موقف روسي- سوري يواجه إسرائيل بعد دعمها واشنطن في أوكرانيا
حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن الاعتداءات الإسرائيلية في سوريا قد تؤدي إلى مواجهة إقليمية.
وقال لافروف اليوم، الاثنين 21 من شباط، خلال مؤتمر عقد مع نظيره السوري، فيصل المقداد، في موسكو، “نستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، التي تسبب زعزعة الاستقرار في المنطقة”، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم“.
وأضاف لافروف، “موقفنا ثابت، ونرى أن الضربات الإسرائيلية على سوريا غير مقبولة، وتخالف قرارات مجلس الأمن، وتقوّض قدرات مواجهة التهديدات الإرهابية”.
من جهته، اعتبر المقداد أن “الاعتداءات الإسرائيلية تأتي في إطار دفاع إسرائيل عن حلفائها الإرهابيين في سوريا”، وأنه “لن يتم التسامح مع الاعتداءات الإسرائيلية، وسيعرفون أنه سيتم الرد عاجلًا أم آجلًا، ونحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، حدد موقف تل أبيب من أي حرب محتملة بين موسكو وكييف، بأن “إسرائيل ستكون إلى جانب حليفتها التقليدية الولايات المتحدة، إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بالرغم من مصلحة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع روسيا”.
وفي مقابلة مع “القناة 12” الإسرائيلية، الأحد 20 من شباط، قال لابيد إنه “بشكل عام، نحن نسير مع أمريكا، حليفتنا الكبرى”، مؤكدًا أنها “علاقات أبدية على المستوى الأمني، وأيضًا على المستوى السياسي”.
وأضاف لابيد، “توجد لإسرائيل مشكلتان غير موجودتين لدى الولايات المتحدة وبريطانيا”، أولاهما مشكلة حدود إسرائيل الشمالية، معتبرًا أنها حدود مع “روسيا وليس سوريا”، إذ يعتمد استمرار النشاطات الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني في سوريا على التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل، بحسب قوله.
المشكلة الثانية هي وجود “جالية يهودية ضخمة في روسيا وأوكرانيا”، بحسب لابيد، وأكّد أنه يجب “الاهتمام بها وعدم تعريض أمنها للخطر، والتصرف بشكل حذر أكثر من وزيرة الخارجية البريطانية أو وزير الخارجية الأمريكي”، وفق تعبيره.
وكانت إسرائيل تحاول النأي بنفسها عن التورط في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، كي لا ينزعج الروس.
وفي تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت“، في 15 من شباط الحالي، رفضت إسرائيل بيع نظام “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي لأوكرانيا، وقالت إن بيع المعدات التكنولوجية إلى كييف يضع إسرائيل في مواجهة مع موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقادة الكونجرس تفهموا حاجة إسرائيل إلى الحذر، لا سيما بالنظر إلى الأوضاع في سوريا، ولم يغضبوا على إسرائيل لرفضها تزويد كييف بـ”القبة الحديدية”.
وسبق أن أُثيرت توترات بين إسرائيل وروسيا، إذ تحدث تقرير إسرائيلي، في 31 من كانون الثاني الماضي، عن تسبب النشاط العسكري الروسي في سوريا بتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في المجال الجوي الإسرائيلي، ما قد يعرّض الرحلات الجوية التي تهبط في مطار “بن غوريون” للخطر.
قال لافروف، إن أول اهتمامات اللقاء مع نظيره السوري كان بحث مهمات تحقيق التسوية الشاملة للأوضاع في سوريا بالعودة إلى قرار مجلس الأمن “2254”.
وأضاف، “ننطلق من ضرورة ترتيب حوار بنّاء بين الأطراف السورية خاصة في إطار اللجنة الدستورية، والقيام بذلك بشكل ممنهج دون صرف الانتباه إلى التفاهات وبالتركيز على النقطة الأكثر أهمية، والتي تكمن في حديث مباشر بين الأطراف السورية مع حضها على التوصل إلى توافق بشأن قضية الإصلاح الدستوري دون التدخل من الخارج ودون تحديد أي أطر زمنية مصطنعة”.
وفي 16 من شباط الحالي، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، عقب لقائه وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، بأنه أصبح أكثر تفاؤلًا بعقد جولة سابعة من محادثات اللجنة الدستورية السورية في آذار المقبل.
وبحسب ما نقلته الصحيفة على لسان بيدرسون، فإنه أمضى بعض الوقت خلال اللقاء يشرح للمقداد جدوى مقاربة “خطوة بخطوة”، بالإضافة إلى نتائج محادثاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، ودول عديدة أخرى.
وأضاف بيدرسون أن جدول أعمال الأيام الأربعة الأولى من جولة محادثات اللجنة الدستورية المقبلة متفق عليه، لافتًا إلى أن ما تبقى هو مناقشة جدول أعمال اليوم الخامس.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :