راجعت مجموعة من سكان حي البانوراما بمدينة الرقة شمال شرقي سوريا “مديرية التموين” لتقديم شكوى ضد فرن الحي، خلال شباط الحالي، بسبب وجود حبات من الرمل والحصى المفتتة في الخبز الذي يوزعه الفرن على السكان عن طريق المندوبين.
قال حسين الطالب (37 عامًا)، وهو من سكان حي البانوراما لعنب بلدي، إن موظفي “مديرية التموين” قالوا لسكان الحي الذين قدموا الشكوى، إن تراجع جودة الخبز لا يشمل فرنًا بعينه أو منطقة معيّنة، وإنما هو حالة عامة تتشارك بها معظم مناطق شمال شرقي سوريا.
يبدي سكان مدينة الرقة استياءهم إزاء تراجع جودة الخبز المدعوم في أفران المدينة، ورغم تقديم السكان عدة شكاوى للمؤسسات المعنية، لا تزال نوعية الخبز “رديئة”، ولا تصلح أحيانًا للاستهلاك البشري، على حد قولهم.
حلول صعبة
تضطر عائلات لشراء الخبز السياحي الذي يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى نحو 2200 ليرة سورية (70 سنتًا)، وتحتاج العائلة المتوسطة إلى ما بين سبعة آلاف وعشرة آلاف ليرة (بين دولارين وأربعة دولارات تقريبًا) ثمن الخبز الذي تستهلكه كل يوم.
وقال عباس الساير (35 عامًا)، إنه قرر منذ كانون الثاني الماضي التوقف عن شراء الخبز المدعوم واستبدال الخبز السياحي به، مع أن الأسرة التي تتألف من سبعة أفراد تحتاج وسطيًا إلى ثمانية آلاف ليرة ثمنًا للخبز، الأمر الذي لا تقوى عليه الكثير من الأسر التي تعيش وضعًا اقتصاديًا مترديًا في مدينة الرقة.
ماذا يقول أصحاب الأفران؟
تراجع جودة الخبز يعود لسوء جودة الطحين المقدم من “اللجنة الاقتصادية” في “مجلس الرقة المدني”، وهي المؤسسة المعنية بتقديم الطحين للأفران بسعر 60 ليرة للكيلوغرام الواحد، وفق ما قاله محمد الراضي (43 عامًا)، وهو صاحب فرن في المدينة.
وأضاف صاحب الفرن أن أصحاب الأفران طالبوا عدة مرات بتحسين جودة الطحين من خلال اجتماعات عقدتها “اللجنة الاقتصادية” معهم للبحث عن حلول بعد الشكاوى التي قدمها السكان حول تراجع جودة الخبز.
توجد في مدينة الرقة مطحنتان تتبعان لـ”اللجنة الاقتصادية” تنتجان الطحين المدعوم، الذي يباع للأفران.
وفي المدينة وريفها 110 أفران، 46 منها تنتج الخبز المدعوم الذي يباع بسعر 250 ليرة للكيلوغرام الواحد.
وقال أحد أعضاء “اللجنة الاقتصادية”، لعنب بلدي، إن سبب تراجع جودة الخبز يعود لخلطه بالذرة غير النظيفة، والتي جفف معظمها على الطرقات العامة ما تسبب بتداخل كميات من الحصى والرمل في أثناء جمع الذرة وتعبئتها ومن ثم بيعها لمراكز تسلّم المحاصيل التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
وأضاف عضو “اللجنة”، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث للإعلام، أن مسؤولي “هيئة الاقتصاد” في “الإدارة الذاتية” قرروا خلط الذرة مع القمح قبل طحنه بعد تراجع إنتاجية الموسم الزراعي الماضي.
ذرة غير نظيفة
وفي تصريح لوكالة “نورث برس” المحلية، مطلع كانون الثاني الماضي، أقر الرئيس المشترك لـ”هيئة الاقتصاد” في “الإدارة الذاتية”، سلمان بارودو، بخلط الذرة الصفراء غير النظيفة بالقمح، الأمر الذي تسبب بتراجع جودة الخبز.
واعتبر بارودو أن الذرة مطرّية للخبز، لكن وجود الشوائب من رمل وحصى هو ما أثّر بشكل سلبي على نوعية الطحين المدعوم الذي تقدمه “الإدارة الذاتية” لأفران الخبز المدعوم.
وبعد أن أثار تراجع جودة الخبز موجة من الاحتقان في مناطق “الإدارة الذاتية” في شمالي وشرقي سوريا، قررت تشكيل “خلية أزمة” بعد اجتماع لمسؤولي “الإدارة” عُقد بمدينة الرقة في 9 من كانون الثاني الماضي.
رغم ذلك لم تتحسن جودة الخبز المدعوم، ولا يزال سكان الرقة ومناطق من شمال شرقي سوريا يقدمون الشكاوى للمسؤولين، في حين أكّد أصحاب الأفران للسكان أن تراجع جودة الخبز هو أمر خارج عن إرادتهم، ويعود لسوء نوعية الطحين المقدم من قبل مؤسسات “الإدارة الذاتية”.
وتراجعت إنتاجية موسم القمح خلال الموسم الماضي، ويعود ذلك إلى ظروف جفاف عانت منها مناطق شمال شرقي سوريا، وتراجع كمية الهطولات المطرية إضافة إلى تراجع في منسوب نهر “الفرات”، ما أثّر سلبًا على المساحات المروية التي تروى على مياه النهر.
–