“حرّ” حمص في خمس محطّات فقط.. والمازوت “المدعوم” يعطّله تطبيق “وين”
عنب بلدي – حمص
يثبت محمود (32 عامًا) ثلاثة “بيدونات” بسعة 150 ليترًا بشكل جيد على دراجته النارية، ويستعد للانطلاق إلى أقرب محطة مخصصة لبيع مادة المازوت غير المدعوم (الحر)، تقع على بعد 37 كيلومترًا عن قرية الزعفرانة في ريف حمص الشمالي.
يعمل محمود، الذي تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، بتعبئة ونقل مادة المازوت غير المدعوم المخصص على “البطاقة الذكية”.
“أتقاضى على عملي عشرة آلاف ليرة (ثلاثة دولارات) عن كل بطاقة، لا يوجد في المحافظة سوى أربعة محطات لبيع المازوت الحر، يجلب لي أصحاب البطاقات بطاقاتهم لأقوم بتعبئة مخصصاتهم، وأقوم بنقل مخصصات ثلاث بطاقات في كل مرة”، وفق ما وصف محمد طبيعة عمله لعنب بلدي.
بعد انتهاء حكومة النظام السوري من توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة المخصص لموسم الشتاء، فتحت الباب أمام الأهالي في مناطق سيطرتها للتسجيل على الدفعة الثانية، بالتزامن مع إطلاق خدمة جديدة، بتوزيع 50 ليترًا إضافية بسعر التكلفة لكل بطاقة عائلية.
وقد نشرت وزارة النفط والثروات المعدنية، في 20 من كانون الثاني الماضي، عبر صفحتها على “فيس بوك”، أنه يمكن للراغبين بشراء كمية 50 ليترًا من مادة المازوت لكل بطاقة عائلية بسعر التكلفة، الحصول عليها من المحطات المخصصة للبيع بالسعر “الحر” في كل المحافظات، بدءًا من هذا التاريخ.
ورغم مضي أكثر من 20 يومًا على إعلان الوزارة بدء توزيع دفعات المازوت “المدعومة وبسعر التكلفة”، لم تصل رسائل التعبئة إلا لفئة قليلة من سكان محافظة حمص، استطاعوا التسجيل في اللحظات الأولى من فتح الباب للمواطنين على تطبيق “وين” الذي تملكه شركة “تكامل”، وتدير من خلاله طلبات التعبئة.
خمس محطات فقط
خصصت الوزارة خمس محطات فقط لبيع المحروقات بالسعر “الحر” في محافظة حمص، على مداخل المدينة الأربعة، وواحدة في قرية المشرفة شرقي المحافظة بـ40 كيلومترًا.
قلة محطات توزيع مادة المازوت حرمت أغلب سكان المحافظة في الأرياف البعيدة وفي مركز المحافظة من الاستفادة من ميزة المازوت بسعر “التكلفة”، بسبب ارتفاع أجور النقل.
سامر (51 عامًا)، من سكان مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، قال لعنب بلدي، إن أقرب محطة مخصصة لبيع المازوت غير المدعوم تبعد عن المدينة أكثر من 100 كيلومتر، وتبلغ تكلفة طلب السيارة لقطع هذه المسافة أكثر من 60 ألف ليرة (15 دولارًا)، ما جعل المازوت في السوق السوداء أرخص من الموزع بسعر التكلفة على البطاقة العائلية.
ويبلغ سعر ليتر المازوت في السوق السوداء 2500 ليرة (70 سنتًا)، فيما تبيعه المحطات بسعر التكلفة بـ1700 ليرة لكل ليتر (50 سنتًا)، ويبلغ التوفير في الـ50 ليترًا التي خصصتها الحكومة 40 ألف ليرة (11 دولارًا).
وجود المحطات المخصصة لتعبئة المازوت بسعر التكلفة خارج المدينة، حرم سكان محافظة حمص من الاستفادة بشكل كامل من قيمة التوفير، بسبب ارتفاع أجور طلبات سيارات الأجرة الصفراء (التاكسي).
منيرة (36 عامًا)، من سكان حي البياضة في محافظة حمص، قالت لعنب بلدي، إن “طلب التاكسي لتعبئة المازوت بسعر التكلفة يبلغ 20 ألف ليرة (نحو ستة دولارات) بالحد الأدنى، فجميع المحطات المخصصة للمبيع خارج المحافظة، ومن الصعب أن تقوم عائلتان باستئجار تاكسي واحدة، لأن الحصول على المادة مرهون برسالة نصية، ولا يمكن أن تجد شخصًا قد وصلته الرسالة في نفس اليوم التي وصلتك، ما يهدر نصف المبلغ الموفر كأجرة تاكسي للوصول إلى المحطة المحددة في اليوم المحدد”.
والمستفيد الوحيد من القرار هم سكان القرى والبلدات القريبة من مداخل المدينة بسبب قربهم من المحطات المخصصة لتعبئة المحروقات بسعر التكلفة.
دفعة واحدة
على الرغم من إنهاء الحكومة خطتها في توزيع الدفعة الأولى من مادة المازوت المدعوم، وبعد مضي حوالي شهر على بدء التسجيل على الدفعة الثانية، فإن عددًا محدودًا استطاع الحصول على مخصصاته من الدفعة الثانية.
فترة التأخير في موعد التسجيل عبر تطبيق “وين” الذي توقف بشكل شبه كلي عن العمل عند فتح باب التسجيل على الدفعة الثانية، جعلت أغلب العائلات في حمص غير قادرة على الدخول إلى التطبيق وتسجيل طلبها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :