“واشنطن بوست”: التنظيم يستغل الرشى والاعتداءات لإعادة بناء نفسه

camera iconخيمة لعائلة سورية في الرقة- 4 من شباط 2022 (واشنطن بوست)

tag icon ع ع ع

تحدث تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن استغلال تنظيم “الدولة الإسلامية” الرشى والاعتداءات على الأهالي في شمال شرقي سوريا لإعادة بناء نفسه في المنطقة.

وقال التقرير، الصادر الخميس 24 من شباط، إن التنظيم بدأ باتخاذ شكل مختلف منذ مطلع العام الحالي، عمّا كان عليه في 2019، واعتمد الوجود في مجموعات صغيرة تتطور بوتيرة عالية.

واستغل التنظيم الصراع السياسي في سوريا، وعمل على تجنيد مخبرين من التجمعات الفقيرة وبثّ الخوف بين أشخاص يعملون لمصلحة “الإدارة الذاتية” المسيطرة على شمال شرقي سوريا، والمدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبر التقرير الأحداث التي جرت في سجن “غويران”، في 19 من كانون الثاني الماضي، مؤشرًا على مخاطر التنظيم، لافتًا إلى أن الاعتداءات على السجن أجبرت قوات التحالف الدولي على الانضمام إلى المعركة التي استمرت لنحو عشرة أيام.

كما  استفاد مقاتلو التنظيم من استياء أهالي شمال شرقي سوريا من حملات الاعتقال التعسفي التي أجرتها “الإدارة” خلال أحداث “غويران”، واعتراضهم على سوء الأوضاع الاقتصادية.

وقال مسؤولون في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، للصحيفة، إنهم اعتقلوا عشرات الأشخاص من سكان المخيمات بتهمة تقديم الدعم للتنظيم مقابل مبالغ نقدية.

من جهته، توقع الباحث غير المقيم في معهد “الشرق الأوسط” غريغوري ووترز، أن التنظيم في سوريا صار قادرًا على تنفيذ عمليات متطورة، مضيفًا أن خلايا التنظيم المركزية تخطط لهجمات أقل تواترًا ولكنها أكبر وأكثر تعقيدًا، بينما تستمر الخلايا اللامركزية بالتمرد اليومي على مستوى منخفض، وفق التقرير.

تزامن ذلك مع تقرير صادر عن صحيفة “إندبندت” البريطانية، الخميس 24 من شباط،  عن تجدد مخاوف أهالي شمال شرقي سوريا من عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” جرّاء وجود مؤشرات على أن التنظيم يستعيد قوته ونفوذه في المنطقة ببطء.

ومنذ تراجع سيطرته في سوريا، أجرى التنظيم العديد من الهجمات مستغلًا جغرافيا البادية السورية ذات الطبيعة الصحراوية، ما جعل آلية تحرك وانتقال خلاياه ومقاتليه غير واضحة، إذ يقتصر ظهور عناصره على لحظات الاستهداف، ويعودون للاختفاء مجددًا في صحراء البادية.

وتمتد البادية السورية من ريفي حماة وحمص الشرقيين إلى الحدود العراقية، ومن ريفي دير الزور والرقة شمالي سوريا إلى الحدود الأردنية- السورية، وتبلغ مساحتها أكثر من 75 ألف كيلومتر مربع من مساحة سوريا البالغة نحو 185 ألف كيلومتر مربع.

كما يستغل التنظيم تنازع السيطرة وغياب التنسيق الفعلي بين مختلف الأطراف ضمن مسرح وجوده الجغرافي، إذ شكّل غياب التنسيق بين القوات الروسية والإيرانية و”قسد” والتحالف الدولي فرصًا للتنظيم لتوزيع الثقل بين مختلف مناطق سيطرة ونفوذ هذه الأطراف المختلفة.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة