نبات “الأزولا”.. حل بديل للأعلاف ومصدر دخل للسكان في ريف حلب
تتوجه مديرية الزراعة والثروة الحيوانية في مدينة قباسين بريف حلب الشمالي، إلى زراعة نبات “الأزولا”، كبديل جزئي عن الأعلاف.
ويستهدف مشروع المديرية مربي الثروة الحيوانية والعائلات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود والعاطلين عن العمل، في قباسين وريفها، بحسب ما قاله المدير العام لمديرية الزراعة والثروة الحيوانية في المدينة، حمدو عبد الكريم نجار، لعنب بلدي.
مديرية الزراعة وزّعت الحصص على مربي الثروة الحيوانية لاستزراعها وتكاثرها، مقابل رسوم بلغت عشر ليرات تركية عن سعر الكيلو الواحد، في حين يبلغ سعره في الأسواق حوالي 50 ليرة، بحسب نجار، وبلغ عدد المستفيدين حوالي 1500 مستفيد.
ويواجه مربّو المواشي ارتفاع التكاليف وأسعار المستلزمات مثل التبن والأعلاف، وسط ندرة المراعي جراء الجفاف ونقص المساحات الخضراء في المنطقة عمومًا.
وظهرت مبادرات ومشاريع محلية من خلال جهات عاملة في تلك المناطق، لإيجاد حلول بديلة وتخفيف بعض التكاليف عن مربي الثروة الحيوانية.
ما “الأزولا” وما طريقة زراعته
نبات “الأزولا”، كما عرّفه المهندس الزراعي نجار، هو نبات سرخسي صغير يعيش طافيًا على أسطح المجاري المائية وفي الحقول المغمورة بالمياه، ويتكاثر بالانشطار.
وهو من أشباه الجذور، ويعمل على تثبيت الآزوت الجوي، ولذلك يحوي على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 30 و40% من وزنه الجاف.
يُزرع النبات في أحواض خرسانية أو بلاستيكية متعددة المساحة بعمق 20 سنتمترًا تبطّن بالبلاستيك، ويلقح الحوض بمعدل 200 غرام/م2.
ويتكاثر النبات ذاتيًا وتتضاعف الكمية الأولى لتصل إلى 15 غرامًا خلال شهر أي بمعدل من 250 إلى 420 غرامًا للمتر المربع.
يُضاف الماء تدريجيًا وحسب النقص بعد الغمر الأول، ويكشط المنتج بالأحواض ليكون بمثابة بادئات لإكثار واستمرار النمو.
ولا يحتاج “الأزولا” إلى أماكن بعيدة أو أراضٍ واسعة لزرعه كونه يُزرع في أحواض متوسطة المساحة، بحسب دراسة أعدها نجار وأرسلها إلى عنب بلدي.
“الأزولا” مصدر دخل وحل بديل
المهندس نجار ذكر العديد من الفوائد التي يعطيها مشروع استزراع “الأزولا”، فهو يعود بفوائد اقتصادية ومجتمعية أهمها:
يعتبر المشروع مجديًا وناجحًا على الصعيدين الاقتصادي والزراعي والثروة الحيوانية، لأنه يعتبر مصدر دخل لأصحاب الدخل المحدود والفقراء واليد العاطلة عن العمل، ويعود بالفائدة على مربي الثروة الحيوانية كبديل جزئي عن الأعلاف البروتينية سواء المستوردة أو محلية الصنع المركزة.
ويسهم في تقليل النفقة المالية التي تنفق على الأعلاف الأخرى، كونه لا يحتاج إلى تكلفة باهظة، فمصاريفه لا تقارن بإنتاجيته، بحسب نجار، لأنه يتكاثر بالانشطار الدوري، ولا يحتاج إلى الكثير من الماء خلال استزراعه وغمره، ما يسهل عملية استزراعه.
ويوفر استزراع “الأزولا” نفقات الأعلاف وارتفاع ثمنها، فهو بديل جزئي عن الأعلاف المركزة والمستوردة، وبالتالي يساعد على خفض أسعار اللحوم.
ويوفر المساحات الزراعية التي تزرع بالبرسيم والأعشاب العلفية الخضراء، ويمكن استبدال مزروعات أكثر إنتاجية بها مثل القمح.
ويُستخدم النبات كبديل جزئي للبروتينات التقليدية ضمن أعلاف الدواجن أو المجترات أو الأسماك، ويُستخدم في الزراعة كمخصب نيتروجيني طبيعي لقدرته على تثبيت الآزوت الجوي وتحويله إلى بروتين.
المهندس نجار أوضح أن العائلات المستفيدة من المشروع سيرافقها مهندس زراعي طوال مدة المشروع، وسيقوم بعمل ندوات وتدريبات للمستفيدين قبل وخلال البدء بالمشروع، ما سيسهل العمل للمستفيدين ويرفع مستوى الوعي الزراعي لديهم، من خلال تقديم المعلومات الفنية والزراعية اللازمة.
الصعوبات موجودة
ويواجه استزراع النبات بعض الصعوبات كالعوامل الجوية من حرارة وصقيع، وعدم توفر غطاء للتظليل صيفًا، أو للحماية من الصقيع شتاء.
المدير العام لمديرية الزراعة والثروة الحيوانية في المدينة، اشتكى في وقت سابق من تضاؤل وانحسار مساحة الغطاء الحرجي والمشجّر، وعزا ذلك إلى سوء الأحوال الجوية وقلة وشح الأمطار، الأمر الذي صار “معضلة” تعاني منها مناطق الشمال السوري عامة، ومدينة قباسين وريفها خاصة.
كما أن نضوب المياه الجوفية أدى إلى نقص الحيّز الزراعي الذي خلّف أضرارًا جسيمة على مستوى الإنتاج الزراعي بشتى أنواعه، وإنتاج الحبوب، والإنتاج العلفي، بحسب المهندس نجار.
بالإضافة إلى انحسار ملحوظ على الصعيد الاقتصادي المحلي، وزيادة تكاليف استجرار المياه، وصرف مبالغ باهظة على إعادة تأهيل الآبار بما يتناسب مع نضوب المياه الجوفية وانحسارها، وركود عام للكفاءات الزراعية.
المشكلات التي تعترض الزراعة أو الثروة الحيوانية لا تزال موجودة رغم تنفيذ عدة حملات ومشاريع لمواجهتها، وكان المجلس المحلي في مدينة قباسين وريفها، أنهى حملة تشجير أطلقها في كانون الثاني الماضي، لزراعة أشجار حرجية ونباتات زينة في منصفات الطرق الرئيسة والمرافق العامة.
وهدفت الحملة لإعادة الروح إلى المنطقة، بحسب ما قاله نجار، مؤكدًا استمرار العمل حتى تشجير كامل المدينة وريفها، إذ انتهت فرق المديرية من زراعة 2500 نبتة زينة من صنف الأشجار الشمسية، بالإضافة إلى زراعة 200 شجرة حرجية دائمة الخضرة، من أصناف السرو والصنوبر.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :