“تحرير الشام”: ندافع عن المدنيين وتصنيفنا كـ”إرهابيين” غير مبني على أدلة
اعتبرت “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في عدة مناطق شمال غربي سوريا، أن قرارات تصنيفها ضمن التنظيمات الإرهابية المحظورة، غير مبني على أدلة ملموسة.
المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام”، أجاب في مراسلة إلكترونية عن أسئلة عنب بلدي حيال التصنيفات الأخيرة للفصيل وآخرها من أستراليا بكونه فصيلًا إرهابيًا، وقال إن “(الهيئة) أوضحت في مناسبة سابقة أن تصنيفها على قوائم الإرهاب هو أمر سياسي محض لا يعبّر عن حقيقة الأمر وواقع الثورة السورية، وغير مبني على أدلة ملموسة”.
وأضاف المكتب الإعلامي اليوم، الثلاثاء 22 من شباط، أن من “ارتكب المجازر وقتل الشعب السوري بالسلاح الكيماوي وهجّر ثلاثة أرباع الشعب بمساندة إيران وروسيا، هو من يستحق التصنيف ولم يُصنف للأسف”.
وأكدت “تحرير الشام” أنها تدافع عن المنطقة وتحمي المدنيين، وبحسب المكتب “نحن ندافع عن قضيتنا وشعبنا وأرضنا، وهذا حق مكفول ومسؤولية واجبة”.
وكانت أستراليا أعلنت إدراج “تحرير الشام”، وفصيل “حراس الدين”، وعدة فصائل وأحزاب على لائحة التنظيمات الإرهابية المحظورة، في 17 من شباط الحالي.
وتستند أستراليا بالإدراج على قوائم الإرهاب إلى وجود أي عمل يروّج أو يشجّع على ارتكاب عمل إرهابي من قبل المنظمات والأفراد، وجاء ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إدراج تنظيم “حراس الدين”، وقائده “أبو همام الشامي”، على قائمة الإرهاب.
إدلب حاضنة المهجرين؟
كما تابعت “الهيئة” ما أصدرته بعض الجهات الإعلامية الغربية عن منطقة إدلب ووصفها المنطقة بـ”ملاذ للإرهاب وبؤرة لتنظيم (الدولة)” على خلفية مقتل زعيم التنظيم، عبد الله قرداش الملقب بـ”أبو إبراهيم الهاشمي”، على يد القوات الأمريكية، في 3 من شباط الحالي، في بلدة أطمة بمدينة إدلب، وهي أوصاف تنافي الحقيقة الميدانية وتخالف الدقة والموضوعية، وفق المكتب الإعلامي.
وعن طبيعة المنطقة قالت “تحرير الشام”، إن منطقة إدلب تضم حوالي خمسة ملايين نسمة أغلبهم مهجّرون ونازحون جراء الحرب “الظالمة” التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه.
وأضاف أن المنطقة المعنية منطقة حدودية بين ثلاث مناطق، ويمر منها كل يوم ذهابًا وإيابًا آلاف النازحين والمسافرين من مختلف المدن والمحافظات السورية، ما يجعل من المستحيل ضبط كل الوافدين وتوقيفهم.
وأنهى المكتب الإعلامي كلامه بأن “الثورة السورية ثورة حرية وكرامة في مواجهة نظام غاشم وقوى احتلال كما يعلم الجميع، فلم تكن في يوم من الأيام بؤرة للإرهاب أو بيئة خصبة له”.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية نشرت في شباط الحالي تقريرًا، تحدث بشكل أساسي عن الوضع في محافظة إدلب التي تسيطر “تحرير الشام” على أجزاء واسعة منها.
وذكر التقرير أن إدلب تحوّلت إلى ملاذ آمن لعدد كبير من القياديين في “تنظيمات إرهابية” ممن قُتلوا من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية مقتل قرداش، ومن قبله “البغدادي”.
“تحرير الشام” ذريعة للتقدم الروسي
وظهرت “تحرير الشام” لأول مرة في سوريا نهاية 2012، تحت مسمى “جبهة النصرة لأهل الشام”، وهي فصيل تميّز بخروجه من رحمي “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، أبرز الفصائل “الجهادية” على الساحة العالمية، وأعلنت لاحقًا انفصالها عن أي تنظيم، واعتبرت نفسها قوة سورية محلية.
ولا تزال “تحرير الشام” مصنّفة على لوائح “الإرهاب” لدى واشنطن وأنقرة وغيرهما من الدول، وتضع روسيا الفصيل ذريعة للتقدم في شمال غربي سوريا.
وبحسب رصد عنب بلدي، فإن الطيران الحربي للنظام وروسيا، ينفذ بشكل شبه يومي غارات على مناطق سيطرة المعارضة.
ويستمر القصف مع استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو”، أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020،
وفي 12 من شباط الحالي، قُتل ستة مدنيين من عائلة واحدة في مجزرة نفذتها قوات النظام وروسيا باستهداف منزلهم بقذيفة هاون في بلدة معارة النعسان.
واستجاب “الدفاع المدني السوري” لأكثر من 84 هجومًا جويًا ومدفعيًا جراء استهداف قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لها البلدات والأحياء السكنية في مناطق شمال غربي سوريا، منذ بداية عام 2022 حتى 11 من شباط الحالي.
وعملت “تحرير الشام” لبسط نفوذها على تدعيم صفوفها بمقاتلين وعناصر جدد، بعد إخضاعهم لتدريبات عسكرية وشرعية لها طبيعة تدريب مختلفة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :