرز إعلاميي النظام السوري في حلب، وشارك في تغطية معارك قوات النظام في مناطق عدة خلال الأعوام الماضية، ويتعرض لانتقادات واتهامات واسعة من جمهور المعارضة بأنه أسهم في “تزييف وتضليل الحقائق، والتشجيع على قتل المدنيين، وتسميته للمعارضة المسلحة بالإرهابيين”.
وكان حلوة أُصيب حين كان مراسلًا ضمن فريق عمل “الإخبارية السورية” ووكالة “سانا” الرسمية، خلال تغطية عمليات قوات النظام السوري بريف حلب الغربي، في 12 من شباط 2020، بالإضافة إلى المصورين شريف عبس وجورج أورفليان، نتيجة استهدافهم من قبل فصائل المعارضة بريف حلب الغربي.
ويقدم الإعلامي حاليًا برنامجًا يدعى “الناس لبعضا”، عبر صفحته في “فيس بوك“، ويُنقل أيضًا على موقع الإذاعة، ويتضمن مقابلات يجريها مع أشخاص في الشارع، مع تقديم جوائز مالية، وطالت البرنامج انتقادات حول مصدر الأموال المقدمة للرابحين، وانتقادات عن إحراج بعض الأشخاص للظهور أمام عدسة الكاميرا.
قاطرجي خلفها
انبثقت الإذاعة من مجموعة “قاطرجي” التي يترأسها حسام قاطرجي، والذي برز اسمه بعد عام 2011 كرجل أعمال مقرب من النظام السوري، وصُنّف ضمن “حيتان الحرب” في سوريا.
قاطرجي هو عضو “مجلس الشعب” عن محافظة حلب منذ عام 2016، من مواليد الرقة 1982، ورئيس “قاطرجي الدولية” التي تعود ملكيتها إلى كل من حسام وأفراد عائلته، أخيه محمد براء قاطرجي وأحمد بشير بن محمد براء قاطرجي.
وتضم المجموعة العديد من الشركات العاملة في مختلف القطاعات الحيوية في سوريا، أهمها “قاطرجي للصناعات الهندسية الميكانيكية المغفلة الخاصة”، و”أرفادا البترولية”، و”حلب المساهمة المغفلة الخاصة القابضة”، و”فولاذ للصناعات المعدنية المساهمة المغفلة الخاصة”، و”البوابة الذهبية”، وعشرات الشركات الأخرى.
ويعتبر رجل الأعمال قليل الظهور على الساحة الإعلامية، من المؤيدين للنظام السوري، ويشيد بعمليات قواته ضد فصائل المعارضة، وبرز اسمه منذ 2017، بعد تعاملاته السرية مع تنظيم “الدولة الإسلامية” وحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) لمصلحة النظام السوري.
ونشرت وكالة “رويترز“، في تشرين الأول 2017، تحقيقًا كشفت فيه أن قاطرجي كان يشتري عبر تجار تابعين له القمح من المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة” في الرقة سابقًا، وينقلها إلى دمشق مقابل إعطاء حصة من القمح للتنظيم.
في تشرين الأول 2021، كان قاطرجي وسيطًا في الاتفاق الذي جرى بين النظام و”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، والذي تضمّن العديد من البنود، أهمها نقل 500 صهريج من المحروقات بشكل أسبوعي من مناطق سيطرتها إلى النظام، وإرسال 100 صهريج إلى المناطق الخاضعة لنفوذها في مدينة حلب وريف حلب الشمالي (الشيخ مقصود والمناطق المحيطة به).
وضمِن قاطرجي ألا يتم المساس بالصهاريج التي ستذهب إلى مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بحلب وريفها، وتعهد بدفع المستحقات المالية المتراكمة على النظام من الفترة الماضية.
–