روسيا تكرر رواية “الخوذ البيضاء” السورية في أوكرانيا
ادعت وزارة الدفاع الروسية أن المخابرات الأوكرانية تتحضر لتنفيذ “استفزازات مثيلة لما قامت به منظمة الخوذ البيضاء في سوريا”، والتي تتهمها روسيا بشكل دوري بذلك.
وقالت الوزارة في بيان اليوم الخميس 24 من شباط، إن المخابرات الأوكرانية “ستقوم بتصوير تسجيلات مصورة مزيفة في المدن الأوكرانية، مع وقوع إصابات جماعية بين السكان المدنيين في أوكرانيا، ويتم توزيع هذه الأشرطة من خلال بعض قنوات التلجرام والشبكات الاجتماعية”.
وتهدف التسجيلات إلى اتهام روسيا في الاستخدام المفرط للقوة لإخافة المدنيين، بحسب الوزارة.
وشددت الوزارة على ضرورة الانتباه إلى أن المخابرات الأوكرانية تتجهز لتنفيذ استفزازات مشابهة لتلك التي قامت بها “الخوذات البيضاء” في سوريا، على حد تعبيرها.
وأكدت أن القوات الروسية لم ولن تقصف أي مدن أوكرانية برًا أو جوًا، ولم تنشأ أي مقاومة للجيش الروسي من جهة حرس الحدود الأوكراني.
وقالت الوزارة إن معلوماتها الاستخبارية تدل على أن مجموعات كبيرة من العسكريين الأوكرانيين يتركون مواقعهم ويرمون بسلاحهم.
واعتبرت روسيا أن ما نفذه الجيش الروسي هو عملية خاصة لحماية جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وذكرت الوزارة، أن “القوات الشعبية في الجمهوريتين تتصدى لعدوان الجيش الأوكراني، وانتقلت إلى الهجوم المعاكس بدعم من الجيش الروسي بعد أن قطعت خطوط الدفاع الأوكرانية”.
ما الذي يحصل؟
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عبر حسابه في “تويتر”، اليوم 24 من شباط، إن بوتين شنّ للتو غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا، وإن المدن الأوكرانية المسالمة تتعرض للضربات، ووصف الهجمات بالحرب العدوانية.
وسُمع دوي انفجارات كبيرة قبل الفجر في كييف وخاركيف وأوديسا بعد وقت قصير من حديث بوتين في خطاب متلفز على التلفزيون الرسمي الروسي.
وقال بوتين إن العملية العسكرية كانت ضرورية لحماية المدنيين في شرق أوكرانيا، وهو ادعاء تنبأت واشنطن بأنه سيطلقه لتبرير الغزو، بحسب ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس“.
اتهامات منسوخة من سوريا
وتكررت، في السنوات الأخيرة، الرواية الروسية باتهام أطراف معارضة سورية بالتحضير لهجمات كيماوية على المناطق التي يسيطر عليها النظام بالتعاون مع منظمة “الخوذ البيضاء”، وتزامنت على الدوام مع معارك برية يشنها النظام وروسيا على مناطق المعارضة.
ولا تكشف روسيا عادة عن “مصادر معلوماتها” بشأن هذه الهجمات، وتتهم أحيانًا قنوات تلفزيونية “رائدة” في الشرق الأوسط، والأفرع الموجودة في المنطقة لقنوات أمريكية، بالمشاركة في الإعداد “للتصوير المفبرك”.
ووثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” 222 هجومًا كيماويًا شهدتها سوريا منذ عام 2012، نفّذ النظام 98% منها.
وتعتبر روسيا أن الدفاع المدني السوري منظمة “إرهابية”، ورفضت تسوية أوضاع العاملين فيها، في المناطق السورية التي شهدت اتفاقيات مصالحة.
ما هي منظمة الخوذ البيضاء؟
“الدفاع المدني السوري” المعروف بـ”الخوذ البيضاء” منظمة إنسانية تتألف من ثلاثة آلاف متطوع يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، بحسب ما تعرف نفسها عبر موقعها الرسمي.
وأنقذت المنظمة 124 ألف شخص، بينما فقدت 294 متطوعًا.
بدات المنظمة عملها في عام 2013 للاستجابة للقصف الجوي والبري على المدن والبلدات ولسد الثغرات الحاصلة بسبب سحب الخدمات الحكومية الأساسية مثل الإطفاء والرعاية الصحية.
في أواخر 2016، منحت ألمانيا وفرنسا جائزة “حقوق الإنسان ودولة القانون للمنظمة”.
وتسلم مدير المنظمة، رائد الصالح الجائزة، حينها، من وزير خارجية ألمانيا، فرانك والتر شتاينماير، ونظيره الفرنسي، جان مارك أيرولت.
وفي العام ذاته، أعلنت مؤسسة “Right Livelihood” السويدية، ومقرها العاصمة ستوكهولم، عن فوز مؤسسة “الدفاع المدني السوري” بجائزة “نوبل البديلة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :