صار حلمًا لكثير من العوائل..
الفروج يغيب عن موائد القامشلي
القامشلي – مجد السالم
انخفضت مبيعات الفروج في محال بيع الوجبات السريعة بمدينة القامشلي خلال شباط الحالي إثر ارتفاع أسعاره، إذ اشتكى بعض أصحاب المحال من تراجع حركة البيع.
مالك حسين (41 عامًا)، من مدينة القامشلي، يمتلك محلًا لبيع الفروج، قال لعنب بلدي، إن مبيعاته تنخفض باستمرار مع الارتفاع في أسعار الفروج، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج الحي حوالي سبعة آلاف ليرة سورية (أقل من دولارين)، وهذا أدى إلى خسارته نصف الزبائن، على حد قوله.
“لا نستطيع خفض سعر المبيع نتيجة الارتفاع في أسعار الصرف، وتدهور قيمة الليرة السورية. نحقق هامشًا منخفضًا من الربح، لا يتجاوز 300 ليرة عن الكيلو الواحد”، أوضح صاحب المحل، وهذا ما جعله عاجزًا عن خفض سعر كيلوغرام الفروج الحي.
وفي جولة لعنب بلدي على محال بيع الفروج في مدينة القامشلي، كانت أسعار كيلوغرام الفروج تتراوح ما بين ستة آلاف و500 ليرة وسبعة آلاف ليرة، فضلًا عن مصاريف التنظيف والتقطيع.
عبير العلي (38 عامًا)، من حي الزهور في المدينة، قالت لعنب بلدي، إن ثمن الفروج الذي تشتريه يبلغ 13 ألف ليرة (حوالي ثلاثة دولارات)، بعد أن دخلت مع البائع في “بازار” من أجل “مراعاتها”.
ثمن هذا الفروج يعادل أجرة يومين من العمل لزوجها، وهو عامل مياومة في أحد مستودعات الأغذية بالمدينة لمدة عشر ساعات متواصلة، ولكنها مضطرة لشراء اللحوم من أجل تغذية أطفالها الثلاثة.
بحسب تقييم مبادرة “REACH” ضمن تقريرها الصادر في 5 من شباط الحالي، فإن هناك أسبابًا وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ويحتاج عامل المياومة في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، شمال شرقي سوريا، إلى 72 يومًا من أجل تأمين التكلفة الشهرية المرتبطة بأمنه الغذائي.
وتعتمد 80% من عائلات المناطق في دخلها المادي على الأجور اليومية، ويعاني 92% من العائلات من البطالة التي تمثّل عائقًا مباشرًا أمام وصولهم لتأمين الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية.
وأشار التقرير إلى أن 79% من العائلات، تعتبر أن ارتفاع الأسعار في المتاجر والمؤسسات الاستهلاكية هو تحدٍّ مشترك أمامهم في تأمين أمنهم الغذائي.
الاستدانة لوجبة غداء واحدة
باسم ضاري (35 عامًا)، قال لعنب بلدي، إنه في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المدينة، حيث بلغ سعر كيلوغرام لحم الغنم الواحد 20 ألف ليرة (حوالي ستة دولارات)، كان الاعتماد على اللحوم البيضاء (الفروج) بديلًا مناسبًا للعائلات.
إلا أنه ومع ارتفاع أسعار الفروج، صار تناول وجبة من اللحوم أسبوعيًا “حلم كثير من العوائل، التي تحتاج إلى فروجين على الأقل في الوجبة الواحدة”، على حد تعبير باسم ضاري، الذي يعمل في محل لبيع القرطاسية.
يكلّف شراء الفروج بالنسبة لباسم حوالي 25 ألف ليرة (سبعة دولارات)، ما عدا سعر الأرز والخضراوات المرافقة للوجبة، أي أن وجبة واحدة قد تكلّف العائلة حوالي 35 ألف ليرة (عشرة دولارات)، وهو مبلغ كبير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العائلات.
أضاف الشاب الثلاثيني، أن الأمر يزداد “إحراجًا وتكلفة في حال جاء أحد الضيوف، وأُجبرت على استضافته على وجبة الغداء، هنا أنا أعرف كثيرًا من العوائل اضطروا للاستدانة من أجل وجبة غداء واحدة”.
وشهدت منطقة المالكية في القامشلي خلال كانون الثاني الماضي، إضرابًا من قبل أصحاب محال بيع الفروج استمر عشرة أيام، بسبب عدم قبولهم بنسبة الربح المحددة بـ200 ليرة من قبل شعبة التموين التابعة لـ”الإدارة الذاتية” عن الكيلوغرام الواحد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :