رغم سحب روسيا جزءًا من قواتها قرب حدود أوكرانيا.. مخاوف الهجوم قائمة و”الناتو” يراقب

جنود أوكرانيون ينتظرون في تشكيل قبل التدريبات في عملية القوات المشتركة، في منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا- 15 من شباط 2022 (AP)

camera iconجنود أوكرانيون ينتظرون في تشكيل قبل التدريبات في عملية القوات المشتركة، في منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا- 15 من شباط 2022 (AP)

tag icon ع ع ع

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الأربعاء 16 من شباط، سحب المزيد من القوات إلى شبه جزيرة القرم، بعد الانتهاء من تدريبات عسكرية، ضمن جهود دبلوماسية غربية لردع موسكو عن غزو أوكرانيا، تشير إلى مزيد من تهدئة الهجوم المحتمل.

ونشرت الوزارة عبر “تويتر” مقطعًا مصوّرًا لمجموعة من المركبات المدرعة تتحرك عبر جسر بعيدًا عن شبه جزيرة القرم، وسط مخاوف دول غربية، أبرزها أمريكا، من أن مخاطر الهجوم على أوكرانيا لا تزال محتملة.

وفي أوائل عام 2014، سيطرت قوات موالية لروسيا على شبه جزيرة القرم، وبعد ذلك صوّت سكان المنطقة، وأغلبيتهم من ذوي الأصول الروسية، في استفتاء عام للانضمام إلى روسيا، إلا أن أوكرانيا والدول الغربية قررت أن الاستفتاء كان غير شرعي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، أمس، إن وحدات المناطق العسكرية الجنوبية والغربية التي أكملت مهامها بالفعل، بدأت بالعودة بواسطة قطارات السكك الحديدية والسيارات، وستصل إلى ثكناتها، وفق ما نشرته وكالة “إنترفاكس” الروسية.

اقرأ أيضًا: هل توقف الدبلوماسية حرب روسيا وأوكرانيا قبل بدئها

كما قال وزير الخارجية البيلاروسي، فلاديمير ماكي، إن جميع أفراد القوات المسلحة الروسية والمعدات العسكرية، سيغادرون بيلاروسيا عند الانتهاء من التدريبات العسكرية الجارية حاليًا هناك.

وأجرى المستشار الألماني، أولاف شولتس، أمس، مباحثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية الأوروبية المتواصلة لإنهاء توترات التصعيد بين دول غربية وموسكو، على خلفية الأزمة الأوكرانية، ضمن ما يُعرف بـ”صيغة النورماندي”.

تضم “صيغة النورماندي” بشأن أوكرانيا كلًا من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وشُكّلت في حزيران 2014، وذلك بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الصراع شرقي أوكرانيا، وعُقدت حينها قمة رباعية.

إعطاء الدبلوماسية فرصتها

ضمن تصريحات في البيت الأبيض، وعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن تواصل بلاده إعطاء الدبلوماسية “كل فرصة” لمنع الغزو الروسي، لكنه تبنى لهجة متشككة بشأن نية موسكو من انسحاب قواتها، كما أصر بايدن على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن “يضحوا بالمبادئ الأساسية” فيما يتعلق باحترام سيادة أوكرانيا.

وبحسب ما نشرته وكالة “أسوشيتد برس“، فإن الهجوم على أوكرانيا “لا يزال ممكنًا جدًا”، وفق ما أوضحه بايدن، مضيفًا أن بداية انسحاب للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية كما أعلنت موسكو “سيكون أمرًا إيجابيًا”، لكنه استدرك، “إننا لم نتحقق حتى الآن” من تنفيذ ذلك.

وأكد بايدن أن هذه القوات التي يقدر عددها “بأكثر من 150 ألف جندي” لا تزال “في وضع يشكّل تهديدًا”.

وأضاف بايدن أن أمريكا وشركاءها في “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، مستعدون لكل ما سيحدث في حال غزت روسيا جارتها أوكرانيا.

وكانت روسيا نشرت حوالي 130 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، من بينهم حوالي 30 ألف جندي يشاركون بالتدريبات العسكرية في بيلاروسيا، إلا أنها تنفي تخطيطها لغزو كييف.

“كل شيء جاهز لشن هجوم جديد”

قال الأمين العام لـ”الناتو”، ينس ستولتنبرغ، إن إعلان روسيا عن سحب القوات يبعث على “التفاؤل الحذر”، في الوقت نفسه يستمر الحلف في تقديم الدعم لأوكرانيا، بشأن مسألة تعزيز دفاعها عن حدودها.

ونوّه ستولتنبرغ إلى أن “الناتو” لم يشهد أي علامة على وقف التصعيد على الأرض، ولم “نشهد أي علامات على انخفاض الوجود العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، لكننا سنواصل المراقبة”.

“كل شيء جاهز الآن لشن هجوم جديد، ولكن لا يزال أمام روسيا الوقت للتراجع عن حافة الهاوية، والتوقف عن الاستعداد للحرب والبدء بالاستعداد لحل سلمي”، وفق ما قاله ستولتنبرغ.

وخلال الأسابيع الماضية، حثّت عدة بلدان مواطنيها على مغادرة أوكرانيا، من بينها أستراليا ونيوزيلندا وألمانيا وهولندا، في الوقت الذي قالت الولايات المتحدة إن القصف الجوي يمكن أن يبدأ في أي وقت.

وأدت تجهيزات موسكو لغزو أوكرانيا إلى إثارة مخاوف عالمية من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وانعدام الأمن الغذائي، خصوصًا في الدول التي تتعرض لأزمات سياسية، لأن روسيا توفّر حوالي 40% من احتياجات القارة الأوروبية من الغاز.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة