أثارت عملية الإنزال الجوي التي نفذتها مروحيات تابعة للقوات الأمريكية في بلدة أطمة شمالي إدلب، فجر الخميس 3 من شباط الحالي، حفيظة الجمهور العربي، والسوريين بشكل خاص، وطرحت العديد من التساؤلات حول مكان وجود القيادي المستهدف، واختياره مناطق في إدلب بعيدًا عن البادية، حيث تنشط جيوب تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ونفّذ الجيش الأمريكي عملية إنزال جوي على منزل في قرية أطمة الحدودية، تبعها اشتباك استمر لنحو ساعتين بين القوات المهاجمة والمجموعة التي كانت في المنزل.
وقُتل في العملية زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو ابراهيم الهاشمي القرشي”، وأسفرت العملية عن مقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء.
هروب قديم بعد الهزيمة
أثارت قضية اختيار “القرشي” مكانًا في أطمة أو غيرها في إدلب جدلًا، حول اختياره منزلًا في منطقة استُهدف فيها “البغدادي” سابقًا، وظهرت ردود فعل ساخرة، بحسب ما رصدته عنب بلدي عن تعليقات في “فيس بوك”، وبأنه مكان مكشوف.
الباحث السوري المتخصص في الحركات الدينية الدكتور عبد الرحمن الحاج، في حديث إلى عنب بلدي، يعتقد أن قائد التنظيم “القرشي” على الأغلب كان موجودًا في إدلب منذ وقت طويل، وفي الغالب كان مع مجموعة من القيادات التي هربت إلى إدلب بعد بروز معالم سقوط التنظيم، مستعينين بفلولهم من المقاتلين الذين سبقوهم إلى المنطقة لتجهيز ملاذ آمن لهم.
وكانت التنظيم العسكري الذي ولد من رحم “القاعدة” و”الدولة الإسلامية في العراق”، انتقل من الحضور الجغرافي الواضح والمكشوف، إلى جيوب جغرافية متفرقة في البادية السورية، التي صارت المسرح الأبرز لمقراته وعملياته، بعد أن انحسر وجود “الدولة الإسلامية” على الأرض.
وانكمشت مناطق نفوذ التنظيم، بعد دخول التحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى سوريا عام 2015، لمحاربة التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق حينها، وتفرّق عناصره في مناطق مختلفة بحثًا عن الأمان.
مكان “مكشوف”.. أفضل الحلول
الاستهداف المتكرر لـ”جهاديين” منضوين في تنظيم “حراس الدين” (فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا) بشمال غربي سوريا، إضافة إلى آخرين مستقلين، من خلال إطلاق صواريخ ذكية سواء من الطائرات المسيّرة أو الحربية، جعل إمكانية وجود اسم كبير وقائد التنظيم في إدلب أمرًا مستبعدًا.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، في أيلول 2021، مسؤوليتها عن غارة جوية بالقرب من إدلب، استهدفت قياديًا في تنظيم “القاعدة” هو “سليم أبو أحمد”، الذي اعتبره المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، جون ريجسبي، “مسؤولًا عن التخطيط والتمويل والموافقة على هجمات (القاعدة) العابرة للمناطق”.
وقُتل ستة قادة من “حراس الدين” منذ حزيران 2020 حتى آب 2021، وطالت الاستهدافات في بعض الأحيان قادة الصف الأول في التنظيم.
الدكتور عبد الرحمن الحاج، يرى أن التنظيم وجد صعوبات في نقل قيادته بعد مقتل قائد تنظيم “الدولة” السابق، “أبو بكر البغدادي”.
ويعتقد الباحث أن “القرشي” وجد الاختباء في منطقة لا يتوقع أحد أنه فيها ربما يكون أفضل الحلول.
وكانت القوات الأمريكية نفذت إنزالًا جويًا في تشرين الأول 2019، بعملية “خاصة” استهدفت من خلالها “البغدادي”، في قرية باريشا شمالي إدلب.
–