نبيل الحلبي: لن نقطع الأمل في الإفراج عن الأسرى لدى

بعد 16 شهرًا على المفاوضات.. عملية تبادل للأسرى بين الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – بيروت

تمّت الصفقة بعد جهود ووساطة قطرية، وحضور عددٍ من الهيئات الإغاثية والحقوقية، من بينها الصليب الأحمر ومؤسسة لايف الحقوقية اللبنانية؛ عنب بلدي التقت المحامي نبيل الحلبي، مدير مؤسسة لايف (اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان)، وأجرت معه حوارًا حول تفاصيل الصفقة.

تحييد عرسال ووادي حميد

أوضح الحلبي أن عملية التبادل تضمنت تسليم 13 سجينًا إلى جبهة النصرة بينهم 5 نساء، مقابل إطلاق سراح 16 جنديًا لبنانيًا، وفتح ممر إنساني للمدنيين من أهالي مدينة عرسال واللاجئين السوريين وخصوصًا في منطقة وادي حميّد، التي تعرضت لعمليات عسكرية ومناوشات بين الطرفين على مدار العامين السابقين.

يضاف إلى ذلك دخول المساعدات إلى المخيمات في الوادي وجعله منطقة آمنة وتجهيز مشفى عرسال بالأجهزة الطبية اللازمة.

لكنّ الجيش اللبناني استهدف منطقة جرود عرسال بغارات جوية وقصف صاروخي، غداة عملية التبادل، وأفاد الناشط الإعلامي محمد حمود، الموجود في البلدة، أن القصف تركز على منطقة الزمراني التابعة للأراضي السورية في الجرود بأكثر من 40 قذيفة صاروخية، إضافة إلى غارات بطائرة دون طيار استهدفت المنطقة ذاتها.

وتضم منطقة الزمراني، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي، أبرز المقرات العسكرية لجبهة النصرة في منطقة الجرود الحدودية بين البلدين.

المشنوق: عرسال منطقة “محتلة”، ولكن!

بدوره، اعتبر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، منطقة عرسال محتلةً من مقاتلي جبهة النصرة.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي جمعه بمدير الأمن العام عباس إبراهيم يوم الجمعة، “منطقة عرسال وليس قرية عرسال، محتلة؛ يوجد فيها 120 ألف لاجئ سوري أكثر من عدد سكانها بمرة ونصف، وكذلك هناك آلاف المسلحين داخل وخارج القرية”.

لكن المشنوق استبعد أن يكون هناك تدخل عسكري فيها “خياراتنا بهذا المجال هي عدم الدخول بأتون الحرب السورية، والابتعاد عن الحريق”، مردفًا “بكل بساطة بإمكاننا أن ندعو لعملية عسكرية في عرسال، ولكن هذه العملية تكون داخل الحرب السورية، وإن كانت عرسال تتواجد على الأراضي اللبنانية”.

كواليس التوصل إلى الصفقة

استمرت المفاوضات قرابة 16 شهرًا إلى أن توصلت الأطراف إلى اتفاقٍ نهائي، وكان من المفترض أن تبدأ العملية قبل 3 أيام من تاريخها، بحسب الحلبي، لكن بعض التغيرات أدت إلى تعطيلها قرابة 24 ساعة، انسحبت إثرها الحكومة وهيئة الإغاثة اللبنانية من الجرود، إلى أن تدخل الوسيط القطري ومؤسسة لايف لتدارك التغيرات والتوصل إلى العملية الأخيرة.

وطلبت جبهة النصرة ممرًا للعملية من وادي حميّد وباستنفار مسلح لعناصر النصرة داخله، إثر اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، وكانت هذه العملية هي الجزء الأكثر صعوبة من الصفقة بسبب غياب الحكومة اللبنانية عن نقطة التبادل، لأن وجودها في مكان استنفار مسلح للجبهة كان سيسبب حرجًا لها، وبسبب فقدان الثقة بينهما، وانتظار كل طرف للآخر للقيام بالخطوة الأولى، وفق تعبير مدير مؤسسة لايف.

وعزت القيادة في جبهة النصرة الاستنفار إلى الخوف من استغلال الفرصة من قبل تنظيم “داعش” لإفشال الصفقة عن طريق انتحاريين أو استهدافها بالقصف.

تفاصيل العملية

طلبت مؤسسة لايف إدخال المطلق سراحهم من السجون اللبنانية على دفعات إلى وادي حميّد لمقابلة مندوب من جبهة النصرة وهيئة علماء المسلمين، وسؤالهم عن رغبتهم إما الالتحاق بالنصرة في جرود عرسال أو العودة إلى المخيمات والأراضي اللبنانية وترتيب وضعهم القانوني والإقامة، وإما السفر لمن يملك وثائق صالحة لذلك.

وساد قليلٌ من القلق خلال العملية، لأن آليات الصليب الأحمر التي تحمل الأسرى اللبنانيين لم تتحرك، إلا بعد تحرك الآلية الأخيرة من هيئة الإغاثة اللبنانية التي تحمل المسجونين لدى الحكومة.

