“نيويورك تايمز”: الصراع وتغير المناخ يدمران الأراضي الزراعية في سوريا
تحدث تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن أثر الحرب وتغير المناخ على الأراضي الزراعية في سوريا.
وجاء في التقرير الصادر اليوم، الأحد 20 من شباط، أن موجات الجفاف الطويلة والأنهار الجافة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المناطق التي دمرها تنظيم “الدولة الإسلامية” والنزاع المسلح.
وتظهر رؤية الفكرة المجردة المعتادة لتغير المناخ في مظهر رغيف الخبز الذي أصبح لونه أصفر شاحبًا بدلًا من الأبيض النقي التقليدي.
قال مدير المخبز، ميديا شيكو، للصحيفة، “هذه تجربة جديدة بدأناها قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، لتجنب نقص الخبز، كان علينا خلطه بالذرة”.
أفاد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، العام الماضي، أن ما يقرب من نصف السكان في سوريا، ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، ومن المتوقع أن يكون هذا الرقم أعلى من هذا العام.
يتم إراحة العديد من حقول التربة الحمراء من قبل المزارعين الذين لم يعودوا قادرين على تحمل تكلفة البذور أو الأسمدة أو الديزل لتشغيل مضخات المياه لتعويض انخفاض هطول الأمطار في السنوات السابقة.
وقال مزارعون ومسؤولون حكوميين وجماعات إغاثية للصحيفة، إن القمح الذي يزرعونه رديء الجودة ويباع بسعر أرخص بكثير مما كان عليه قبل عامين قبل الجفاف الحالي.
قال المحلل الاستراتيجي في منظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، مات هول، إن “قضية تغير المناخ هذه مدمجة مع قضايا أخرى، لذا فهي ليست القضية الوحيدة”.
وأضاف، “هناك حروب وعقوبات والاقتصاد مدمر ولم تعد المنطقة تملك أموالًا لذا لا يمكن استعادة الركود باستيراد القمح”.
نما نهر الفرات وأكبر رافد له نهر الخابور، منذ آلاف السنين، والذي يعد من أقدم المستوطنات الزراعية في العالم، ولكنه جف الآن، بحسب الصحيفة.
وبحسب وكالة “ناسا” (وكالة فضاء أمريكية تدرس تغير المناخ)، فالجفاف الذي بدأ في عام 1998 هو أسوأ جزء من الشرق الأوسط شهده القرن التاسع.
وتُتهم تركيا التي تدير إمدادات المياه في المنطقة من أجزاء من شمال سوريا بخفض تدفقها إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات كردية، على عداء مع أنقرة.
ونفت تركيا الاتهامات التي تتحدث عن وقوع مشاكل فنية ووقف التيار الكهربائي عن السدود الخارجة عن سيطرتها.
تذكر “يونيسف” أن إمدادات المياه انقطعت 24 مرة على الأقل منذ أواخر عام 2019.
وتظهر آثار الجفاف واضحة للعيان في مدينة الحسكة الصغيرة، حيث كان نهر الخابور الذي يتدفق عبر المدينة، مهمًا جدًا في العصور القديمة لدرجة أنه ورد ذكره في الكتاب المقدس، لكنه أصبح بركة من المياه الموحلة.
وفقًا لـ”الإدارة الذاتية” المحلية، دمرت الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة المباني السكنية الكبيرة ومحطات ضخ المياه والمدارس والمخابز التي يستخدمها التنظيم، بينما أعيد بناء المخبز الرئيسي والعديد من المدارس.
كما يدفع الجفاف المستمر العائلات للانتقال من المزارع المملوكة لأجيال إلى مدن بها خدمات أكثر، وفرصًا لكسب العيش.
وفي 31 من كانون الثاني، نشرت “لجنة الإنقاذ الدولية” تقريرًا حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا وسط مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وأوضحت اللجنة أنه إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي وارتفاع الأسعار، يؤدي نقص المياه في شمال سوريا إلى خلق ظروف شبيهة بالجفاف للملايين ويعرض للخطر أنظمة الصحة والمياه والأنظمة الأخرى.
كما حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.
وقدرت “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا”، في نيسان الماضي، نسبة انخفاض نهر “الفرات” بأكثر من خمسة أمتار من منسوب النهر، وأكثر من أربعة أمتار في بحيرة “سد تشرين”، وفي بحيرة “سد الفرات” (الأسد) تزيد نسبة الانخفاض على ثلاثة أمتار.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :