وثّق “الدفاع المدني السوري” حصيلة قتلى الإنزال الجوي الذي نفذته مروحيات تابعة للقوات الأمريكية في بلدة أطمة شمالي إدلب، قرب الحدود السورية التركية.
وقُتل 13 شخصًا على الأقل، بينهم ستة أطفال وأربع نساء، جراء القصف والاشتباكات التي جرت عقب الإنزال الجوي، وسُلمت جثتين للطبابة الشرعية في مدينة إدلب.
حاصرت قوات الإنزال منزلًا يقع بين بلدتي أطمة شمالي إدلب ودير بلوط شمالي عفرين، الحدوديتين مع تركيا، بحسب ما رصدته عنب بلدي عن المراصد العاملة شمال غربي سوريا، المتخصصة برصد تحركات الطيران في المنطقة.
ونادت القوات عبر مكبرات الصوت مطالبة المستهدفين بتسليم أنفسهم، مع تهديدات بتدمير المنزل، ثم بدأت بالاشتباك مع الموجودين داخل المنزل المحاصر، وتزامنت عملية الإنزال مع تحليق مكثف لطائرات ومسيّرات حربية في سماء المنطقة، منتصف ليلة اليوم، الخميس 3 من شباط.
ماذا حدث
تلقى “الدفاع المدني” في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بلاغًا بحدوث عملية إنزال جوي (تبين لاحقًا أن قوات خاصة أمريكية هي من نفذت الإنزال) في منطقة أطمة.
وقال “الدفاع المدني” في بيانه إن فرقه توجهت إلى المكان ولم تتمكن من الدخول إليه مباشرة، بسبب الاشتباكات والقصف التي أعقبت عملية الإنزال، واستمرت الاشتباكات حتى تمام الساعة 3:07 دقائق فجرًا، حيث غادرت المروحيات المنطقة .
ودخلت فرق “الدفاع” إلى المبنى الذي جرت عليه عملية الإنزال في تمام الساعة 3:15 دقيقة، بعد أن توقفت الاشتباكات ومغادرة المروحيات للمنطقة.
ويتألف المبنى المُستهدف من طابقين وقبو، تعرض الطابق العلوي فيه لدمار جزئي، وأسعف “الدفاع المدني” طفلة مصابة من ضمن الحصيلة الكلية، قُتل جميع أفراد عائلتها في عملية الإنزال الجوي، وشخصًا آخر أصيب بالاشتباك كان اقترب من مكان الإنزال لمشاهدة ما يحدث.
كما انتشلت فرقه جثة 13 شخصًا قتلوا بقصف واشتباكات عملية الإنزال، وسلمت منهم جثتين للطبابة الشرعية في مدينة إدلب، وأمنت المكان لحماية المدنيين.
ونشرت زارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، نشرت بيانًا قالت فيه إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية الخاضعة لسيطرة القيادة المركزية الأمريكية نفذت مهمة “لمكافحة الإرهاب”، ووصفت العملية بأنها “ناجحة ولم تُسجل أي إصابات في صفوف الجنود الأمريكيين”، ووعدت بتوفير المزيد من المعلومات.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيتحدث في وقت لاحق اليوم بشأن العملية الأمريكية في أطمة.
وكانت القوات الأمريكية نفذت إنزالًا جويًا في تشرين الأول 2019، بعملية “خاصة” استهدفت من خلالها قائد “تنظيم الدولة”، “أبو بكر البغدادي”، في قرية باريشا شمالي إدلب.
وقلما تنفذ القوات الأمريكية والتحالف الدولي عمليات إنزال جوي في مناطق إدلب، إذ ركّزت هذه القوات، على استهداف “جهاديين” منضوين في تنظيم “حراس الدين” في شمال غربي سوريا، إضافة إلى آخرين مستقلين، بإطلاق صواريخ ذكية سواء من الطائرات المسيّرة أو الحربية.