“هيومن رايتس ووتش”: مصير مجهول لمئات الصبيان المحتجزين في شمال شرقي سوريا

  • 2022/02/04
  • 11:32 م

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن على “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المسيطرة على شمال شرقي سوريا ضمان المعاملة الإنسانية لجميع الرجال والفتيان الذين تم إجلاؤهم أو استردادهم من سجن “غويران” (الصناعة) الذي هاجمه تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي بيان نشرته المنظمة اليوم، الجمعة 4 من شباط، أكدت فيه أن المقاتلين في المنطقة والقوات الأمريكية والبريطانية الداعمة لهم، تقيّم مدى امتثال قواتهم لقوانين الحرب في أثناء عمليات استعادة السجن واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين خلال عمليات البحث عن أعضاء التنظيم والمحتجزين الفارين.

وفي 20 من كانون الثاني الماضي، هاجم مقاتلون من تنظيم “الدولة” سجن “الصناعة” في حي غويران بمدينة الحسكة، واستعادت “قسد” السيطرة على السجن، في 30 من كانون الثاني، بعد معركة دعمها التحالف قُتل خلالها أكثر من 500 شخص.

ويضم السجن حوالي أربعة آلاف سجين يُشتبه بانتمائهم إلى التنظيم أو أفراد من عائلاتهم، بينهم 700 فتى، معظمهم من سوريا والعراق والبقية من عشرات الدول الأخرى، وفق المنظمة التي أكدت أن الأجانب محتجزون بشكل غير قانوني في ظروف وصفتها بـ”المزرية” لقرابة ثلاث سنوات.

وصرّحت المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في “هيومن رايتس ووتش”، ليتا تايلر، أن “قسد” بدأت بإجلاء الرجال والصبية من السجن المحاصر منذ أيام، “لكن لا يزال العالم غير قادر على معرفة عدد القتلى أو الأحياء منهم، وعلى السلطات في شمال شرقي سوريا الخروج عن صمتها حيال مصير هؤلاء المحتجزين، بمن فيهم مئات الأطفال ممن كانوا ضحايا لـ(داعش)”.

وأشار بيان المنظمة إلى ضرورة سماح “قسد” للمنظمات الإنسانية بزيارة المحتجزين الذين تم إجلاؤهم أو استردادهم من سجن “الصناعة” وتقديم الرعاية الأساسية لهم، إضافة إلى إعلان عن عدد المحتجزين القتلى والجرحى ومن تم إجلاؤهم خلال معركة استعادة السجن، بمن فيهم الأطفال.

وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إن المعتقلين محتجزون في منشأة آمنة، وهو سجن جديد موّلته المملكة المتحدة قرب “الصناعة”.

وتحدث أيضًا مصدران لـ”هيومن رايتس ووتش” من “مركز معلومات شمالي وشرقي سوريا” (مركز معلومات روجافا) عن أن نحو 300 محتجز نُقلوا، في 24 من كانون الثاني الماضي، إلى سجن “علايا” في مدينة القامشلي، لكن لم يتضح ما إذا كانوا بقوا هناك.

وذكرت المنظمة أنها تواصلت مع مسؤول المكتب الإعلامي لـ”هيومن رايتس ووتش”،سيامند علي، وقال إن “الجميع في أماكن آمنة ويحصلون على رعاية جيدة”، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

شهادات حصلت عليها المنظمة من أطفال محتجزين

سبق أن استطاعت المنظمة الحصول على شهادات من محتجزين أجنبيين أفادا أن العديد من السجناء قُتلوا خلال الاشتباكات، بينهم أطفال.

وقال معتقل كندي، إنه يعتقد أن عشرات الأطفال قُتلوا، واصفًا طفلًا ينزف حتى الموت بين ذراعيه.

كما قال صبي أسترالي (17 عامًا)، إنه أُصيب في رأسه ويده بغارة لمروحية من طراز “أباتشي”، إذ قدّر مقتل ما بين 15 و20 طفلًا على الأقل، بينهم صديقان له في سن المراهقة قُتلا أمام عينيه، على حد قوله.

اقرأ أيضًا: قاصر أسترالي ينقل روايته لأحداث “غويران” من داخل السجن

وفقدت “هيومن رايتس ووتش”، في 26 من كانون الثاني الماضي، الاتصال بالمحتجزين، وشددت على وجوب “قسد” العمل مع مجموعات الإغاثة لإطلاع أفراد العائلات عما إذا كان أقاربهم في سجن “الصناعة” أحياء أو موتى، إذ لم تسمع عائلات كثيرة عن أقاربها المسجونين منذ سنوات.

ويبلغ عدد المحتجزين الأجانب في سجن “الصناعة”، كالمشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة” وعائلات أفراد التنظيم، قرابة 45 ألف رجل وامرأة وطفل من حوالي 60 دولة يُحتجزون في ظروف “مهينة للغاية وغير إنسانية”، حسب وصف المنظمة.

وفي 31 من كانون الثاني الماضي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إنه عُثر على جثتي قاصرين على الأقل في شارع خلف سجن “الصناعة” في الحسكة، وهي أول حالة وفاة مؤكدة بين ما يصل إلى 700 قاصر كانوا محتجزين هناك لأنهم من أبناء مقاتلي التنظيم.

واعتبرت الصحيفة أن اكتشاف هذه الجثث أول تأكيد على مقتل ما لا يقل عن اثنين من بين 700 قاصر، كانوا محتجزين في السجن، من أبناء مقاتلي التنظيم، في القتال.

مقالات متعلقة

حقوق الإنسان

المزيد من حقوق الإنسان