ذكرت صحيفة “دي ستينتور” الهولندية، أن “طبقة دنيا” جديدة ظهرت في “الأحياء المحرومة” للمدن الهولندية من السوريين حاملي الإقامة، حيث يعيشون في فقر أكثر نسبيًا من المجتمعات الأخرى في تلك الأحياء.
واعتبرت الصحيفة في تقرير لها، في 1 من شباط، أن هذا يتضح بناءً على البيانات الجديدة من منصة “مرصد الجوار للمجتمع الشامل” (KIS)، التي تربط بين بيانات الدخل المالي على مستوى الحي بأصل مجموعات معينة من السكان.
منطقة يعيش 63% من السوريين فيها في فقر
قارن التقرير بالنسبة المئوية المتوسطة للأسر ذات الدخل المنخفض في هولندا، حيث بلغت في كامل الدولة نسبة 7.7%، وفي مدينة أوتريخت 9.6%، وفي منطقة أوفرفخت بلغت 20.2%، وبنسبة 63.4% من السوريين المقيمين في تلك المنطقة، ويمكن ملاحظة صورة مماثلة في أحياء فقيرة اخرى في البلاد، كما جاء في التقرير.
ويُعرف الباحثون الفقر إذا كان دخل الأسرة على مستوى المساعدة الاجتماعية المقدمة من الحكومة أو أكثر بقليل.
يعود الوضع المالي السيئ للسوريين إلى أن نسبة كبيرة منهم لم يجدوا عملًا بعد، رغم أنهم مكثوا واندمجوا في هولندا منذ أكثر من خمس سنوات.
والسوريون الذين يعملون غالبًا ما يكونوا في وظائف مؤقتة متدنية الأجر، بحسب الصحيفة.
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع باحثة في شؤون الاندماج، مرجان دي جرووتر، ذكرت أن القليل من السوريين تقدموا بطلب للمساعدة المالية بسبب الديون غير الرسمية المتعلقة بتكاليف وصولهم إلى أوروبا، لأنهم “يخجلون” أو لأنهم لا يعرفون طريقة التقدم بالطلب.
انعدام الثقة في الحكومة
تبدأ مكافحة الفقر في “الأحياء المحرومة” بمكافحة انعدام الثقة الذي يشعر به العديد من السكان ضد الحكومة.
وقالت الباحثة في وكالة “كراشتويجكن” في أوتريخت، بشرى ديبي، “لن يلجأ سكان هذه الأحياء بسرعة إلى الحكومة أو إلى خدمات الطوارئ بمفردهم، بل يخافون من العقوبات، ومن أخذ أطفالهم من منازلهم”.
وأوضحت الباحثة أن انعدام الثقة ينطبق أيضًا على السوريين، مشيرةً إلى أنهم ليس لديهم ثقة في النظام السوري بحسب تجاربهم الماضية، ويخشون الوقوع في المشاكل إذا تواصلوا مع الحكومة الهولندية، بحسب ما جاء في التقرير.
وبعد اندلاع الثورة السورية، لجأ مئات الآلاف من السوريين إلى أوروبا، وارتفع عدد السوريين في هولندا من 11 ألف إلى 113 ألف سوري في السنوات العشر الماضية، وصل معظمهم إلى هولندا في عامي 2015 و2016، في ذروة أزمة اللاجئين.