عنب بلدي – داريا
نعى لواء شهداء الإسلام، التابع للجيش الحر في مدينة داريا، أحد أبرز مقاتليه، أبو الفاروق، الذي توفي متأثرًا بإصابته بشظية استقرت في رأسه أثناء محاولته إسعاف أحد زملائه خلال المواجهات التي دارت على أطراف المدينة بتاريخ 29 تشرين الثاني.
وتحدث أبو زيد، القيادي في لواء شهداء الإسلام، لعنب بلدي عن بعض جوانب حياة صديقه ورفيق الدراسة والسلاح “أبو الفاروق“.
انضم أبو الفاروق، 28 عامًا، للجيش الحر منذ بداية تأسيسه، وشكل مجموعة مسلحة بالرغم من اعتراض أهله ورفاقه على دخوله العمل المسلح، مبررًا ذلك بقوله “إن النظام الذي يستخدم القوة مع شعبه لن تنفع معه إلا لغة السلاح“.
وعمل في البداية على تدريب الشباب على حمل السلاح واستخدام البندقية، ثم شكل مجموعة من المنشقين وسلحهم، ليقود بعد ذلك عملية اقتحام منظمة التحرير الفلسطينية، شمال غرب داريا، وتتم السيطرة عليها بشكل كامل واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة التي وزعت فيما بعد على بعض مناطق الريف الدمشقي.
اكتسب أبو الفاروق شهرة كبيرة، ونال محبة الناس بسبب إخلاصه وسمعته الطيبة، وشارك في عدة عمليات، أبرزها صد قوات الأسد قبيل المجزرة التي نفذتها وقتلت خلالها مئات من أبناء داريا في آب 2012، ليعاود تجميع عناصره وتدريبهم حتى بدء معركة ضرب الحواجز في تشرين الثاني من العام نفسه.
أصيب الشاب “الثائر” بعد عدة أشهر واضطر للخروج إلى لبنان ومنها إلى مصر، ليتم علاجه هناك وبقي مع أهله فترة قصيرة ليعود إلى لبنان ومنها إلى دولة قطر، حيث خضع لدورة تدريبية على استخدام مضادات الدروع هناك.
عاد أبو الفاروق إلى لبنان ومنها إلى القلمون، فعمل مع فصائل الجيش الحر هناك وكرس خبرته في الرمي بمضادات الدروع في معاركها، لتسنح له الفرصة ويستطيع العبور نحو الغوطة الغربية، وعمل منذ ذلك الحين مع كتيبة شهداء داريا التابعة للواء شهداء الإسلام، وقام بتدريب رفاقه على استخدام صاروخ “تاو” المضاد للدروع، وبقي هناك عدة أشهر حتى استطاع العودة إلى المدينة.
بعد ثلاثة أيام من عودة “أبو الفاروق” إلى داريا، أصيب في كتفه خلال مواجهات اندلعت على جبهة “سكينة“، اضطر للجلوس في الفراش مدة شهرين، ليعاود عمله العسكري ويشارك في معركتي المجمع ولهيب داريا خلال الأشهر القليلة الماضية.