ألم الورك.. شكاية شائعة بين النساء
د. أكرم خولاني
آلام الورك هي شكاية شائعة جدًا، خاصة بين النساء، يمكن أن تحدث لأسباب عديدة، وغالب هذه الأسباب يرتبط بمفصل الورك، وهو أكبر مفصل كروي في الجسم، وعلى الرغم من أنه أحد أقوى المفاصل وأكثرها حماية، فإنه قابل للأذية والتلف بالالتهاب أو التآكل أو الكسر.
يسبّب ألم مفصل الورك الشعور بعدم الراحة، ويحدّ من القدرة على الجلوس والمشي وأداء الأنشطة اليومية الطبيعية، وعادة ما يشعر المرضى بالألم في داخل الورك أو حوله، إلا أنه يمكن الشعور به أحيانًا على سطح الورك الخارجي أو في منطقة أعلى الفخذ أو الأرداف.
يمكن وصف هذا الألم بأنه إحساس بالحرقان في المنطقة، أو ألم عند الحركة، وقد يكون عميقًا داخل الورك أو سطحيًا، ويمكن أن تتراوح شدته من خفيف أو معتدل إلى شديد جدًا.
ما أسباب آلام الورك؟
تشمل الأسباب الشائعة لآلام الورك ما يأتي:
كسور الورك
يمكن للعنق الضيق في عظم الورك أن ينكسر بسهولة، وخاصة لدى المسنين، إذ إنه مع التقدم في العمر تصبح العظام ضعيفة وهشة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى كسر عظم الورك بسهولة بعد سقوط بسيط أو نتيجة لضربة أو إصابة إجهاد، ويوصف هذا النوع من آلام الورك نتيجة الكسر بأنه عميق وشديد، وعادة ما يتم الشعور به في منطقة الأربية أو أعلى الفخذ.
التهاب المفصل
يعتبر هذا أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لآلام الورك، وله أنواع:
- التهاب المفصل الرثياني: يحدث في سياق التهاب المفاصل الرثياني، وهو مرض مناعي ذاتي يصبح فيه الغشاء الزليلي في المفصل ملتهبًا وسميكًا، ويمكن أن يؤدي هذا الالتهاب المزمن إلى تلف الغضروف، ما يؤدي إلى الألم والتصلب.
- التهاب المفاصل اللاحق للصدمة: يمكن أن يتبع إصابة خطيرة في الورك أو كسر، وقد يتضرر الغضروف ويؤدي إلى ألم الورك وتيبّسه بمرور الوقت.
- التهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي): هو مرض يرتبط بالسن، إذ يصيب عادة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 سنة أو أكثر، ويسبّب تآكل غضاريف المفاصل وانهيارها، فتحتك العظام ببعضها، ما يؤدي إلى صعوبة في المشي، وتورم المفاصل وتيبسها، والألم العام الذي يزداد سوءًا بمرور الوقت.
التهاب الأوتار
قد يؤدي الاستخدام المفرط للأوتار إلى التهابها، والأوتار هي الحبال السميكة التي تربط العضلات بالعظم، ويؤدي التهابها إلى الشعور بالتورم والألم خارج مفصل الورك.
التهاب الجراب
في هذه الحالة يلتهب الكيس المليء بالسائل الذي يحمي الأوتار والعظام والعضلات بالقرب من مفصل الورك، وتعتبر هذه الحالة مؤلمة للغاية.
شد عضلي
شد العضلات والأوتار يحدث نتيجة تمزق دقيق في الأوتار أو العضلات أو الأربطة التي تدعم الوركين، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى الألم بالإضافة إلى منع الورك من العمل بشكل صحيح.
تنخر انعدام الأوعية الدموية
إن حدوث انسداد في الشريان الذي يصل إلى رأس عظم الورك قد يسبب موت نسيج العظم في بعض الحالات، ويمكن أن يتعطل تدفق الدم بسبب عوامل معيّنة مثل خلع العظام أو كسرها، ويمكن أن يؤدي استخدام المنشطات على المدى الطويل أيضًا إلى تنخر انعدام الأوعية الدموية.
تمزق شفا الورك
الشفا هو حلقة من الغضروف تتبع الحافة الخارجية لتجويف مفصل الورك، ودوره الرئيس هو حماية مفصل الورك والمساعدة في تأمين عظم الفخذ داخل تجويف الورك، وعندما يتدحرج رأس الفخذ لسبب أو لآخر، مثل أداء حركات التواء متكررة، فإنه يعرف باسم تمزق الشفا الوركي، ويعتبر الرياضيون هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذه الحالة.
سرطان العظام
يمكن أن يتسبب سرطان العظام، سواء النقيلي الذي ينتشر إلى العظام، أو الأساسي الذي يبدأ من العظام، في حدوث ألم العظام، بما في ذلك آلام الورك.
في بعض الأحيان ينتج ألم الورك عن الإصابة بأمراض وحالات مرضية في مناطق الجسم الأُخرى كأسفل الظهر، ويُسمى هذا النوع من الألم بالألم الرجيع.
ما الأعراض المرافقة لآلام الورك؟
تعتمد الأعراض عادة على السبب، وتتضمن:
- صعوبة في المشي (عرج).
- ضعف القدم.
- ألمًا يشع من الفخذ أو داخل مفصل الورك أو الفخذ أو الأرداف أو خارج مفصل الورك.
- سخونة فوق الورك.
- التورم.
- الكدمات.
- صعوبة النوم على الجانب المؤلم من الورك (النوم بشكل جانبي).
متى تجب مراجعة الطبيب؟
- ألم الورك لا يزول.
- الألم تالٍ لرضّ أو إصابة.
- الألم بدأ فجأة.
- الألم شديد جدًا.
- تورم مفصل الورك أو يبدو مشوهًا.
- عدم القدرة على تحريك الورك أو الساق.
- كان هناك صوت فرقعة عندما حدثت الإصابة.
كيف يُشخّص السبب؟
يتم وضع التشخيص المبدئي بناء على الأعراض المرافقة، والعوامل التي تثير الألم، وموقع الألم المسبب للانزعاج، فيمكن أن يدل الموقع الدقيق لألم الورك على مؤشرات قيّمة تفيد في معرفة السبب الكامن للألم، فالألم داخل الورك أو في المنطقة الأربية يكون بسبب مشكلة ضمن مفصل الورك نفسه، بينما ينجم الألم الذي يكون على سطح الورك الخارجي أو على الجزء الأعلى من عظم الفخذ أو على خارج الردفين عن مشكلات في العضلات أو الأربطة أو الأوتار أو غيرها من الأنسجة الضامة الأُخرى التي تحيط بمفصل الورك.
وقد تكون اختبارات التصوير مطلوبة لتأكيد التشخيص، وتشمل:
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير الطبقي المحوري.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- فحص العظام في الطب النووي لتصوير العظم الملتهب أو المكسور.
ما خيارات العلاج؟
هناك بعض حالات ألم الورك يكون الخط الأول للعلاج فيها مجرد إراحة المفصل بتجنب الأنشطة التي تزيد من حدة الألم مثل صعود السلالم، وإنقاص الوزن لتقليل الضغط على مفصل الورك، واستخدام دعامات المشي كالعكازات أو العصي.
وقد يساعد وضع الثلج فوق المنطقة لبضع دقائق أو تسخين المنطقة المؤلمة في تخفيف الألم.
وفي حالات أخرى، يُنصح باستخدام الأدوية المسكنة للألم والمرخية للعضلات، كما هي الحال في الفصال العظمي وتمزق أو إجهاد الأوتار أو التهابها والشد العضلي.
ويمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب والروماتيزم في التهاب المفاصل الرثياني، وقد يتم إعطاء حقن الكورتيزون.
وقد يحتاج الانصباب الحاد (تجم السائل) إلى تصريف السائل من المفصل.
وينصح بالعلاج الطبيعي، ويحدد وفقًا للسبب الكامن، فيمكن أن تساعد التمارين غير الصدمية مثل السباحة في ألم الورك الناتج عن التهاب المفاصل، ويمكن أيضًا أن تؤدي التمارين الأخرى مثل تدريبات المقاومة والتمدد إلى تقوية عضلات الورك والفخذ والساق وزيادة مدى الحركة والمرونة وتحسين الحالة.
إذا كان الالتهاب شديدًا جدًا وأدى إلى تشوه المفصل أو في حال حدوث كسر في المفصل تصبح الجراحة ضرورية عن طريق التنظير أو استبدال مفصل الورك بالكامل، وتتضمن الخيارات:
- قطع العظم: يُستخدم لعلاج هشاشة العظام في الورك، إذ يتم قطع رأس عظم الورك وإعادة ضبطه لرفع الضغط من على مفصل الورك.
- تسوية الورك: تتم إزالة العظام والغضاريف التالفة واستبدال غلاف معدني بها.
- التثبيت: يتم باستخدام صفائح معدنية ومسامير لتثبيت الكسر.
- رأب المفصل: ويعني استبدال الورك بالكامل، ويتم باستخدام أسطح مفصل معدنية أو بلاستيكية أو خزفية جديدة لاستبدال الجوف الحقي التالف ورأس الفخذ واستعادة وظيفة الورك.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :