عطور كيماوية خطيرة تُباع في إدلب.. الرقابة غائبة

  • 2022/03/28
  • 11:38 ص
محل عطورات في إدلب (الجزيرة)

محل عطورات في إدلب (الجزيرة)

عدم ثبات رائحتها لفترة طويلة، وسط ارتفاع أسعارها مقابل جودتها المنخفضة، وغياب الرقابة على العاملين بها، أسباب دفعت سوريين مقيمين في إدلب لانتقاد قطاع بيع العطور في المدينة.

وسام العقيل (48 عامًا) أحد سكان مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن معظم العطور المتوفرة في الأسواق الآن، موجودة بجودة أقل بكثير من جودة العطور في أوقات سابقة.

وأوضح وسام أن أسعارها المرتفعة لا تتناسب مع جودتها، حتى الأنواع “ذات الجودة العالية منها” تزول رائحتها بسرعة.

بينما انتقد عصام عساف (23 عامًا) من سكان إدلب، عدم امتلاك معظم تجار العطور في المدينة الخبرة الكافية بتجارة العطور وأصنافها وتركيباتها، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

مواطنون آخرون التقتهم عنب بلدي، توقعوا تلاعب التجار بجودة المنتجات العطرية، مرجعين ذلك إلى غياب الرقابة الصحية والتجارية عليهم.

من ماذا تُصنع العطور؟

أوضح الوكيل العام لشركة “ماء الذهب للعطور”، سامر باطوس، وجود عدة أنواع من المواد تُستخدم في صناعة ثلاثة من أصناف العطور.

وأضاف باطوس، في حديث إلى عنب بلدي، أن الصنف الأول هو العطور الغذائية التي تُستخدم في صناعة المنتجات الغذائية، وهي طبيعية وغير ضارة للاستهلاك البشري.

والصنف الثاني هو العطور التجميلية، وهي عطور مستخرجة طبيعيًا من الزيوت تتم معالجتها.

أما الصنف الأخير فهو العطور الكيماوية التي تُستخدم في صناعة المنظفات، وتحتوي على بعض المواد التي قد تضر بالصحة، إذ يتم تركيبها من مركبات كيماوية “خطيرة”، بحسب تعبير سامر باطوس.

العطور الموجودة “كيماوية”

وحول غياب الجودة في أنواع العطور الموجودة بمدينة إدلب، أوضح الوكيل العام لشركة “ماء الذهب للعطور”، سامر باطوس، أن العطور التي تباع الآن في الأسواق عطور كيماوية تُستخدم عادة في صناعة المنظفات، إلا أنها تُباع في محال العطور الآن على أنها عطور تجميلية بسبب انخفاض سعرها.

وأضاف باطوس أن العطور المتوفرة في الأسواق عطور مركبة كيماويًا، وتُخلط بأنواع من الكحول غير مناسبة لاستخدامها في العطور.

وبالنسبة للمواد الكحولية التي تدخل في تركيب العطور، أضاف أن نوع الكحول المستخدم عادة هو نوع طبيعي (الإيثانول) الذي يستخرج من الشمندر أو قصب السكر.

بينما يستخدم معظم صانعي العطور في مدينة إدلب، بحسب باطوس، كحولًا صناعيًا يسمى الكحول “الميثيلي” أو “الميثانول”.

الميثانول “خطير” على الصحة

وللحديث حول مدى أمان استخدام كحول “الميثانول” في تصنيع العطور، أوضح الطبيب المختص بالأمراض الجلدية أحمد متعب، في حديث إلى عنب بلدي، أن استخدام كحول “الميثانول” بشكل يومي يعرّض البشرة لأضرار عديدة تتمثل بجفافها، ونقص نسبة السوائل في الجلد.

وأضاف متعب أن من الممكن أن يؤدي استخدام هذا النوع من الكحول إلى أمراض في الكبد، موضحًا أن “الميثانول” يُستخدم عادة لتعقيم الأيدي، إلا أن خطورته تكمن باستخدامه بشكل يومي.

ويدخل الكحول في صناعة العطور لأن رائحة العطور المركّزة لا يمكن إذابتها في الماء، فيجب توفير إحدى أنواع الكحوليات لتتم إذابة الرائحة فيها.

ويتميز هذا النوع من الكحول بأنه رخيص الثمن، مقارنة بأنواع الكحوليات الأخرى، ويُستخدم بكثرة في العطور المقلدة الرخيصة.

الرقابة الصحية “شبه غائبة”

مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد بحكومة “الإنقاذ” العاملة في مدينة إدلب، حمدو الجاسم، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن الفرق التموينية تعمل بشكل يومي على متابعة الشكاوى المتعلقة بقضية غش العطورات، كحالات الاحتكار، والغش، والتدليس.

ولم يوضح الجاسم طبيعة الرقابة الصحية التي تقوم بها الوزارة بعيدًا عن ضبطها للأسعار، رغم سؤاله عن طريقة التعامل مع تجار العطور الذين يستخدمون كحول “الميثانول” الضار في المنطقة.

وأوضح الجاسم أن الضبوط تنظم على الفعاليات التجارية جميعها كالمواد الغذائية ومواد التدفئة والعطورات عن طريق أرقام الشكاوى التي تخصصها الوزارة، مشيرًا إلى تنظيم أكثر من 15 ضبطًا لمخالفات بمواد متعددة في مناطق سيطرة “الإنقاذ”.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في مدينة إدلب أنس الخولي

مقالات متعلقة

  1. بيع العطور.. عمل إضافي لسوريين في تركيا
  2. صناعي يؤسس معمل عطور متجاهلًا "الفقر المدقع" لنصف السوريين
  3. من بائع عطور متجول إلى صاحب محل في القامشلي
  4. هربًا من ارتفاع الإيجارات.. ”السيارة المحل“ ظاهرة تنتشر في إدلب

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية