أزمة أوكرانيا.. عقوبات تتوالى ضد روسيا وبوتين يرد بأن مصالح بلاده “غير مشروطة”
تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تصعيد الضغط على روسيا، بعد اعتراف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رسميًا بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا كدولتين مستقلتين، ونشر قوات روسية في تلك المنطقتين.
عقوبات مشددة في حال التصعيد
استجابت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان بخطط لاستهداف البنوك والنخب، بينما جمّدت ألمانيا مشروع خط أنابيب غاز كبير من روسيا.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، عن مزيد من الإجراءات، وقالت إن بريطانيا ستمنع روسيا من بيع الديون السيادية في لندن، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” اليوم، الأربعاء 23 من شباط.
وقالت تراس، “لقد كنا واضحين للغاية في أننا سنحد من وصول روسيا إلى الأسواق البريطانية. سنوقف الحكومة الروسية عن زيادة الديون السيادية في المملكة المتحدة”.
وأضافت، “ستكون هناك عقوبات أكثر صرامة على المنظمات الرئيسة في روسيا، ما يحد من وصول روسيا إلى الأسواق المالية، إذا كان هناك غزو واسع النطاق لأوكرانيا”.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية أمس، الثلاثاء، فرض عقوبات على ثلاثة من أصحاب المليارات على صلة وثيقة ببوتين، وخمسة بنوك صغيرة.
من جانبها، انضمت اليابان إلى قائمة الدول التي دانت التحركات الروسية ضد أوكرانيا، وأعلنت فرض عقوبات على روسيا، تشمل حظر إصدار تأشيرات للأفراد المرتبطين بالمنطقتين الانفصاليتين، إضافة إلى تجميد أصولهم، ومنع التبادل التجاري مع المنطقتين، بحسب ما قاله وزير الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا.
ودان كيشيدا بشدة تصرفات روسيا “التي تنتهك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتنتهك القانون الدولي”، مضيفًا أن من الممكن فرض مزيد من العقوبات “إذا تفاقم الوضع”.
استجابة حلفاء واشنطن
أما أستراليا فقد أعلنت أيضًا فرض عقوبات على ثمانية مستشارين أمنيين للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتستهدف أيضًا أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي، بحظرهم من السفر، وكذلك إجراءات تستهدف المصارف الروسية المرتبطة بالجيش.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، “إنهم يتصرفون مثل رجال العصابات والمتنمرين. الأستراليون يقفون دائمًا في وجه المتنمرين، وسوف نقف في وجه روسيا”، لافتًا إلى أنه سيسرّع البت في 430 طلب تأشيرة دخول إلى أستراليا من قبل أوكرانيين.
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أعلن أمس، الثلاثاء، فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، قائلًا، “سوف نحظر على الكنديين الانخراط في شراء سندات الدين الحكومية الروسية، وسنفرض عقوبات إضافية على المصارف الروسية المدعومة من الدولة، ونمنع أي تعاملات مالية معها”.
بينما أعلنت ألمانيا في وقت سابق أمس، الثلاثاء، أنها أوقفت خط أنابيب “السيل الشمالي 2” الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار أمريكي، والمملوك لشركة “غازبروم” الروسية العملاقة المملوكة للدولة، في خطوة من المرجح أن ترفع أسعار الغاز في أوروبا.
بايدن: عقوبات تستهدف المال والنخبة
في خطاب له أمس، الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على روسيا، تستهدف “دَينها السيادي ونخبتها”، معترفًا بأن هذه الإجراءات ستضرب كذلك اقتصاد الولايات المتحدة.
وقال إنه حذر الرئيس بوتين منذ أكثر من شهر بشكل مباشر مما سيحدث في حال اتخاذ روسيا إجراءات ضد أوكرانيا.
واعتبر بايدن أن روسيا اتخذت إجراءات ضد أوكرانيا من خلال اعترافها باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك، “لهذا السبب أعلن عن حزمة أولى من العقوبات على روسيا”، محذرًا من أنه سيتم تشديدها في حال إقدام روسيا على التصعيد.
بايدن أوضح أن بلاده تفرض أربع مجموعات من الإجراءات التقييدية، ستدخل حيز التنفيذ اليوم، الأربعاء 23 من شباط، وتشمل عقوبات حظر كاملة بحق مؤسسة “VEB” الروسية وبنكها العسكري، وتطبيق عقوبات شاملة على الدَّين السيادي الروسي.
كما أن الإجراءات الجديدة ستستهدف “النخبة الروسية وأفراد عائلاتها”، بحسب ما قاله بايدن، مشيرًا إلى أن المجموعة الرابعة من العقوبات ستكون موجهة ضد مشروع “السيل الشمالي 2″، وسيتم تطبيقها بالتنسيق مع ألمانيا.
بوتين لم يشاهد خطاب بايدن
وكالات الأنباء الروسية نقلت عن المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، قوله إن بوتين لم يشاهد خطاب بايدن، وستنظر روسيا أولًا في ما أوجزته الولايات المتحدة قبل الرد.
بدوره، قال الرئيس الروسي، إنه كان منفتحًا دائمًا على إيجاد حلول دبلوماسية، لكن “مصالح روسيا وأمن مواطنينا غير مشروطة بالنسبة إلينا”، بحسب ما نقلته “رويترز”.
تصريحات بوتين جاءت في مقطع فيديو نشره “الكرملين” بمناسبة “يوم المدافع عن أرض الآباء”، حيث قال بوتين، “نرى مدى صعوبة تطور الوضع الدولي وما الأخطار التي تشكّلها التحديات الحالية، مثل إضعاف نظام الحد من التسلح أو النشاط العسكري لكتلة (الناتو)” بحسب موقع قناة “سي إن إن” الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أعلنوا أمس، الثلاثاء، استعدادهم لفرض عقوبات جديدة “قاسية” على روسيا بعد اعتراف بوتين رسميًا بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.
إعلان بوتين أثار إدانة دولية وعقوبات أمريكية فورية، وقّع إثرها بايدن على أمر تنفيذي بوقف النشاط التجاري الأمريكي في المناطق الانفصالية.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن، في 21 من شباط الحالي، إن عواقب تصرفات روسيا “ستكون وخيمة في جميع أنحاء أوكرانيا، وعبر أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم”.
وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن فرض عقوبات أمريكية على روسيا ردًا على غزو محتمل لأوكرانيا، يمكن أن يضر بالمصالح الأمنية لإسرائيل في سوريا.
وبحسب ما نقلته صحيفة “Times Of Israel” عن موقع “والا” العبري، الاثنين الماضي، صرّح مسؤولون أمنيون أن علاقات إسرائيل الوثيقة مع الولايات المتحدة قد تعرّض تنسيقها مع موسكو للخطر، فيما يتعلق بعملياتها في سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :