من المنتصر في معركة داريا ؟

  • 2013/01/06
  • 11:02 م

جريدة عنب بلدي – العدد 46 – الأحد – 6-1-2013

يصف محللون عسكريون أن ما يجري في داريا الآن حوّلها إلى ساحة حرب تستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة، حيث تشهد المدينة ومنذ أكثر من خمسين يومًا اشتباكات مستمرة بين مقاتلي الجيش الحر وبين الجيش السوري النظامي.

تدور هذه الاشتباكات على أكثر من محور من مداخل المدينة، فبعد أن تمركز الجيش الحر في المدينة يجدد النظام محاولاته اقتحامها مستخدمًا ما توفر لديه من أسلحة، حيث يمطر المدينة يوميًا بالصواريخ وقذائف الهاون من المقرات الأمنية المحيطة بالمدينة وقصفًا مركزًا من الدبابات التي تحاول التقدم داخل المدينة، بالإضافة إلى الغارات الجوية المتكررة لطائرات الميغ والطائرات المروحية التي لم توفر حتى الألغام البحرية التي تستخدم عادة لتفجير السفن والغواصات فلقد ألقتها على المدينة يومي التاسع والثامن عشر من كانون الأول من العام الفائت.

تتصدر وسائل الإعلام الرسمية وعودًا بتطهير المدينة من الإرهابيين والعصابات المسلحة منذ أكثر من شهر، ووسائل أخرى أعلنت الانتصار على تلك العصابات وتطهير المدينة بشكل نهائي كما ورد في صحيفة البلد اللبنانية في عدد الأمس 5 كانون الثاني، وادعاءات أخرى على الصفحات المؤيدة وصلت حد التوقع بأن بشار الأسد سيلقي خطابه الموعود من قلب مدينة داريا. ويرافق تلك الإعلانات تصريحات مسؤولة بأن المدينة ستصبح منطقة آمنة في الأيام القليلة القادمة، كما وتتكلم الصفحات المؤيدة للنظام على مواقع الانترنت يوميًا عن تقدم الآليات الحكومية إلى وسط المدينة، وأن رجال الله (كما تصف الشبكات المؤيدة عناصر الجيش النظامي) يلاحقون فلول الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة وتقتل العشرات من جنسيات مختلفة.

بينما يؤكد المكتب العسكري في المدينة أن الثوار يصدون تقدم الجيش النظامي وأن تقدم قواته وآلياته تقدم جزئي وهي محاصرة من عناصر الجيش الحر.

وتعلن الصفحات الناطقة باسم كتائب الجيش الحر المقاتلة وأهمها كتيبتا شهداء داريا وسعد بن أبي وقاص عن تكبيد جيش النظام خسائر كبيرة قدرت بإعطاب وتدمير أكثر من 70 دبابة وعربة من آليات جيش النظام وقتل ما يزيد عن 3000 من جنود المشاة. وتبث الكتائب يوميًا مقاطع مصورة لعمليات تفجير واستهداف الدبابات والعربات العسكرية. كما أعلن الثوار قبل عشرة أيام أنهم أصابوا بنيرانهم مروحية بالقرب من مطار المزة العسكري مما اضطرها للهبوط داخله. وهذا تقدم ملحوظ  يحسب للثوار لأن مطار المزة يعد من أهم معاقل النظام وأشدها تحصينًا، وهو مقر إدارة المخابرات الجوية التي تدير معظم أعمال النظام في العاصمة.

من جهة أخرى يقدر المجلس المحلي لمدينة داريا حجم الخسائر في المدينة منذ بداية الحملة بتاريخ 12 تشرين الثاني حيث بلغ عدد الشهداء 375 شهيدًا بينهم نساء وأطفال. واستقبل الفريق الطبي في المدينة أكثر من 800 إصابةً تقدر بين الخطرة والمتوسطة الخطورة، وفاقت العمليات الجراحية ال 60 عملية جراحية متفاوتة الخطورة.

ولقد اضطر غالبية سكان المدينة للنزوح عنها إلى بعض المناطق المجاورة الهادئة نسبيًا بسبب القصف المتواصل على الأحياء السكنية وانعدام مقومات الحياة الأساسية وقد سُجل انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة منذ بداية الحملة، ونقص حاد في المحروقات والأدوية والمياه المستخدمة في المنازل إذ استهدفت قذائف النظام خزانات المياه الرئيسية كما حصل في المنطقة الغربية.

وبين ادعاء الإعلام الرسمي وردود الثوار ننتظر الأيام القادمة لتبين لنا الجهة التي ستفرض سيطرتها على المدينة وعلى أي حال ستستقر الأوضاع الميدانية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا