هدد القيادي السابق وعضو “اللجنة المركزية” في درعا، محمود البردان الملقب بـ”أبو مرشد” خلال تسجيل مصور نشرته صفحات محلية بملاحقة وقتل ما سماها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” بالمنطقة الجنوبية، وعلى رأسهم القيادي السابق بفصائل المعارضة “أبو طارق الصبيحي”.
وقال البردان عبر التسجيل المصور، الذي نشرته “تنسيقية طفس“، عبر “فيس بوك” أمس، الأربعاء 17 من شباط، إن التنظيم يقف خلف عمليات اغتيال أعضاء “اللجنة المركزية” أمثال مصعب البردان، وقبله الشيخ أحمد بقيرات، والشيخ أبو البراء الجلم، وغيرهم من العاملين ضمن “اللجان المركزية”.
وبحسب شبكة “درعا 24” المحلية فإن اتهامات يجري توجيهها على الدوام لـ”أبو مرشد بردان” بأنه يعمل لصالح “الأمن العسكري” التابع للنظام السوري، وبالذات لصالح رئيس الفرغ العميد لؤي العلي، إذ رُصدت عدة اجتماعات بينهما، إضافة إلى العديد من العاملين ضمن “اللجان المركزية” في درعا.
من هو “أبو مرشد البردان”
ينحدر محمود البردان من مدينة طفس، وهو من مواليد 1983، ومن أوائل المنضمين للثورة السورية عام 2011، بحسب ما قاله ناشطون من أبناء المنطقة لعنب بلدي.
وشكل البردان مع بداية الحراك الثوري، مجموعة من المقاتلين لحماية المظاهرات عام 2011، ومع الوقت تحولت المجموعة للأعمال العسكرية المُنظّمة تحت راية “الجيش السوري الحر”، والتي كانت تقتصر على ضرب دوريات وحواجز النظام.
ومع بداية ظهور التشكيلات العسكرية، شكّل كتيبة “عباد الرحمن”، والتي انضمت لـ”لواء المعتز بالله” في عتمان.
وأصيب البردان في معركة السيطرة على ثكنة “طفس” عام 2013، إثر المواجهات التي شهدتها المنطقة مع قوات النظام، كما شارك في معركة السيطرة على عتمان، بالإضافة لمعارك الدفاع عنها حتى سيطرة النظام عليها في شباط 2016.
واستفرد فصيل البردان بالسيطرة على محطة الكهرباء المعروفة باسم محطة “الأشعري” الواقعة بريف درعا الغربي، كما استفاد ماليًا من العقود التي كان يبرمها مع المزارعين بعد تزويدهم بالكهرباء مقابل أجور شهرية.
وفي عام 2015 حاولت حركة المثنى الإسلامية السيطرة على هذه المراكز الحكومية، إلا ان البردان تصدى لها وانتهى الخلافبعد تحويله لـ”القضاء الشرعي” واعتبار محطات الضخ والكهرباء محطات مدنية يشرف عليها مهندسون، بحسب ما أكده سكان من طفس، وتناقلته وسائل إعلام محلية آنذاك.
الانتقال إلى الضفة الثانية
وفي تموز من عام 2018، ظهر البردان في تسجيل مصور يعانق ضباطًا للنظام بين مدينتي طفس وداعل للتفاوض على تسليم المدينة، إلا ان المفاوضات فشلت حينها.
وبعد أسبوع من محاولة النظام التقدم باتجاه المدينة نجح الروس بفرض “تسوية”، نصت على تسليم السلاح الثقيل مقابل عدم نشر قوات للنظام داخل وبمحيط مدينة طفس.
وعلى غرار اللواء “الثامن” بقيادة احمد العودة، فاوض الروس البردان على انضمامه وفصيله لـ”الفيلق الخامس”، إلا أن البردان رفض القتال إلى جانب النظام بالشمال السوري، مما أدى لإلغاء فكرة التشكيل.
وبحسب “تجمع احرار حوران” انضمّ أبو مرشد لفرع “الأمن العسكري” التابع لقوات النظام السوري، والذي يُديره لؤي العلي في المنطقة الجنوبية.
كما انتقد ناشطون مشاركة العميد لؤي العلي تعزية عضو “اللجنة المركزية”، مصعب بردان، الذي قُتل على يد مجهولين رفقة اثنين من أقاربه في بلدة عتمان في 10 من شباط الحالي.
ويعتبر “أبو مرشد” حاليًا أحد أعضاء “اللجنة المركزية”، المشكلة من قياديين ورجال دين، ووجهاء ومثقفين من أبناء محافظة درعا.
ثلاث محاولات اغتيال
وفي تشرين الأول من عام 2018، تعرض البردان لمحاولة اغتيال في مدينة طفس، أصيب إثرها مرافقه مهند الزعيم، بينما نجا هو منها.
كما تعرض لمحاولة اغتيال ثانية، في شباط 2019، إثر مهاجمته من قبل مجهولين بمنزل كان موجودًا فيه، وقتل إثر الهجوم أحد مرافقيه.
وفي 28 من أيار 2020 تعرض “أبو مرشد” لمحاولة اغتيال ثالثة، إثر استهدف رتل تابع لـ”الجنة المركزية” على طريق المزيريب العجمي غربي درعا، أصيب أبو مرشد وقُتل أربعة من مرافقيه إثر الهجوم.