شهدت العاصمة السورية دمشق فجر اليوم، الثلاثاء 1 من آذار، حريقًا ضخمًا في بناء “مول لاميرادا” بشارع “الحمراء” وسط المدينة.
وفي الحصيلة النهائية، قالت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري، إن الحريق أدى إلى وفاة 11 شخصًا وإصابة شخصين أُسعفا إلى مستشفى “المواساة” لتلقي العلاج، وأضرار مادية كبيرة تمثلت باحتراق البناء بالكامل.
وأوضحت الوزارة أن “التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة أسباب الحريق”، دون ذكر تفاصيل إضافية، حول هوية الوفيات أو سبب وجودهم في ذلك التوقيت في البناء.
مراسل قناة “سما” المقربة من النظام بمدينة درعا فراس الأحمد، قال نقلًا عن مصادر محلية، إن من بين المتوفين سبعة شبان عمال من أبناء بلدة محجة بريف محافظة درعا.
و”مول لاميرادا” (مول الحمرا)، هو سوق تجارية مؤلفة من ستة طوابق تحتوي على أقسام لبيع الأثاث المنزلي والألبسة والهدايا وأقسام التجميل وألعاب الأطفال والمطاعم، بحسب ما تظهره صفحته الرسمية في “فيس بوك“، وتحدد ساعات العمل به من الساعة العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساء.
ورغم إغلاق البناء عند الساعة العاشرة ليلًا، قال مدير “الدفاع المدني” بمدينة دمشق، أحمد عباس، إن الأشخاص المتوفين جراء الحريق هم من “الطاقم المناوب من عناصر الحراسة الليلية داخل البناء”.
وأضاف أنه عند وصول فرق “الدفاع المدني” إلى مكان الحريق بعد تسلّم البلاغ، كان المبنى مشتعلًا بالكامل من الطابق الأرضي وحتى الطابق الأخير منه.
وقد يضطر العديد من العاملين في سوريا إلى النوم في أماكن عملهم بسبب غياب وسائل التدفئة والكهرباء عن بيوتهم، أو بسبب غلاء تكلفة إيجار المنازل في حال عدم امتلاكهم منزلًا قريبًا من مكان عملهم.
وأضاف عباس، في تصريح لإذاعة “شام إف إم” المحلية، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سبب الحريق يعود إلى تماس كهربائي، مشيرًا إلى عدم وجود معلومات دقيقة حول سبب الحريق حتى الآن.
واعتبر عباس أن ما أسهم بـ”تأجيج” النيران وسرعة انتشارها في البناء، هي الأجهزة الكهربائية والأقمشة ذات الأنواع المختلفة المخصصة للبيع الموجودة في البناء، والمواد المشتعلة الموجودة في قسم العطورات.
كان حريقًا صغيرًا.. “كبر خلال خمس دقائق”
من جهته، شرح ابن مستثمر “مول الحمرا” عماد عبد الفتاح اكريم، ما حدث قبل الحريق، موضحًا أنه تلقى اتصالًا في حوالي الساعة 03:45 فجر اليوم، الثلاثاء، من الموظفين العاملين في البناء، أخبره عبره بوجود حريق “صغير” يحاولون إطفاءه، على حد قوله.
وبعد ذلك رن جهاز الإنذار لديه بوجود حريق، فعاود الاتصال بالموظف بعد خمس دقائق من اتصاله الأول، دون أن يلقى ردًا، ما دفعه للاتصال بالإطفاء والتوجه نحو مكان الحريق، بحسب ما قاله في حديث إلى موقع “الاقتصادي” المحلي.
وأوضح اكريم أن سبب الحريق لم يُحدد بعد، مشيرًا إلى أنهم بانتظار ما ستظهره الكاميرات التي كانت تعمل في البناء بعد أن تتفحصها الجهات الأمنية، على حد قوله.
وتعود ملكية “مول لاميرادا” إلى عبد الفتاح اكريم، شقيق عضو “غرفة تجارة دمشق” ياسر اكريم، ويعتبر عماد اكريم هو المسؤول عن إدارة السوق التجارية، نظرًا إلى سفر والده خارج سوريا، بحسب موقع “الاقتصادي”.
وتتكرر الحرائق في مناطق سيطرة النظام لأسباب مختلفة تُعلن وسائل الإعلام الرسمية عادة عن أنها ناتجة عن تماس كهربائي، وتطال محال تجارية ومناطق سكنية، إلى جانب حرائق متكررة في الأراضي الزراعية خلال أشهر الصيف.
–