مسؤولون أمريكيون: حصيلة القتلى المدنيين في الغارة على سوريا قد تكون أعلى مما يُعتقد

  • 2022/02/11
  • 5:30 م

مواطنون يتفقدون منزلاً مدمر إثر عملية للجيش الأمريكي في قرية أطمة السورية بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، 3 من شباط 2022. نفذت قوات العمليات الخاصة الأمريكية غارة استباقية واسعة النطاق في شمال غرب سوريا (أسوشيتد برس)

صرّح مسؤولون عسكريون أمريكيون، أن من الممكن وجود ضحايا مدنيين أكثر مما كان يُعتقد في البداية، في الغارة التي قتلت زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة أطمة بإدلب شمال غربي سوريا.

وقال المسؤولون لوكالة “أسوشيتد برس” اليوم، الجمعة 11 من شباط، إن حالات الوفاة التي حصلت خلال عملية الإنزال الجوي الأمريكي التي استهدفت “أبو إبراهيم القرشي”، كانت بسبب تفجير “القرشي” لنفسه ولم تتسبّب بها القوات الأمريكية.

وأضاف المسؤولون أنهم لا يستطيعون التأكد من أن زعيم تنظيم “الدولة” فجّر القنبلة التي قتلته هو وعائلته، أو أن الذي أمر بالتفجير هو أو أي شخص آخر في الطابق الثالث من المبنى الذي كان يعيش فيه.

وكان “البنتاغون” والرئيس، جو بايدن، قالا في وقت سابق، إن “القرشي” فجّر نفسه وزوجته وطفليه.

وبحسب الوكالة، فإن الانفجار ألقى “بجثث متعددة” داخل المبنى ودفنها تحت الأنقاض.

وبينما علمت القوات الأمريكية أن “القرشي” وعائلته قُتلوا، لا يمكنهم استبعاد احتمال إخفاء جثث أخرى في الانهيار، وعدم رؤيتها من قبل القوات.

وتحدث اثنان من كبار المسؤولين العسكريين المشاركين في التخطيط للعملية للوكالة، وقالا إنهما يرفضان مزاعم السكان والجماعات الناشطة بأن العملية الأمريكية قتلت ما يصل إلى 13 شخصًا بينهم مدنيون.

وأقر المسؤولان العسكريان بعدم وجود فيديوهات عن تفجير المنزل في سوريا أو محاولات إخراج المدنيين من المنزل.

وبحسب الجيش الأمريكي، استجابت عائلة لديها أربعة أطفال في الطابق الأول لنداءات القوات والمترجمين، وخرجت من المنزل إلى بر الأمان، ولدى خروجهم من المنزل، مزق الانفجار الطابق الثالث، ما أدى إلى سقوط الجثث على الأرض.

وقال أحد المسؤولين، إن الجيش الأمريكي لا يرى مؤشرات على وقوع إصابات أخرى بين غير المقاتلين، لكنه لا يستطيع استبعاد ذلك، لأن القوات لم تكن على الأرض لفترة كافية لرفع جميع الأنقاض.

وقال مسؤولون عسكريون، لأول مرة، إن أشخاصًا في المنزل أطلقوا النار على القوات قبل أن يبدأ الأمريكيون بدخول المبنى بعد الانفجار.

وكان أحد أعضاء التنظيم، الموصوف بأنه ملازم لـ”القرشي”، وزوجته في الطابق الثاني، مع ما يصل إلى خمسة أطفال.

وقتلت القوات الأمريكية الملازم لـ”القرشي” وزوجته في معركة بالأسلحة النارية، وكان أحدهم محصنًا في غرفة صغيرة ويطلق النار من هناك، بينما كان آخر يدخل من الباب.

أخرجت القوات بأمان أربعة أطفال من الطابق الثاني من المنزل، لكن تم العثور على طفل ميت هناك، دون معرفة كيفية موته.

وقالوا إنه لم يتم العثور على جروح ناجمة عن طلقات نارية، وأن من المحتمل أن يكون الطفل قد قُتل جراء آثار الارتجاج في انفجار الطابق الثالث، ولم يُطلق عليه الرصاص في أثناء تبادل إطلاق النار.

وقال المسؤولون، إن اثنين من المسلحين المرتبطين بـ”القاعدة” بأسلحة آلية اقتربا من المنزل في محاولة لمهاجمة القوات الأمريكية وقُتلا.

بينما قال مسؤولون أمريكيون آخرون، إن مواطنين مسلحين آخرين في المنطقة لم يصابوا بأذى لأنهم لم يشكّلوا أي تهديد.

وأوضح المسؤولون، في تفسير لعدم وجود فيديو عن انفجار المنزل، أن الفريق كان يراقب المبنى، وأن المراقبة العلوية تركزت على المنطقة المحيطة للكشف عن أي تهديدات محتملة للقوة.

كما كشف المسؤولون أن الولايات المتحدة، التي أرادت القبض على “القرشي” حيًا قد خططت لتسليمه إلى حكومة أخرى، وأن الولايات المتحدة كانت ستحتجزه مؤقتًا، دون وجود خطط لاحتجاز أمريكي طويل الأمد، ورفضوا الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وفي 3 من شباط الحالي، قال “الدفاع المدني”، عبر حسابه في “فيس بوك“، إن ستة أطفال وأربعة نساء من بين 13 شخصًا على الأقل قُتلوا جراء القصف والاشتباكات التي جرت عقب عملية الإنزال الجوي في بلدة أطمة.

ويأتي تأكيد مقتل “القرشي” في وقت يشدد فيه التدقيق بشأن سقوط ضحايا مدنيين نتيجة العمليات العسكرية الأمريكية.

وواجه “البنتاغون” انتقادات كبيرة لضربة جوية في كابل بأفغانستان، في تموز 2021، قتلت عن طريق الخطأ عامل إغاثة وتسعة أفراد من عائلته، ليسوا من عناصر التنظيم، بحسب ما نقله موقع ”Politico“.

في 27 من كانون الثاني الماضي، أمر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، طاقمه بتطوير “خطة عمل” في غضون 90 يومًا لتحسين كيفية قيام “البنتاغون” بالحد من الخسائر المدنية التي تسببها الضربات الجوية الأمريكية والرد عليها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا