أعلن معاون رئيس أركان الجيش العراقي للعمليات، الفريق الركن قيس المحمداوي، اليوم الخميس 3 من آذار، عن نية العراق إنشاء جدار صد على الحدود مع سوريا.
وقال المحمداوي إن “هناك عملًا جبارًا من قيادة الحدود المشتركة وبإشراف رئاسة أركان الجيش منذ سنتين لتأمين الحدود، لا سيما الغربية مع سوريا”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأضاف أن “المنظومات الموجودة هناك أفضل بكثير من السابق سواء أكانت الإدارية أم التحصينات أم المراقبة وما يتعلق بالمسيرات والبالونات والكاميرات الحرارية”.
المحمداوي أشار إلى أن هناك نيّةً لإنشاء جدار على الحدود، رغم أن التحصينات الموجودة حاليًا توفّر الأمن اللازم، مؤكدًا أن “هناك عملًا لإنشاء خط صدّ من الجيش حصرًا على الحدود لتأمينها”.
الأسد والفياض يبحثان ضبط الحدود
استقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأربعاء 2 من آذار الحالي، رئيس هيئة “الحشد الشعبي” في العراق، فالح الفياض، وناقش معه المواضيع الأمنية المشتركة والتي تتعلق بضبط الحدود و”مكافحة التنظيمات الإرهابية” الموجودة في تلك المنطقة، وفقًا لبيان نشرته صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” في “فيسبوك”.
وبحسب البيان تم خلال اللقاء “التأكيد على أهمية تكثيف الجهود في مواجهة ما تقوم به الدول الداعمة للإرهاب من محاولات لإعادة إحياء هذه التنظيمات، والعودة لضرب الاستقرار الذي فرضه الجيشان السوري والعراقي على طرفي الحدود”.
وفي 20 من شباط الماضي، أعلن “الحشد الشعبي” إلقاء القبض على 22 سوريًا تسللوا عبر الحدود باتجاه مدينة الموصل شمالي العراق.
وقال بيان للهيئة، نقلته (واع)، “بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة بوجود مجموعة من الأشخاص تسللوا من الأراضي السورية باتجاه مدينة الموصل، تم نصب كمين محكم من قبل قوة من اللواء 53 وبمشاركة الاستخبارات، ونجحت من إلقاء القبض على 22 شخصا يحملون الجنسية السورية”.
وفي 19 من شباط الماضي، أعلن الجيش العراقي فتح نقاط جديدة على الحدود بين محافظة نينوى وسوريا لتعزيز خطوط الصد ومنع تسلل الإرهابيين.
وقال قائد “الفرقة 20” العميد الركن أثير حمزة جاسم الربيعي، إن “هناك تغييرًا مستمرًا بالخطط تبعًا للوضع الميداني، وآخر ما أنجزناه تمثل بفتح نقاط جديدة على الحدود بين محافظة نينوى وسوريا لتعزيز خطوط الصد ومنع تسلل الإرهابيين”.
وكان الجيش العراقي أعلن في كانون الثاني الماضي، إنجاز الخندق الحدودي مع سوريا بالكامل بعمق ثلاثة أمتار وبارتفاع ثلاثة أمتار.
من يضبط الحدود من الجانب السوري؟
تربط سوريا والعراق حدود بطول يبلغ نحو 610 كيلومترات، وفي المناطق الشمالية من الحدود على الجانب السوري تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على المناطق شمال مدينة البوكمال حتى أقصى الحدود.
وتشهد الحدود السورية- العراقية نشاطًا لعمليات التهريب، وخصوصًا الحدود المحاذية لمدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران، إذ تتحرك هذه الميليشيات بين الأراضي السورية والعراقية بكل أريحية.
وبدأت محاولات السلطات العراقية لضبط حدودها مع سوريا بعد إعلان العراق القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في أراضيه أواخر 2017، وكثّفت السلطات هذه المحاولات بداية 2021.
ويغيب دور حرس الحدود في قوات النظام السوري بعملية ضبط الحدود، إذ تسيطر “قسد” على المناطق الشمالية من الحدود (محافظة الحسكة وجزء من دير الزور)، والميليشيات الإيرانية في البوكمال، والقوات الأمريكية مع فصائل من “الجيش الحر” في منطقة التنف الحدودية مع العراق والأردن.
وتنوعت أساليب العراق في ضبط الحدود، إذ نصب أبراج مراقبة تحتوي على قدرات وأجهزة مراقبة متطورة وكاميرات حرارية، وكذلك أسلاك شائكة، إضافة إلى حفر خندق، وتسيير طائرات دون طيار للرصد والاستطلاع، بالتعاون مع النظام السوري والتحالف الدولي.