“مع مرور السنين ندرك أننا لسنا سوى التجارب التي صنعتنا”، هذه إحدى قناعات الفيلم الأمريكي “Sweet Girle”، الذي يتطرق لإحدى القضايا غير الجديدة نسبيًا، لكنه يعيد تدويرها وتقديمها بأسلوب يوضح لا المشكلة فقط، بل المشكلات التي يمكن أن تنجم عن أي مشكلة ما لم يجرِ حلها، فالتجربة تصنع الناس، لا الكلام النظري والحكم التي تمشي على خط يوازي الواقع دون أن يتقاطع معه.
والقضية أن راي كوبر رجل متزوج تعاني زوجته من مرض السرطان، لكن علاجًا ما بصدد إنتاجه من قبل إحدى الشركات قد ينقذ حياتها لولا أن الشركة المنتجة دفعت الجهات المصنعة لتأخير طرح الدواء في السوق لأجل غير مسمى، بغية التلاعب بسعره في المستقبل.
الزوجة تنازع الموت وتتسرب أيامها دون جدوى أمام زوجها وابنتها اليافعة، رغم أن الدواء المنتظر حائز على موافقة وترخيص إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لكن وجود شخصيات نافذة على صلة بشركة الأدوية، تنتفع منها وتدعمها لقاء تلك المنفعة، سد الأبواب القانونية بوجه الرجل وأبطل جدواها، ما دفعه لمحاولة انتزاع حقه بيديه.
هنا أيضًا تدخل الصحافة ومدى حريتها وتأثيرها وحصانة العاملين بها على خط الأحداث، إذ يعرض أحد الصحفيين المساعدة على الرجل المفجوع، لكن هذه المساعدة تضل طريقها بعد مقتل الصحفي في عربة المترو دون أن يحرّك أحد ساكنًا.
يقدّم العمل حوارات معمقة في بعض مشاهده تشرح آلية العلاقة بين الآباء والأبناء، وتلقي الضوء على عمقها وانهيار كل القيم والأفكار النظرية حين تتعرض العائلة، هذا العالم الضيق الدافئ، للأذى.
الفقدان يعني الحزن، والكثير من الحزن يحمل مخاطره على الحياة النفسية، وهذا بالضبط ما يقوله الفيلم في نقطة تحول مفصلية ترك قبلها تمهيدًا بسيطًا يبررها، ويتطلّب تركيزًا عاليًا من المتفرج لالتقاطه.
وفي المشاهد الأخيرة يترك النص بصمته لتقود المشاهد إلى رحلة تأملية تتركه مع وقع النهاية المفاجئة والصادمة التي يطرحها الفيلم، فيقول في أحد المشاهد، “الماضي مثل اللوحة، لوحة من الصور والمشاعر التي تقدم بعض الحقيقة عن كيف انتهى بنا الحال هكذا”.
الفيلم من بطولة جايسون موموا، وإيزابيلا مونير، وأدريا أرجونا، ومانويل غارسيا رولفو، وعُرض للمرة الأولى في آب 2021، عبر “نتفليكس”.
وتشارك في التأليف كل من فيليب إسند، وجريج هوروتيز، وأخرجه وبريان آندرومندوزا، وإلى جانب “نتفليكس”، شارك جايسون موموا في إنتاج العمل.
ورغم العناية بالصورة واستقطاب بطل ذائع الصيت على الشاشة، فإن تقييم العمل بلغ 5.5 عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.
–