أعلن نادي “الفتوة” في دير الزور عن تعيينه متزعم قوات “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات النظام السوري، فراس جهام، رئيسًا فخريًا للنادي، بحسب ما نشرته الصفحة الرسمية للنادي عبر “فيس بوك”.
وبحسب ما جاء في إعلان النادي، في 13 من شباط الحالي، فإن تعيين فراس جهام، المُلقب بـ”فراس العراقية”، جاء “نظرًا إلى دعمه ووقوفه مع النادي الرياضي”.
ويعمل جهام منذ نهاية عام 2021 على تقديم خدماته للنادي بشكل مجاني، كتأمين حافلات النقل إلى الملاعب لحضور المباريات على نفقته الخاصة، إلى جانب رئيس النادي، مدلول العزيز، الذي سبق أن دفع ديونًا كانت متراكمة على النادي من حسابه الخاص.
ويُعرف عن نادي “الفتوة” السوري أنه أحد أقدم أندية كرة القدم في سوريا، إذ أُسّس عام 1930 في مدينة دير الزور تحت اسم نادي “غازي”، إلى أن أصبح اسمه نادي “الفتوة” عام 1950، وهو ما بقي عليه حتى اليوم.
رجل “حميميم” و”الدفاع الوطني”
بحسب منشورات لحسابات مُقربة من “الدفاع الوطني” في دير الزور، فإن المندوب الأول لقاعدة “حميميم” الروسية في سوريا، كرّم منتصف عام 2021 فراس جهام، قائد “الدفاع” في دير الزور، بمنحه “وسام البطولة”.
ومن الأمور التي تُعرف عن جهام في مدينة دير الزور، أنه أحد رعاة تجارة المخدرات في المنطقة، إضافة إلى محاولاته المستمرة لإنشاء مبادرات “خيرية” لمساعدة أهالي المدينة.
وذكرت شبكة “فرات بوست” المحلية، أن جهام توسط في شباط 2021، للإفراج عن القيادي أحمد اللاحج، الذي اعتُقل من قبل الأمن الجنائي التابع للنظام، بسبب المتاجرة بمواد الحشيش والمخدرات، وعُثر على بضائع خاصة بالحشيش والحبوب المخدرة، مشيرة إلى أن القيادي المُفرج عنه هو أحد العاملين لمصلحة فراس جهام.
وأشارت الشبكة المحلية إلى أن عمل جهام لا يقتصر على تجارة المخدرات وحسب، إذ يمتد كذلك إلى مؤسسة “الشهيد” التي تديرها زوجته وتعد أحد مصادر تمويله، وكذلك مشاركته مع بعض مديري الدوائر والمؤسسات في “صفقات ومناقصات حكومية”.
وفي كانون الأول من عام 2019، وزع جهام 200 ربطة خبز على السكان في حي الحميدية بدير الزور، ضمن ما أسمته شبكة “تواصل” الموالية، “مبادرة خيرية”، وهي إحدى المبادرات التي يعمل على تنظيمها بين الحين والآخر.
كما ينظّم جهام عادة القافلات التي تتجه إلى الملاعب التي تستضيف مباريات نادي “الفتوة” لكرة القدم، والتي تنطلق عادة من مقر “الدفاع الوطني” في دير الزور، بحسب ما تعلن عنه شبكات محلية موالية قبيل كل مباراة.
وكان جهام أثار الجدل في أيار من عام 2021، عقب إرساله أحد عناصره لتقديم امتحان الشهادة الثانوية عوضًا عنه في إحدى مدارس دير الزور، إلا أن إدارة المدرسة طردته، ما دفع جهام إلى إرسال قوة عسكرية لاعتقال المسؤول عن طرد العنصر، بحسب تسجيل مصوّر نشرته شبكة “نهر ميديا” المحلية.
وتنتشر في محافظة دير الزور قوات تتبع لعشائر المنطقة، وترتبط حسب مكان وجودها بالقوى المسيطرة في كلا جانبي نهر “الفرات”، إضافة إلى “قسد” والميليشيات التي ترتبط بها.
وكانت قوات “الدفاع الوطني” في دير الزور شُكّلت مع بداية الحصار الذي عاشته أحياء مدينة دير الزور (الجورة والقصور وهرابش) من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وعُرفت حينها بكونها أكبر ميليشيا في المنطقة الشرقية، وكان يديرها اللواء محمد خضور (المسؤول العام عن العمليات العسكرية في المنطقة الشرقية آنذاك)، الذي رشح فراس جهام مباشرة لتسلّم قيادتها، لأن الأخير كان يعد اليد اليمنى لخضور داخل الأحياء، فيما يخصّ الموقوفين على خلفية سياسية أو جنائية، بحسب ما نقله موقع “الحل“.
وتوجد في محافظة دير الزور جميع القوى المتداخلة بالشأن السوري، كالقوات الأمريكية والروسية والإيرانية، إضافة إلى قوى محلية أخرى، كميليشيات “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات النظام، والميليشيات العراقية، والإيرانية، والأفغانية، والباكستانية.
–