متى يمكن قبول دولة في الاتحاد الأوروبي؟
أصدر البرلمان الأوروبي بيانًا، في 1 من آذار الحالي، أوصى به بقبول أوكرانيا كعضو مرشح في الاتحاد الأوروبي، ودعا نواب الدول الأوروبية خلاله إلى ضمان منح أوكرانيا وضع “مرشح” في الاتحاد الأوروبي.
وعلى صدى بيان البرلمان الأوروبي تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخبر على أنه قبول رسمي لأوكرانيا كعضو في الاتحاد، وهو الأمر الذي تحتاج أوكرانيا لخطوات طويلة حتى تصل إليه.
وجاءت هذه الخطوة مع توقيع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طلبًا رسميًا لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، مناشدًا التكتل للتحرك سريعًا للاعتراف بأوكرانيا عضوًا في الاتحاد، وهو ما طالب به على مدار السنوات القليلة الماضية.
متى تُقبل دولة في الاتحاد الأوروبي؟
تعتبر قضية قبول عضوية دولة ما في الاتحاد الأوروبي، بمثابة إجراء معقد لا يحدث بين ليلة وضحاها، وبمجرد استيفاء الدولة المتقدمة لشروط العضوية، يجب عليها تطبيق قواعد ولوائح الاتحاد الأوروبي في شتى المجالات.
وطبقًا لموقع التكتل الأوروبي، يمكن لأي بلد يستوفي شروط العضوية التقدم بطلب للانضمام له، وتُعرف تلك الشروط باسم “معايير كوبنهاجن” وتتضمن اقتصاد السوق الحر، وديمقراطية مستقرة وسيادة القانون، وقبول جميع تشريعات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عملة اليورو.
وتتقدم الدولة الراغبة في الانضمام بطلب عضوية إلى الاتحاد، الذي يطلب من المفوضية الأوروبية تقييم قدرة تلك الدولة على استيفاء معايير “كوبنهاجن”، وتجري دراسة قوانين الدولة بالمقارنة بهذه المعايير.
وإذا كان رأي المفوضية إيجابيًا، يجب أن يوافق المجلس الأوروبي على “ولاية تفاوضية”، ثم يبدأ التفاوض رسميًا على أساس كل موضوع على حدة كما هو الحال بالنسبة لتركيا حاليًا، والتي تعتبر حالة انضمامها إلى الاتحاد قيد المفاوضات منذ سنوات.
ونظرًا للحجم الكبير لقواعد ولوائح الاتحاد الأوروبي والتي يجب على كل بلد مرشّح تبنيها واعتبارها قوانين وطنية، تستغرق المفاوضات وقتًا حتى الانتهاء والبت فيها من قبل المفوضية الأوروبية، في حين يتلقى المرشحون دعمًا ماليًا وإداريًا وفنيًا خلال فترة ما قبل الانضمام.
الشروط الجغرافية للانضمام
تنص المادة 49 من معاهدة “ماستريخت” على أن أي دولة أوروبيّة تحترم مبادئ الاتحاد الأوروبيّ بوسعها أن تقدم للانضمام للاتحاد، في إشارة إلى أن على الدولة المتقدمة لطلب الانضمام أن تكون أوروبية جغرافيًا أولًا.
وكمثال على الشروط الجغرافية لطلب الانضمام، تقدمت المغرب عام 1987 للانضمام لـ”المجتمعات الأوروبية” (سلف الاتحاد الأوروبيّ)، إلا أن طلبها قوبل بالرفض باعتبار أن المغرب ليست “دولة أوروبيّة جغرافيًا” وبالتالي لا تستطيع الانضمام.
وهو الأمر الذي لم يحصل عند تلقي الاتحاد الأوروبي طلبًا من قبل تركيا للانضمام إليه، إذ ورد في الموقع الرسمي للاتحاد، أن تركيا تقدمت بطلب رسمي للانتساب عام 1987، وأكد حينها البرلمان والمجلس والمفوضية الأوبيين أهلية تركيا للانضمام، مع أن قسمًا كبيرًا من أراضيها يقع في قارة آسيا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :