يقدّم الفيلم الأمريكي “Honest Thief” رغم أسلوب وقالب الطرح السينمائي المتبع، فكرة قريبة من الواقع، بصرف النظر عن المكان الذي تدور به مجريات الأحداث، فما يرويه العمل متخذًا من الولايات المتحدة مسرحًا وأرضية لحدوثه، ليس قابلًا للحصول فقط، بل ويحصل في أماكن مختلفة من العالم.
والقضية أن لصًا محترفًا ذا قدرات مبهرة في التعامل مع الخزنات الفولاذية، يقع فجأة في حب سيدة ستغير مسار حياته العملية دفعة واحدة، وللأبد، فيقرر “توم” قبل زواجه من “آني” الاعتراف بكل الجنايات السابقة التي ارتكبها، وهي أعمال سرقة متسلسلة على مدار عدة سنوات.
وبما أن فضيلة الاعتراف بذنب من هذا النوع لن تكتمل قبل إعادة المسروقات، يقرر “توم” إعادة النقود إلى الشرطة، والنقود هنا تعني ملايين الدولارات، مقابل تسوية أقنع بها الشرطة التي فشلت في القبض عليه طوال سنوات.
يساوم الرجل على حريته وعدم المساءلة القانونية، ليمضي إلى حياة عائلية هادئة وخالية من شبح الشرطة والسجون والمحاكم، وبعد موافقة الشرطة، يقع “توم” فريسة لجشع شرطيين قررا سلب الملايين المعادة دون إسقاط التهم عن الرجل، متذرعين بقوة حجتهما لدى السلطات، وهشاشة حجة السارق.
يقول الفيلم ببساطة ودون تورية، إن السارق ليس مدانًا بالضرورة، أو حتى مشتبهًا به، طالما أن هناك لصوصًا يرتدون البزات الرسمية، ويلاقون احترام وتصديق وتصفيق المجتمع.
كما أن فكرة التغيير الجذري في حياة إنسان، ونسف الكثير من العادات جملة واحدة، ممكن حين يتوفر الدافع، وفي هذا العمل هو الحب، لكن إلى أي مدى سيسمح المجتمع المحيط، ويسامح بتغيرات بهذا الحجم، في ظل وجود وصمة قد لا تبددها سنوات طويلة من الحياة، كما أن الأفكار الجوهرية التي مر عليها الفيلم كان يمكن أن تلقى اهتمامًا أكبر، لو لم يجرِ تمييعها دراميًا.
ينتمي الفيلم لأفلام الحركة والإثارة (أكشن)، والمميز به أداء الممثل الأيرلندي ليان نيسون، الرجل القادر وهو في عقده السابع على لعب أدوار من هذا النوع، كاسرًا بذلك الصورة النمطية عن الأبطال السينمائيين الوسيمين، ذوي البنية العضلية المفتولة، ومواجهة الحرائق دون الاحتراق، مشكّلًا لنفسه ما يشبه التبويب الخاص في أعمال الجريمة والحركة والتشويق والإثارة، رغم وقوع كثير من أفلامه في فخ التشابه.
“”Honest Thief، من إخراج مارك ويليامز ذي البصمة الإبداعية في مسلسل “Ozark”، والمشارك في كتابة الفيلم إلى جانب ستيف ألريتش، وهو من بطولة ليام نيسون، وكالت والش، وجاي كورتني، وجيفري دونوفان، وأنتوني راموس، وروبرت باتريك.
صدر الفيلم عام 2020، وبلغ تقييمه 6 من أصل 10 عبر موقع “IMDb”، لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.