انطلقت اليوم، السبت 5 من شباط، في العاصمة القطرية الدوحة، ندوة بعنوان “سوريا إلى أين”، كان قد دعا إليها رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب.
تستمر الندوة لمدة يومين، وتُقام بمشاركة ممثلين عن مختلف مؤسسات المعارضة السورية، ومراكز الفكر، ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من الشخصيات السورية المستقلة، بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية السورية (لم تُذكر أسماؤهم)، بحسب بيان للجنة التنظيمية للندوة نُشر عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”.
ووفقًا للبيان، تهدف اللجنة إلى “تقييم الوضع” الذي وصلت سوريا إليه اليوم، ومحاولة إيجاد آليات تعمل على “تخفيف معاناة الشعب السوري”، فضلًا عن النهوض بأداء المعارضة، ومناقشة آليات “إخراج” عملية الانتقال السياسي من حالة الاحتباس التي تعانيه.
وتوقّع البيان أن تنتج عن هذه الندوة “جملة من التوصيات” التي من الممكن أن تسهم في تقديم “رؤية شاملة” لعمل المعارضة السورية، بهدف “الخروج” من الأزمات السياسية والإنسانية والاقتصادية التي يعانيها السوريون.
“ساحة للحوار”.. تتلوها دراسة توصيات
رئيس “هيئة التفاوض السورية”، أنس العبدة، صرح في معرض ردّه على سؤال طرحته عنب بلدي، خلال مؤتمر صحفي عقده نهاية كانون الثاني الماضي، حول طبيعة هذه الندوة وما ستحمله من جديد من الممكن أن يلمسه السوريون.
وأوضح العبدة أن الهدف الأساسي من الندوة أن تكون “منتدى” أو “ساحة” للحوار والنقاش حول المستجدات الأخيرة في الهموم السورية، بوجود ثلاثة مكونات رئيسة، أولها أشخاص موجودون في أماكن صنع القرار بالمعارضة وعدد من الناشطين السوريين، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وعدد من مراكز الأبحاث المهتمة بالشأن السوري لتقديم ما لديها من دراسات وتوصيات.
وأضاف العبدة أن مؤسسات اتخاذ القرار المعارضة ستعمل بعد ذلك على دراسة مقترحات وتوصيات مراكز الأبحاث، وتنفيذ “ما تراه مناسبًا لها، من خلال سياستها العامة”.
ويأتي عقد هذه الندوة، بحسب ما قاله العبدة، من رؤية لدى رئيس الوزراء الأسبق، رياض حجاب، تفيد بوجود فجوة تتطلب إشراك المزيد من السوريين وتحديدًا مراكز الأبحاث، لأن طبيعة عملها تعتمد على المنهجية في قراءة الواقع، والمستجدات الحالية، والمستقبل، الأمر الذي يغني عمل صنّاع القرار، على حد قوله.
ونفى العبدة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن يكون الهدف من الندوة هو إنتاج جسم سياسي جديد في المعارضة، قال البعض إنه قد يكون بديلًا عن “الائتلاف السوري”.
“ليس أكثر” من جلسة نقاش
من جهته، أوضح الكاتب والباحث السياسي زكريا ملاحفجي، أن ندوة اليوم جاءت بدعوة من رياض حجاب، ومن خلفه “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” الذي يديره المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، بهدف “توليد أفكار في الملف السوري، في ظل انعدام آفاق الحلول فيه اليوم”، عبر نقاش تقدم فيه مراكز الأبحاث خلاصات دراساتها، وستقدم مؤسسات المعارضة بدورها تصورها لهذه التوصيات.
وأكد ملاحفجي، في حديث إلى عنب بلدي، أنه لن ينتج عن هذه الندوة أي بدائل جديدة “إطلاقًا”، مضيفًا أنه لن ينبثق عنها أي “لجنة متابعة” حتى، ما يشير إلى أنها جلسة نقاش لا أكثر.
ويرى ملاحفجي أن هذه الندوة هي لقاء لـ”التفكير الجماعي” ليس أكثر، وهي حاجة “ضرورية” في ظل الاستعصاء الذي يعانيه الملف السوري اليوم، من أجل التعاطي والتعامل مع الظرف الحالي، لتوليد أفكار قد “تُلهم” مؤسسات المعارضة للعمل حولها.
–