شكّل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أعلن عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس 24 من شباط، مخاوف من استهداف المنشآت النووية في البلاد.
القوات الروسية المحمولة جوًا، سيطرت الخميس بشكل كامل على منطقة محطة “تشيرنوبل” الذرية بشمالي أوكرانيا، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، للصحفيين اليوم، الجمعة 25 من شباط.
وانفجر المفاعل الرابع في محطة “تشيرنوبل” للطاقة في نيسان من عام 1986، ما أدى إلى تلويث معظم أنحاء أوروبا، وجرت تغطية المفاعل المتفجر بغطاء وقائي منذ عدة سنوات لمنع التسرب الإشعاعي.
وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التطورات عن كثب في أوكرانيا مع التركيز بشكل خاص على سلامة وأمن محطات الطاقة النووية وغيرها من المرافق ذات الصلة بالطاقة النووية.
لكن المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة “كارنيغي”، أشار إلى المخاطر التي من الممكن أن يواجهها العاملون في محطات الطاقة النووية خلال الحرب، فمجرد الذهاب إلى أعمالهم قد يكون فعلًا خطيرًا ما يجعل من الصعب ضمان تشغيل المفاعل بأمان، وفي حالة وقوع حادث قد لا يتمكّن موظفو الدعم خلال الكوارث، مثل رجال الإطفاء، من الوصول إلى المصنع لأسباب تتعلق بمشاركتهم في جهود الإغاثة المدنية.
استهداف غير مباشر
قال أكتون إنه قد يتم استهداف محطات الطاقة النووية بطريقة غير مباشرة عبر استهداف الروس البنى التحتية للمدينة، منها الكهرباء التي تستخدم في تبريد المفاعل النووي في حال إجباره على الإغلاق.
وهناك خطر حقيقي للغاية من فقدان مثل هذه الطاقة في أوكرانيا إذا هاجمت القوات الروسية البنية التحتية للكهرباء في البلاد، كما فعلت قوات “الناتو” ضد صربيا خلال حرب كوسوفو عام 1999، وكما فعلت روسيا نفسها ضد أوكرانيا في عام 2015 باستخدام أدوات إلكترونية.
هجمات قد تقع على أي حال
حتى لو لم تأذن موسكو بشن هجمات مباشرة على محطات الطاقة النووية، فقد تحدث مثل هذه الهجمات على أي حال، وفق ما قاله أكتون.
ويمكن للسلاح الذي يستهدف هدفًا قريبًا أن يصيب محطة للطاقة النووية إذا فشل نظام الملاحة الخاص به في التحديد الدقيق للموقع.
وإذا اعتقدت القوات الروسية أن قوات الدفاع الأوكرانية كانت داخل محطة للطاقة النووية، فيمكنها شن غارة جوية حتى لو كانت الخطوط العريضة للأوامر تقول بعدم مهاجمة المحطات النووية.
هذا الأمر ليس افتراضيًا للغاية، وفق أكتون، إذ ضرب مثالًا بما حدث في سوريا عام 2017 عندما شنت قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سوريا هجومًا على سد كان مدرجًا في قائمة “الاستبعاد من الأهداف”، وكادت الأضرار الناجمة عن ذلك أن تتسبب في انهيار السد، الأمر الذي كان سيؤدي على الأرجح إلى غرق عشرات الآلاف من المدنيين.
ويعتبر أحد الآثار الخطيرة بشكل خاص هو أن الهجوم المباشر من الممكن أن يؤدي إلى استنزاف البرك التي يتم تخزين الوقود المستهلك فيها، غالبًا بكميات كبيرة، ودون تبريد يمكن أن يذوب هذا الوقود، ما يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة جدًا من النشاط الإشعاعي، وفق أكتون.
وتعتبر أوكرانيا ثاني أكبر مولد للطاقة النووية في أوروبا بعد فرنسا، وقالت شركة “Energoatom”، وهي الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا، في بيان، إن عمليات محطة “تشيرنوبل” كانت مستقرة حتى مع انتشار التوغل العسكري الروسي.
وأضافت الشركة أن “أوكرانيا في حالة حرب، والناس يموتون، والمدافعون يتصدون ببطولة لهجمات الأعداء، هدفنا المشترك هو ضمان إمداد موثوق للكهرباء، على الرغم من هذه الظروف الصعبة”، وفق ما ذكرته وكالة “بلومبيرج“.