تحدث مدير صندوق التخفيف من الكوارث الطبيعية في مديرية زراعة طرطوس، حيدر شاهين، عن حجم الأضرار التي خلفتها المنخفضات الجوية و”التنين البحري” الذي ضرب مناطق عدة بمحافظة طرطوس الجمعة 4 من شباط.
وقال شاهين، في تصريحات لإذاعة “شام إف إم” المحلية اليوم، الأحد 6 من شباط، إن ظاهرة “التنين البحري” حدثت مرات عدة خلال الشهرين الماضيين، وضربت أكثر من منطقة بمحافظة طرطوس، ما تسبب بضرر كبير في البيوت البلاستيكية.
وأضاف أن أسعار الخضار في الأسواق لن ترتفع لأن نسبة البيوت البلاستيكية المتضررة تعتبر صغيرة قياسًا بالعدد الإجمالي، ولا تؤثر على الإنتاج الكلي، ولكن انعكاساتها سلبية على المزارعين بسبب التكاليف العالية للمستلزمات الزراعية المستخدمة.
وأشار إلى تعويض المتضررين وفق الشروط الناظمة لعمل الصندوق، وعليهم مراجعة الوحدات الإرشادية وتقديم “كشف ضرر”، وسيتم إعداد قوائم بأسماء المزارعين المتضررين خلال مدة أقصاها خمسة أيام.
وأدى “التنين البحري” الذي ضرب منطقة حريصون في بانياس ومزرعة “الأمل” في سهل ميعار شاكر بريف طرطوس إلى أضرار كبيرة بالزراعات المحمية، بحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وتشير الإحصائيات الأولية إلى تضرر 35 بيتًا بلاستيكيًا مزروعة بالخيار والفاصولياء والأضرار تتراوح بين 50% و100%، بحسب ما أوضحه شاهين.
وقال شاهين، إن الأضرار جسيمة على المزارعين نظرًا للتكاليف العالية للزراعات المحمية وارتفاع أسعار البذار والنايلون والحديد وغيرها من مستلزمات الزراعة.
وتحدث محمد سلمان إبراهيم من الوحدة الإرشادية في دير حباش عن البدء بعمليات حصر الأضرار التي تقدر خسائرها بعشرات الملايين، داعيًا الجهات المعنية التعويض على المزارعين بالسرعة الممكنة.
ما “التنين البحري”؟
يطلق أهل الساحل على الشاهقة المائية التي تحدث فوق البحر مصطلح “التنين البحري”.
وكان مدير مركز الأرصاد الجوية في طرطوس، محمود المبارك، أوضح لتلفزيون “الخبر” المحلي، في 29 من كانون الأول 2019، أن “إطلاق مسمى التنين على الإعصار البحري، يعود إلى الأساطير القديمة التي تتكلم عنه، والتي تحاكي حجمه الضخم وقوته الضاربة”.
وعندما تنتقل الشاهقة إلى اليابسة تسمى “النكباء أو التورنيدو”، وهي اضطرابات عنيفة جدًا تحدث في الغلاف الجوي ناتجة عن عدم استقرار شديد في الغلاف الجوي، وتناقص حراري شديد في الوسط المحيط، وفقًا للمبارك.
وقال المبارك، إن هذه الرياح تكون مصحوبة بعواصف رعدية عنيفة، إذ يتراوح قطر هذه الشاهقة بين عدة أمتار إلى كيلو متر، وتظهر مثل سحابة قمعية قاعدتها سحابة ركامية من الأعلى ومن الأسفل، تلامس سطح الأرض وينخفض فيها الضغط الجوي إلى 50 ميلي بار في أقل من دقيقة.
ولذلك يكون لها قدرة تدميرية هائلة لكل مايصادف طريقها الدوراني بعكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي.