كتبت كارلين هارفي في الكاناري البريطانية
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن مليار باوند على الأقل، وهو مال دافعي الضرائب في بريطانيا، سيذهب لتمويل إعادة الإعمار في سوريا بعد القصف البريطاني.
جيب الشعب البريطاني التي عانت من سياسة تقشف الحكومة ستستخدم لتصلح الضرر، هذه إهانة مباشرة للشعب، ويبدو أن سياسة التقشف لحزب المحافظين كانت فقط أداة ايديولوجية لإعادة ترتيب المجتمع، إذ خفض كاميرون خفض ضرائب الشركات التي تزدهر اليوم في بريطانيا لسهولة التجارة وقلة الضرائب.
قال كاميرون، في بيان بشأن اقتراحه المشاركة بالضربات على سوريا 26، “يسألني البرلمان عن دعم حكومة سورية جديدة لمرحلة إعادة البناء بعد الحرب، وجواب بريطانيا على هذا بالطبع نعم. ستسعد بريطانيا لتساهم بمليار باوند على الأقل في هذه المهمة”.
كاميرون يرى فرصة في مأساة سوريا، فكل حديثه الناري عن تدمير الجهاديين المتوحشين ليس إلا كلامًا، فهو يحسب فوائد المقاولين البريطانيين الذين سينفذون إعادة بناء سوريا.
يوجد سابقة في هذا المجال وهي الحرب العراقية، حين انتفعت عدة شركات من الغزو غير الشرعي للعراق وكثيرٌ منها هي شركات بريطانية.
ويكشف مقال في البيزنس بندت عن الشركات المنتفعة بالتفاصيل، وهذا عدد من المستفيدين في بريطانيا:
اكيس:
شركة أمنٍ وإدارة مخاطر، وقعت عقدًا بـ 250 مليون باوند لتنسيق العمليات الأمنية الخاصة في العراق، وعلى أثره رفضوا في المنظمة التجارية لعمليات السلام الدولية.
ايرنيز:
شركة أمن خاص في لندن، أخذت عقدًا بقيمة 90 مليون لتأمين حقول النفط في العراق، تملك داعش الآن كميات ضخمة من النفط التي تمولها والتي تحتاج الحماية بعد هزيمة داعش.
ارمور هولدينغ:
وفرت الشركة تجهيزات عسكرية وأمنية في الحرب العراقية، ما رفع أرباحها بنسبة 2000 بالمئة بين عامي 2001 و2008.
ليست هذه الشركات فقط من يحصد الأرباح، فبحسب ال BBC فإن أرباح شركة “بي ايه اي سيستمز” ارتفعت بقدر 500 مليون باوند في 2013 بعد توقيع عدد من العقود مع الولايات المتحدة والحكومة البريطانية وصلت قيمتها لـ 10 مليارات باوند.
هذه المؤسسة بالتحديد تحصد أرباحًا من الحرب على الإرهاب وهذه نتيجة يريد كاميرون أن يصل لها. وكما يقول المحقق الصحفي جايمس رايزن في كتابه “ادفع أي ثمن”، فكثيرون يرون الفرص من هذه الحرب التي لا نهاية لها سواء في المعارك في خارج وبريطانيا أو في الإجرائات الأمنية التعزيزية التي نراها على أدراج بيتنا في بريطانيا.
أول خطوة لنتعامل مع هذا الموضوع هو أن نواجه الأسباب الرئيسية لأفعال الحكومة لنستطيع أن نتحداها.
ادعائات كاميرون بضرب سوريا فضحت حتى من أعضاء حزبه، فلا الشعب السوري سيستفيد إذ سيعاني من القصف أكثر ولا الشعب البريطاني الذي سيعاني من زيادة تهديد الإرهاب في الوطن.
نشر في 5 كانون الأول 2015 وترجمته عنب بلدي، لقراءة المقال بالإنكليزية من المصدر: اضغط هنا.