درعا – حليم محمد
أنهى “الهلال الأحمر السوري” صيانة بئر واحدة فقط من بين 12 من آبار الشياح، في منطقة درعا البلد جنوبي سوريا، لتوضع بالخدمة مطلع الصيف المقبل بقصد سقاية محاصيل الزيتون.
تتبع البئر لمديرية زراعة درعا، وهي متوقفة عن الخدمة منذ ثلاثة أعوام، بعد سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة الجنوبية ضمن عمليات “التسوية” عام 2018.
وكانت المعارضة في درعا تُشغل آبار منطقة الشياح بهدف تأمين مياه الشرب والري للمدينة.
وقال عضو لجنة إغاثية، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن البئر تخدم فقط 50% من مساحات محاصيل الزيتون بمنطقة الشياح.
وأضاف أن مياه آبار الشياح كبريتية غير صالحة للشرب، إلا أن مدينة درعا البلد كانت تستخدمها للشرب في أثناء سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة، بعد قطع النظام مصادر مياه الشرب عن المدينة.
وكان مدير الزراعة السابق في المنطقة، عبد الفتاح الرحال، يعارض ترميم آبار منطقة الشياح، وفق ما قاله عضو “اللجنة”، إلا أن مدير الزراعة الجديد، بسام الحشيش، وعد بتأهيل ثلاثة آبار إضافية في المنطقة، فضلًا عن بدء ترميم آبار الخوابي والخشابي.
مديرية الزراعة عيّنت على الآبار حراسًا، لحمايتها من سرقة مياهها، وكون السكان المحيطين بالآبار هم الفئة الأولى المستفيدة من مياه الآبار، فتقع على عاتقهم، أيضًا، مسؤولية حماية الآبار.
وحرمت قوات “الفرقة الرابعة”، في تموز 2021، سكان درعا البلد من استخدام الآبار في المنطقة، حيث قطعت مياه آبار خربة غزالة شرقي درعا، وآبار الشياح، فكان مصدر المياه للناس حينها هو آبار ذات منسوب ضعيف.
وبحسب ما نشره “الهلال الأحمر” عبر “فيس بوك“، فإن صيانة البئر تؤمّن مياه الري ومياه الشرب لألف و100 مزارع في المنطقة، لري حوالي 15 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
وتضمّنت الصيانة تأهيل الخزان “البيتوني”، وتركيب منظومة طاقة شمسية، بالإضافة إلى تركيب محوّلة كهربائية.
تكلفة أقل
قال أحد المزارعين في المنطقة لعنب بلدي، إن تشغيل الآبار الزراعية يشجعه على إعادة سقاية محصوله من الزيتون، بعد توقفه عن ذلك لمدة ثلاثة أعوام.
وتوقع المزارع، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إنتاجية جيدة العام المقبل.
ويمتلك بعض المزارعين جرارات تقطر الصهاريج، إذ تبلغ تكلفة تعبئة الصهريج، سعة خمسة أمتار، 30 ألف ليرة سورية (ثمانية دولارات)، قبل تشغيل البئر.
ولكن بعد تشغيل البئر، ستكون التكلفة الرئيسة لسقاية المحصول أقل بالمقارنة بتشغيل الجرار، خصوصًا مع عدم توفر المحروقات بشكل دائم، وارتفاع ثمنها، إذ بلغ سعر الليتر الواحد من مادة المازوت 3200 ليرة (حوالي 90 سنتًا).
وتشتهر المناطق المحيطة بمدينة درعا البلد بزراعة الزيتون، ومن أهم الأصناف “النبالي”، الذي يناسب التربة الرملية في المنطقة.
وتعرضت مناطق الشياح، والخشابي، والنخلة، لهجوم من قبل قوات النظام عدة مرات خلال تموز 2021.
كما سرق عناصر “الفرقة الرابعة” بعض المزارع، وقطعوا بعض أشجار الزيتون، وسرقوا ممتلكات بعض المزارعين من خزانات، وعُدد زراعية.
وقدرت وزارة الزراعة السورية إنتاج الزيتون في سوريا هذا العام بـ645 ألف طن، مقابل 850 ألف طن لعام 2021، بحسب ما ذكرته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
في حين توقعت مديرية زراعة درعا إنتاج 2500 طن من الزيت لهذا الموسم.
وتعتبر بئر الشياح إحدى آبار مشروع “الحزام الأخضر” الذي أُسس عام 1983، لتشجير المنطقة الحدودية من تل شهاب أقصى غرب درعا حتى بلدة أم ولد المحاذية لمحافظة السويداء، ويضم 19 قرية على طول 40 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين عشرة و15 كيلومترًا، بحسب “سانا“.