عنب بلدي – القامشلي
تطوير النقل يعد من أهم الخدمات التي ترتبط بالتطور الحضري، إذ يلعب هذا القطاع دورًا حيويًا في مختلف جوانب الحياة الحديثة، نتيجة اعتماد السكان والأنشطة الإنتاجية والاقتصادية بصورة متزايدة على التطور في خدمات شبكة الطرق.
يشتكي بعض سكان مدينة القامشلي من زيادة تعرفة الركوب على جميع سيارات “التاكسي” (السيارات الصفراء) العاملة على خطّي “السوق- حي قناة السويس”، و”الحزام- المستشفى الوطني”، بعد أن صارت 500 ليرة سورية (14 سنتًا) للراكب الواحد، بدلًا من 300 ليرة (12 سنتًا)، في الوقت الذي تكون البدائل دون المستوى المطلوب.
“الداخلي” غير مناسب
عبيد جاسم (45 عامًا) من حي قناة السويس في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، يعمل في أحد المطاعم ضمن السوق المركزية بالمدينة قال لعنب بلدي، إنه فوجئ بزيادة تعرفة الركوب إلى الضعف تقريبًا، ما يعني أنه سيدفع حوالي 30 ألف ليرة (ثمانية دولارات) شهريًا، وهو مبلغ كبير بالمقارنة مع أجرته اليومية التي لا تتعدى ستة آلاف ليرة (دولاران).
يُجبر عبيد جاسم على استخدام “التاكسي” وتحمّل الزيادة في الأجرة، كونها أسرع من حافلات النقل الداخلي التي عادة ما تتأخر في نقله إلى مكان عمله، وينتظر أحيانًا أكثر من نصف ساعة لوصول الحافلة.
محمد السويد (62 عامًا)، وهو من حي علايا، قال لعنب بلدي، إن حافلات النقل الداخلي هي بالأساس قليلة العدد وتشهد ازدحامًا شديدًا، خصوصًا في فترة الذروة بين الساعة الواحدة والثانية ظهرًا، وهي فترة عودة الموظفين والعاملين وطلبة المدارس إلى بيوتهم، وبذلك يجد محمد صعوبة في تأمين مقعد له في كل مرة يريد النزول فيها إلى السوق، بعد أن توجه أغلب الأهالي إلى الاعتماد عليها بديلًا عن “التكاسي”.
رصدت عنب بلدي تزاحم السكان على حافلات النقل الداخلي التي تأخذ تعرفة ركوب 200 ليرة سورية للراكب الواحد، في حين يأخذ أصحاب “التكاسي” 500 ليرة عن الراكب الواحد، ما شكّل ضغطًا كبيرًا على خدمة النقل الداخلي.
وزاد في الأمر صعوبة، منع السكان من استخدام الحافلات دون الجلوس في المقاعد المخصصة، في حال امتلاء الحافلة.
وبحسب سائقي الحافلات الذين التقت بهم عنب بلدي، مُنع الأفراد من التنقل بحافلات النقل الداخلي بالوقوف داخل الحافلة في حال امتلاء المقاعد، بسبب تكرار حالات السرقة والتحرش الجنسي بين الركاب في حالات زيادة عددهم على المقاعد المحددة.
زيادة دخل السائقين
فواز الرافع (50 عامًا)، وهو سائق “تاكسي” على خط “السوق- حي قناة السويس”، قال لعنب بلدي، إن “زيادة التعرفة أمر ضروري جدًا ولا بد منه، بعد الزيادة في أسعار المحروقات، وتكلفة التصليح الباهظة التي يتكبدها أصحاب التكاسي، فأحيانًا عطل واحد يحتاج إلى عمل شهور كي تُعوّض خسارته”.
يأخذ فواز الرافع حوالي 35% من الدخل الذي تحققه السيارة شهريًا، أما الـ65% الباقية فتذهب إلى مالك سيارة الأجرة الأساسي، والزيادة الحالية تحقق له ضعف الدخل السابق، وهي أمر مقبول حاليًا، على حد قوله.
ويعاني سكان مدينة القامشلي من ارتفاع أجور المواصلات بشكل عام، فأقل تعرفة مواصلات لـ”السرافيس” (الحافلات الجماعية المتوسطة) صارت 500 ليرة (14 سنتًا) على بعض الخطوط، كخط “قناة السويس” وخط “حي الهلالية” وخط “الكورنيش”.
في حين تبلغ أجرة سيارة “التاكسي” الخاصة ضمن المدينة حوالي 3500 ليرة (نحو دولار واحد)، بغض النظر عن قرب أو بعد المسافة، ومن المدينة إلى المستشفى “الوطني” يتقاضى أصحاب “التكاسي” حوالي 5000 ليرة (1.4 دولار).
أما حافلات النقل الداخلي فلها تعرفة موحدة هي 200 ليرة عن الراكب الواحد، وهي الأرخص ضمن المدينة، لكنها قليلة العدد ولا تكفي الإقبال المتزايد عليها بعد الزيادات الحاصلة في بقية وسائل النقل، ويبلغ عددها في مدينة القامشلي 19 حافلة، موزعة على ثلاثة خطوط من مركز المدينة إلى الأحياء المحيطة بها.