تحدّث وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، في ظل التصريحات المتوالية لمسؤولين عرب قبل القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر.
وقال المقداد خلال مقابلة متلفزة مع قناة “RT” الروسية، إنه “ليس المهم العودة المادية إلى الجامعة العربية، فلم نشعر ولو لحظة أننا غبنا عن العمل العربي المشترك”.
وأضاف الوزير أن الهاجس الأساسي لسوريا أن تكون البلدان العربية قوية في مواجهة التحديات المفروضة عليها في هذا الظروف، مشيرًا إلى تحديات اقتصادية واجتماعية، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدان العربية والتبادلات الاقتصادية.
حديث المقداد سبقه، في 17 من كانون الثاني الماضي، حديث آخر، اعتبر خلاله أن الجامعة العربية لم تحقّق أيًا من أهدافها، وهي مؤسسة لاجتماع العرب فقط، مشيرًا في الوقت نفسه إلى “توق العرب لإقامة علاقات مع سوريا”، لكن المقداد انتقد أمس، الأحد، وضع الجامعة العربية، وعدم وصولها إلى مستوى التنسيق الذي يشهده “الاتحاد الإفريقي”.
كما لفت إلى ما يشهده السودان ودول القرن الإفريقي وتأثيره على جميع الدول العربية، وسط تطلعات لحسم تلك المعارك بما يجعل بعدها العمل في إطار الجامعة ممكنًا.
واعتبر المقداد أن سوريا كدولة عربية، والعرب، معنيون جميعًا بإصلاح ذات البين، وأن ما وصفها بـ”الهجمة” ستطال جميع العرب، لافتًا إلى وجود أسس تقنع “الأشقاء في الدول العربية” بإعادة الحد الأدنى من التضامن العربي لإنهاء الخلافات، وتشجيع التبادل السياسي والاقتصادي، والتنسيق العربي المشترك تجاه قضايانا العربية المصيرية.
وفي الوقت نفسه، أشار المقداد إلى اتصالات كثيرة مع دول عربية في محاولة للتغلب على المرحلة الماضية التي مرت بها العلاقات نتيجة “الهجمة على سوريا” ودعم بعض تلك الدول لتلك “الهجمة”، إلى جانب ما وصفه بـ”وعي” لدى بعض الدول العربية التي كانت “متغولة في إيذاء سوريا”، على حد تعبيره.
وقال الوزير، “نحن لا نسأل عن الماضي، ولا نحاسب في الماضي، لأن سوريا تضحي بطبيعتها من أجل شقيقاتها العربيات، ولا تتعامل مع شقيقاتها العربيات من نفس الموقف”، لأن في ذلك “استطالة لهذه الأزمة، وهو ما تريده الدول المعادية لسوريا ودولنا العربية”.
وعن آلية التعامل السوري مع الدول العربية، أوضح المقداد أن سوريا ستتعامل وفق منظومة تسهل التعامل العربي- العربي والقضاء على مخلّفات الماضي.
كما أعرب عن سعادته بزيارة بعض الوفود العربية إلى دمشق، وبزيارات سورية إلى دول عربية.
وعلّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، بعد اجتماع طارئ عُقد في العاصمة المصرية القاهرة، في تشرين الثاني 2011، بسبب استخدام النظام العنف في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله.
وظلّ المقعد السوري شاغرًا في الجامعة العربية منذ تجميد العضوية حتى آذار 2013، حين مُنح المقعد خلال القمة العربية المنعقدة في الدوحة للمعارضة، إذ ألقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف السوري المعارض”، أحمد معاذ الخطيب، كلمة باسمها، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
العلاقة مع إيران
أشار المقداد إلى أهمية العلاقات بين الدول العربية وإيران، معتبرًا أن استعداء إيران تحت شعارات مختلفة لا يفيد العرب، كما دعا إلى مزيد من الاهتمام بالعلاقات لتقوم على أسس واضحة، وإلى عدم السماح للدول الغربية بالدخول إلى هذه العلاقات وتعكير صفوها.
وأبدى وزير الخارجية السوري استعداد النظام للقيام بدور من شأنه تقريب وجهات النظر بين طهران والدول الخليجية، مشددًا على أن علاقات النظام مع طهران متوازنة، وتقوم على الاحترام المتبادل واحترام السيادة، باعتبار أن إيران دعمت النظام في حربه على “الإرهاب”.
كما اعتبر أن الدولة الإيرانية لا ترغب بالتمدد إلى خارج حدودها، فلديها ثروات وشعب ومساحات هائلة.
وقال المقداد، “لا أدافع عن إيران بل عن علاقات قائمة على أساس التعاون المتبادل والاحترام المتبادل بين كل هذه الدول”.
وتأتي تصريحات المقداد بعد نحو شهر من حديث عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في البرلمان الإيراني، جليل رحيمي جيهان أبادي، عن استعداد إيران والسعودية لإعادة افتتاح سفارتيهما، بعد إغلاقهما منذ نحو ست سنوات.
كما تتواصل المحادثات السعودية الإيرانية منذ نحو عام للتوصل إلى علاقات طبيعية بين الرياض وطهران التي تجمعها علاقات طيبة مع كل من النظام السوري وقطر.
–