أفادت صحيفة “هاريتس” الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيلين يتخوفون من أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا قد تعطل جهود إسرائيل لدرء النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة.
وبحسب تقرير الصحيفة، الجمعة 25 من شباط، فإن إسرائيل تحاول تجنب أي تصريحات أو أفعال قد تزعج روسيا، لدرجة أنه طُلب من كبار مسؤولي الدفاع عدم التعليق علنًا على الوضع في أوكرانيا، خوفًا من أن يكون لها تداعيات خطيرة على جهود إسرائيل لإبقاء إيران ووكلائها الإقليميين تحت السيطرة، بحسب ماقاله مسؤولون إسرائيليون للصحيفة.
مصدر القلق الرئيسي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، هو عرقلة العلاقات الإسرائيلية- الروسية الحساسة بشأن سوريا، فالجيش الإسرائيلي يعمل بانتظام ضد القوات المدعومة من إيران، وتحديدًا جماعة “حزب الله” اللبنانية، بحسب تعبير المسؤولين.
القوة العسكرية
يدرك مسؤولو الدفاع الإسرائيليون بوضوح أن لروسيا اليد العليا في أوكرانيا، ولكن من وجهة نظر اقتصادية، قد ينهي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحرب بعد تعرضه لعقوبات قاسية.
ومن المرجح أن يغير بوتين سياسته في ظل هذه الظروف في العمليات الإسرائيلية في سوريا، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط في محاولة لاستعادة مكانته.
كما يمكن لبوتين أن يتحرك للحد من قدرة إسرائيل على العمل ضد الترسيخ الإيراني في إطار آلية تفادي التضارب بين إسرائيل وروسيا في سوريا.
ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أيضًا أن روسيا قد تقرر نقل أسلحة أكثر تقدمًا إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة بهدف تحقيق عائدات من صفقات الأسلحة الكبيرة، مع خلق توازن جديد في مواجهة القوات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط.
كما أن استخدام أنظمة روسية متقدمة لتعطيل أنظمة التوجيه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإجراءات الحرب الإلكترونية الأخرى والهجمات الإلكترونية لتعطيل الناتو أو العمليات الغربية في البحر المتوسط، هو مصدر قلق آخر لإسرائيل، لأنه قد يؤدي إلى تقييد حرية الجيش الإسرائيلي في العمل أو تعطيل التكنولوجيا العسكرية والمدنية في إسرائيل.
ولم يطرأ أي تغيير على سياسة روسيا حتى الآن، ولكن ذلك قد يتغير في المستقبل القريب، بحسب ماقاله المسؤولون للصحيفة.
البيان الروسي الأخير الذي قالت فيه موسكو إنها لا تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي تم ضمها بعد حرب 1967، يمكن أن يكون علامة على تحول وشيك في نهج بوتين تجاه النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا.
كما قد يؤدي التطور الأخير في أوكرانيا أيضًا إلى تقريب روسيا من إيران، وفقًا للتقدير الإسرائيلي.
وكانت البعثة الروسية في الأمم المتحدة، أعلنت في 24 من شباط، عدم اعتراف روسيا بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وذلك بعد إعلان إسرائيل إدانتها للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
وقالت البعثة في تغريدة عبر حسابها في موقع “تويتر”، “نحن قلقون من خطط تل أبيب المعلنة لتوسيع النشاط الاستيطاني في المنطقة المحتلة، الأمر الذي يتعارض مع أحكام اتفاقية جنيف لعام 1949”.
وأضافت “لا تعترف روسيا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي تشكل جزءًا من سوريا”.
يأتي ذلك، بعد أن أعلنت إسرائيل دعمها لوحدة الأراضي الأوكرانية عقب التصعيد الروسي، إذ أصدرت الخارجية الإسرائيلية بيانًا، أعلنت فيه تأييدها لأوكرانيا.
وفي 24 من شباط الحالي، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، اللتين اعترف بوتين رسميًا باستقلالهما قبل أيام، الأمر الذي تسبب بإدانات دولية تبعها فرض عقوبات على روسيا.
واتهم الرئيس الروسي دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم من وصفهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.
وجاء إعلان بوتين بدء العملية العسكرية شرق أوكرانيا، بعد ساعات فقط من رفض الرئيس الأوكراني مزاعم موسكو بأن بلاده تشكّل تهديدًا لروسيا، وتوجيه نداء عاطفي في اللحظة الأخيرة من أجل السلام.