عنب بلدي – إدلب
يعد تشغيل المنشآت الرياضية إلى أقصى حد، والاستفادة منها ما أمكن، المعيار الأساسي لجودة خدمتها، ويتم ذلك من خلال تنظيم برنامج تشغيلها لفترات مختلفة طوال اليوم بما يتلاءم مع مختلف الفرق الرياضية المستفيدة، مع محاولة استمرار استخدامها في جميع فصول العام، بغض النظر عن عوامل الطقس.
وبحسب الإرشادات الفنية الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتحسين المرافق الرياضية، فالأولوية لتطوير أو إصلاح هذه المرافق، هي تحديد نطاق متطلبات الفرق واللاعبين، ودراسة جدوى هذه المطالب.
هذه الجدوى ستبحث بدورها في القضايا الفنية والخطط التفصيلية وتكاليف الميزانية، لاتخاذ قرارات مرتبطة بتكوين المبنى الرياضي، والتدفق التشغيلي الخاص بالملعب، واستيعاب المتطلبات المكانية فيه.
إلا أن الحال غير منضبطة بتلك الإرشادات الفنية في ملاعب سوريا بمختلف مناطق النفوذ السياسي.
في 14 من شباط الحالي، ناقشت عنب بلدي عبر برنامج “شو مشكلتك” واقع المنشآت الرياضية في مدينة إدلب شمالي سوريا، حيث يعاني الرياضيون من نقص الملاعب لمتابعة تدريباتهم والتحضيرات لخوض الدوري المحلي في المنطقة.
“بدنا ملاعب أكتر”
يشكو لاعب نادي “أمية” محمد يزن حبوش لعنب بلدي، عدم الاستفادة القصوى من مساحة ومواقع الملعب الذي يتدرب فيه فريق فئة الرجال، “هناك 18 ناديًا لا يتوفر لها سوى ملعب واحد، يتم التدريب ولعب مباريات الدوري داخله”.
طالب اللاعب الإدارة الرياضية المعنية بتحسين تسيير الملاعب، وإنشاء منشآت رياضية إضافية قادرة على أن تستوعب كثافة الفرق في المنطقة، مؤكدًا أن “الرياضة إذا بدها تصير بهاد البلد بدها منشآت أكتر، بدنا ملاعب، لكن بهذا الوضع لن نستطيع تقديم شيء”.
“الملعب البلدي” في إدلب يعد من ملاعب الدرجة الأولى، لكنه مغلق ومهمل منذ عشر سنوات، بدلًا من استفادة الرياضيين منه، وفق ما قاله اللاعب محمد حبوش، في الوقت الذي يلاحَظ فيه وجود محاولات لتأسيس طقوس رياضية داخل المدينة تستقطب الجمهور، “لكن رياضة دون اهتمام مادي بها لن تنجح”.
تجمع مدينة إدلب مكونات مجتمعية من مختلف المناطق السورية، بعد حالات النزوح التي شهدتها خلال السنوات القليلة الماضية، أولئك الأفراد بحاجة إلى إشباع اهتمامهم الكروي، فلا يستطيع ملعب “إدلب الصناعي” وحده القيام بذلك.
توجيهات لحل المشكلة
تجهيز البنى التحتية الرياضية مهمل في سوريا، حيث لا تتم مراعاة المعايير العالمية في ذلك، فضلًا عن تحويل النظام السوري، منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، معظم المنشآت الرياضية، مثل ملعبي “العباسيين” و”الجلاء” في دمشق، وملعب “الحمدانية” في حلب، وملاعب درعا ودير الزور، والمدينة الرياضية في اللاذقية، إلى مراكز اعتقال أو مهابط للطائرات المروحية.
وتعرّض ملعب “بداما” في ريف إدلب لقصف مدفعي من قبل قوات النظام عام 2020، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، ما أدى إلى تضرر أرضية الملعب.
قال مدير الرياضة والشباب في مدينة إدلب، محمد الحامض، في حديث إلى عنب بلدي، إن ملف تحسين المنشآت الرياضية بقي غير مدعوم منذ وقت قريب، ولكن هناك توجيهات من حكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة بإعادة إحياء الموضوع من جديد.
و”خلال فترة قصيرة”، وفق ما قاله الحامض، ستكون هناك منشأة رياضية “حضارية” في إدلب، ضمن موافقة ودعم من “الإنقاذ”، وستبدأ ورشات هندسية برشّ المبيدات لقتل العشب القديم في أرضية ملعب “إدلب الصناعي” ومد عشب جديد، بالإضافة إلى إصلاح المدرجات وبعض الصالات وغرف تبديل الملابس ودورات المياه والمنصة الرئيسة.