قال مكتب “رئاسة الجمهورية” في سوريا، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، طرح قبل حوالي شهرين استعداده للاعتراف بمنطقة دونيتسك الانفصالية.
وأضاف المكتب في بيان صدر اليوم، الثلاثاء 22 من شباط، أن طرح الأسد جرى في أثناء زيارة وفد برلماني روسي إلى دمشق، ضم ممثلين عن “جمهورية دونيتسك”، في 21 من كانون الأول 2021، مشيرًا إلى أنه نتج عن اللقاء الاتفاق على بدء النظام ببناء علاقات معها.
وبحسب البيان، أعلن النظام السوري عن استعداده للعمل على بناء علاقات مع منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
وبرر النظام موقفه تجاه الاعتراف بالمناطق الانفصالية، بيقينه بأن “الأزمة الأوكرانية هي مشكلة أوجدتها الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي”.
بينما لم يذكر مكتب “رئاسة الجمهورية”، في 21 من كانون الأول 2021، أي تفاصيل حول استعداد النظام للاعتراف وبناء العلاقات مع المنطقتين الانفصاليتين.
واقتصر حينها على نشر نتائج لقاء الأسد مع وفد برلماني روسي برئاسة ديمتري سابلين، وتحدث عن مناقشة “الجهود المشتركة لتأسيس تعاون فعال بين المحافظات السورية والأقاليم الروسية”، إضافة إلى العمل من أجل عقد اتفاقيات ثنائية بين الطرفين، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، و”توسيع التعاون” بين المؤسسات التعليمية السورية والروسية، بحسب البيان حينها.
وأمس، الاثنين، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتراف بلاده بـ”سيادة دونيتسك ولوغانسك” الانفصاليتين المعلنتين بحكم ذاتي عام 2014 والواقعتين في حوض “دونباس الشرقية” بشرقي أوكرانيا.
وتبع ذلك إعلان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، تأييد حكومته لقرار بوتين الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك، وكان ذلك خلال مؤتمر حول الشرق الأوسط في منتدى “فالداي” بموسكو.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون استعدادها لإعلان عقوبات جديدة “قاسية” على روسيا اليوم، بعد اعتراف بوتين.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن، في ساعة متأخرة مساء الاثنين 21 من شباط، إن عواقب تصرفات روسيا “ستكون وخيمة في جميع أنحاء أوكرانيا، وعبر أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم”.
واعتبرت جرينفيلد أن اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين، كدولتين صغيرتين مستقلتين، انتهاك واضح للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وكانت روسيا نشرت حوالي 130 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، من بينهم حوالي 30 ألف جندي يشاركون بالتدريبات العسكرية في بيلاروسيا، إلا أنها تنفي تخطيطها لغزو كييف.
وأدت تجهيزات موسكو لغزو أوكرانيا إلى إثارة مخاوف عالمية من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وانعدام الأمن الغذائي، خصوصًا في الدول التي تتعرض لأزمات سياسية، لأن روسيا توفّر حوالي 40% من احتياجات القارة الأوروبية من الغاز.
–