أصدر المفتي المنتخب من قبل “المجلس الإسلامي السوري”، الشيخ أسامة الرفاعي، فتوى حول استخدام زكاة المال في بناء بيوت بديلة عن الخيام.
وتمحورت الفتوى حول مدى صحة تقديم أموال الزكاة للجمعيات الخيرية التي تقوم على إعمار تلك البيوت، مع تبرئة ذمة المتبرع من الواجب الشرعي المفروض عليه في أمواله، وفق بيان لنص الفتوى نشره “المجلس الإسلامي السوري” اليوم، الاثنين 21 من شباط.
المفتي أوضح أنه لا بد لكل جهة تقدم أموال الزكاة لبناء تلك البيوت النظامية أن تتحقق من الشروط الشرعية التي يُعتبر فيها المكلف بريء الذمة من واجب الزكاة، وهي استحضار نية الزكاة حين تقديم المال.
كما يُشترط على الجمعية ألا تصرفه إلا بالشكل الشرعي الصحيح المُعتبر في باب الزكاة، من خلال إلزام الجمعية بإعطاء البيوت للمستحقين.
وتُقبل الزكاة في الحالات التالية:
الأولى، أن يتم تمليك البيت للفقير تمليكًا صحيحًا تامًا أرضًا وبناء، وأن يكون حر التصرف به شرعًا وقانونًا.
الثانية، أن تضع الجمعية بيوتًا مسبقة الصنع تُركب تركيبًا ويسكنها أصحابها، بشرط أن يعلم الفقير أنه يملك البيت المسبق الصنع، ولا يملك الأرض، وله حق التصرف في هذا البيت.
ويجب أن يتحقق المتبرع من تملّك الفقراء لهذه البيوت تملكًا تامًا صحيحًا بنفسه أو بوكيل يقوم بهذه المهمة.
أما الصورة التي لا تصح فيها الزكاة من تلك البيوت، هي أن بعض الجمعيات تشتري الأرض وتعطي الفقير البيت المعمور عليها، وتبقى الأرض ملكًا للجمعية، فإذا قضى الفقير حاجته (سنة أو سنتان أو عشر)، يخرج منه ولا يحق له التصرف بشيء منه.
كما لا تصح الزكاة إذا كانت الأرض للدولة ولم يتملّكها الفقير، وجاءت الفتوى بعد أن وردت استفتاءات من جهات متبرعة لبناء بيوت نظامية بديلة عن الخيام للاجئين في الشمال السوري، أو في أي مكان آخر.
وفي 15 من تشرين الثاني 2021، أعلن “المجلس الإسلامي” انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي بالإجماع مفتيًا عامًا لسوريا، على خلفية إلغاء النظام السوري منصب المفتي العام في مناطق سيطرته.
وكان المفتي الرفاعي دعا خلال الكلمة التي ألقاها، في 25 من تشرين الثاني 2021، في مدينة اعزاز بريف حلب، إلى ضرورة “تحمّل الجميع” مسؤولياتهم في قضايا المعتقلين والمفقودين في سجون النظام السوري والمهجرين المقيمين في المخيمات.
ومع استمرار معاناة اللاجئين وسط شتاء قاسٍ شهدته مناطق الشمال السوري، والعديد من المناطق السورية الأخرى، وشدة برودة الأجواء وتشكّل الصقيع والجليد والضباب، ظهرت العديد من حملات التبرع، التي أشرفت عليها جمعيات ومنظمات محلية مهتمة بالعمل الإنساني، وعملت على بناء شقق سكنية وكتل أسمنتية ونقل اللاجئين إليها.
–