هل كان الجنود المأسورون بصحة جيدة؟

نبيل الحلبيوأضاف نبيل الحلبي أن صحة الجنود كانت بأفضل حال، كما أن جبهة النصرة سمحت لأهاليهم بزيارتهم في الجرود وسمحت لهم بمكالمات هاتفية خلال مدة الأسر.

وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي مقابلةً للجندي جورج خزاقة مع تلفزيون الجديد اللبناني، يشكر جبهة النصرة على “المعاملة الجيدة”، وأكّد الجندي ردًا على سؤال للصحفية التي تجري المقابلة حول شكر “تنظيم إرهابي” بقوله “ما حدا أساء لنا، الحمد لله ما حدا مد إيدوا علينا، ما حدا وجهلنا كلمة تسيء النا”.

وفي مقابلة مع جندي آخر لنفس القناة من منزله قال “لم يضغط علينا بالقوة، كان تمني فقط، نحن تعاطفنا مع اللاجئين والمقاتلين ونعتبرهم مجاهدين وعندهم قضية، لم يحاربنا أحدٌ في لبنان، بالعكس هناك من ذهب وحاربهم في سوريا وسيدافعون عن أرضهم”.

سجى الدليمي إلى تركيا

ومن بين المفرج عنهم سجى الدليمي التي تزوجت البغدادي قبل أكثر من 9 سنوات، وعاشا بدمشق في حي السيدة زينب حتى 2006، حيث طلقها البغدادي ثم عاد إلى العراق.

وقالت الدليمي لقناة الجزيرة، خلال لقاء سريعٍ مع أطفالها الأربعة، أثناء عملية التبادل، “أنا عندي أخي بالنصرة، ويقولون إنني زوجة البغدادي لكنني مطلقته منذ أكثر من 7 سنوات، وما كان بغدادي ولا أي شيء آخر”.

وأضافت أنها ستعود إلى بيروت لترتيب أوراقها ثم ستتوجه إلى تركيا ومنها إلى جهة ثالثة لم تكشف عنها.

وسبق للدليمي، التي تزوجت البغدادي قبل تشكيل التنظيم وتعيينه “خليفة”، أن اعتقلت في سوريا وأفرج عنها برفقة 150 سجينة سورية في صفقة تبادل راهبات معلولا في آذار 2014، بحسب الجزيرة.

لكنها وقعت في قبضة المخابرات اللبنانية نهاية 2014 وهي تحمل وثائق مزورة، وفق ما نشرته الصحف اللبنانية.

ماذا عن الجنود اللبنانين في قبضة “داعش”؟

وحول بقية الجنود الأسرى لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” في القلمون السوري، قال نبيل الحلبي  “لن نقطع الأمل في إخراجهم من سجون التنظيم، ولكن قبل التفكير بالتفاوض لابد أن نبحث الآن عن وسيط مقبول لدى التنظيم، لنضمن بدايةً صحة الجنود، ثم نبحث في طرق أو منهجية التفاوض في حال وجودهم أحياء”.

وأضاف الحلبي “سبق لتنظيم داعش أن أطلق سراح مسيحيين وإيزيديين وسلمّهم للكنيسة”.

تأتي الصفقة بعد 16 شهرًا من الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني وفصائل كالجبهة وتنظيم “الدولة” داخل عرسال، بداية آب من العام الماضي، وسقط إثرها 17 عنصرًا من الجيش اللبناني، وجرح أكثر من 80 آخرين.

وأسرت النصرة وتنظيم “الدولة الإسلامية” 29 عنصًرا من الجيش اللبناني وقوى الأمن حينها، وذبح التنظيم عنصرين بينما أعدمت النصرة اثنين آخرين في وقت لاحق.

  • يوجد في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، ما يمثّل ثلث سكان لبنان.
  • يعيش معظمهم في مخيمات قرب الحدود مع سوريا، و120 ألفًا منهم في عرسال.

– تتعرض المخيمات لحملات دهمٍ واعتقالٍ لعدد من الشباب بتهمة عدم امتلاك أوراقٍ ثبوتية وكفالات لبنانية أو الضلوع في عمليات تصفها الحكومة بـ “الإرهابية”.

  • كما يعاني قاطنوها من ظروفٍ معيشية سيئة بسبب البطالة وارتفاع المصاريف في بلدٍ يعاني أساسًا من انهيارٍ اقتصادي.

  • منذ مطلع 2015 فرض لبنان على السوريين الراغبين بالدخول إليه، حجزًا فندقيًا أو المغادرة برحلة جوية خلال 24، لكن رغم توفر الشروط فإن مزاجية عناصر الأمن تحول أحيانًا دون دخولهم.

  • يتعاطف بعض اللبنانيين مع السوريين ويحاولون التخفيف من محنتهم، وقد شهدت السنوات الماضية عدة حملات تقف في وجه دعوات عنصرية منشؤها رافضو الوجود السوري.

    الإفراج عن الأسرى من الجنود اللبنانيين لدى جبهة النصرة 1 كانون الأول 2015

    الإفراج عن الأسرى من الجنود اللبنانيين لدى جبهة النصرة 1 كانون الأول 2015

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة