استهدف الجيش الأمريكي بعملية أمنية منزلًا في قرية أطمة بعملية إنزال جوي تبعها اشتباك استمر لنحو ساعتين بين القوات المهاجمة والمجموعة التي كانت تضم زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو إبراهيم الهاشمي”.
ومع مرور ساعات على انتهاء العملية الأمنية، رفض مسؤولون أمريكيون الإفصاح عن هوية المُستهدف بعمليتها الأمنية التي وقعت بالقرب من الحدودية السورية- التركية في منطقة مكتظة بمخيمات النازحين السوريين.
ونتج عن العملية التي قال عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن هدفها “جعل العالم أكثر أمانًا”، مقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء، في عملية إنزال جوي أمريكي في بلدة أطمة شمالي إدلب، بحسب “الدفاع المدني السوري”.
وقال أحد سكان المنطقة لعنب بلدي، الذي يبعد منزله عن المكان المستهدف أقل من 100 متر، إن الاستهداف لم يبدأ حتى قدمت طائرات “الهليكوبتر”، وانتشرت القوات الأمريكية على الأرض، وبدأ أفرادها بالنداء على امرأة لتسليم نفسها، ليستمر بعدها إطلاق النار لمدة نصف ساعة.
عبد الله قرداش.. وريث ما تبقى من “الدولة الإسلامية”
بحسب سجلات أمنية نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن ضابط استخبارات عراقي، فإن عبد الله قرداش، من مواليد بلدة المحلبية التابعة لمحافظة نينوى العراقية عام 1976، والده كان مؤذنًا في أحد الجوامع، ومتزوج من امرأتين أنجبتا سبعة ذكور، إضافة إلى تسع إناث.
وحتى قبل مقتل زعيم تنظيم “الدولة” السابق، “أبو بكر البغدادي”، كان قرداش يدير أغلب أمور التنظيم، وهو المعروف في أوساط التنظيم على أنه “صاحب فكر ودراية كاملة بعناصر التنظيم”، على اعتبار أنه بدأ العمل معه منذ العام 2003- 2004.
أحد المقاتلين السابقين في التنظيم ممن اعتقلتهم القوات العراقية، قال لـ”BBC”، إنه التقى عبد الله قرداش ثلاث مرات حين كان على رأس عمله في الجهاز الأمني للتنظيم بالموصل، وإنه كان يشغل منصب قاضي الدولة، بمثابة وزير العدل، وإنه بالإضافة إلى ذلك كان يشرف على ديوان الجند والدواوين الـ14 الأخرى.
وتعرّف المُقاتل السابق على صورة قديمة لقرداش عُرضت عليه، إذ أكد أنه هو ذاته قاضي التنظيم، لكنه اختلف كثيرًا لاحقًا من حيث الشكل، وصار كثيف اللحية ويلبس عمامة ولباسًا عسكريًا، كما يحمل سلاحه معه أينما حل.
وفي نهاية تشرين الأول 2019، أعلن التنظيم بُعيد مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي” في غارة أمريكية في سوريا، اختيار “خليفة جديد للمسلمين” هو “الهاشمي القرشي”.
لكن هذا الاسم لم يعنِ شيئًا لكثيرين، لدرجة أن بعضهم شكّك حتى في إمكانية أن يكون “شخصية وهمية”، بحسب تحقيق أعدته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وبحسب الصحيفة، فإن مطاردة قرداش امتدت إلى تركيا حيث يعمل شقيقه في حزب سياسي يسمى “الجبهة التركمانية العراقية”، ويُعتقد أن زعيم التنظيم الجديد حافظ على اتصالاته بأخيه حتى تسميته كـ”زعيم”.
ووفق “الجارديان”، يحمل زعيم التنظيم، الذي قُتل خلال العملية الأمريكية الأخيرة، العديد من الأسماء مثل:” المولى الصلبي”، “أمير محمد سعيد عبد الرحمن”، “عبد الله قرداش”، “حجي عبد الله”، “أبو إبراهيم الهاشمي”، “أبو إبراهيم القرشي”.
خليفة واشٍ؟
ذكر مركز مكافحة “الإرهاب” الدولي في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، في تقرير له صدر في أيلول 2020، أن زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، “أبو إبراهيم الهاشمي”، أعطى معلومات للمخابرات الأمريكية خلال فترة اعتقاله في 2008 عن عناصر وقادة في تنظيم “الدولة”.
وبحسب ما ذكره تقرير المركز، أعطى “الهاشمي” أسماء وأوصاف 88 من عناصر التنظيم، وفيما لا يقل عن 64 منها قدم وصفًا أساسيًا للقسم التنظيمي الذي يعمل فيه الفرد المذكور، في مختلف الأقسام (العسكرية، الأمنية، الإعلامية، الإدارية).
واعتُقل وقُتل بعض من الأسماء التي ذكرها “الهاشمي”، إذ أُفرج عنه في 2009، وتدرّج ضمن المناصب الإدارية في التنظيم، حتى سُمّي زعيمًا له في 31 من تشرين الثاني 2019، بعد مقتل زعيمه السابق “أبو بكر البغدادي” بغارة أمريكية.
–