شهدت عدة قرى شمال غربي سوريا مظاهرات مناهضة لسياسة “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في تلك المناطق، ومطالبة بفتح معارك لتحرير المعتقلين، اليوم الجمعة 25 من شباط.
وشهدت قرية دير حسان في ريف إدلب الشمالي، وقريتا السحارة وبابكة بريف حلب الغربي، ومخيم “الكرامة” في قرية أطمة الحدودية، وقفة احتجاجية لعشرات من المتظاهرين، ضد السياسة التي تمارسها “تحرير الشام”، وعدم فتح معارك.
وطالب المتظاهرون بفتح المعارك مع النظام، وإطلاق سراح المعتقلين في سجون “الهيئة” خلال المظاهرات التي حملت عنوان “جمعة فتح الجبهات لتحرير الأسرى والأسيرات”، بعد أن اعتقلت “تحرير الشام” بعض الأشخاص على فترات متقطعة.
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل “أختنا في السجون تنادي أين المخلصين”، و”لن تثنينا الاعتقالات”، واصفين سياسة “تحرير الشام” بـ”المرتبطة بسياسات خارجية”، و”الظالمة”.
وشهدت قرية دير حسان، في 22 من شباط الحالي، مظاهرة نسائية حملت نفس المطالب، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين “أصحاب صوت الحق”.
وتتكرر عمليات الاعتقال التي تمارسها “تحرير الشام” في مناطق نفوذها، والتي طالت العديد من الأشخاص، مع غياب الأسباب، بحسب ما وثقته المنظمات.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عملية اعتقال الناشط المدني محمد إسماعيل، في سجون “الهيئة”، منذ 20 من كانون الثاني الماضي، وأعربت عن مخاوفها من أن يتعرض لعمليات تعذيب، وأن يُصبح في عداد المُختفين قسرًا كحال 85% من مجموع المعتقلين.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثّقت انتهاكات “تحرير الشام” منذ الإعلان عن تأسيس “جبهة النصرة” في سوريا في كانون الثاني 2012 حتى نهاية عام 2021، وأحصت مقتل ما لا يقل عن 505 مدنيين على يد “الهيئة”، بينهم 71 طفلًا و77 سيدة، و28 قُتلوا تحت التعذيب، إضافة إلى ما لا يقل عن 2327 شخصًا لا يزالون قيد “الاحتجاز التعسفي” أو الاختفاء القسري في سجونها.
وبالنسبة إلى فتح المعارك، فعادة ما تعلن غرف العمليات للفصائل المعارضة، عن ردها واستهدافها قوات النظام المتمركزة في المناطق المحيطة بمناطق المعارضة، إذ اعتادت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في إدلب، الإعلان عن عملياتها العسكرية من خلال معرفاتها الرسمية، لكن يرى البعض أن العمليات غير مرضية.
–