مضى شهران على إعلان موسكو تدخلها العسكري في سوريا إلى جانب قوات الأسد، مبررة الخطوة بمحاربة الإرهاب ولا سيما تنظيم “الدولة الإسلامية” على عكس المجريات الميدانية التي أظهرت إصرارًا على ضرب المعارضة بكافة مسمياتها (معتدلة، الجيش الحر، إسلامية…).
وأعلن الكرملين بتاريخ 31 أيلول بدء الطيران الروسي تنفيذ طلعات وغارات على مواقع “الإرهابيين”، كانت باكورتها في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، حيث قتل أكثر من 30 مدنيًا واعتبرت أولى مجازر الروس في سوريا.
ومنذ ذلك التاريخ، والطائرات الروسية أصبحت زعيم الأجواء السورية من خلال مقاتلات وحوامات هجومية ودفاعية، عدا عن الصواريخ البالستية التي أطلقتها نحو الأراضي السورية من بحر قزوين أو مياه المتوسط.
الائتلاف السوري المعارض، كشف في إحصائية أعدها مكتبه الإعلامي اليوم، عن 640 سوريًا قتلوا منذ شهرين وحتى اللحظة جراء القصف الروسي فقط، بغارات وصل عددها إلى 3668 غارة.
ووجهت الضربات بنسبة 94% إلى الجيش الحر والمدنيين في المناطق المحررة، و6% استهدفت مناطق تنظيم “الدولة”.
القصف الروسي طال خلال هذه المدة بنى تحتية ومرافق طبية توزعت على الشكل التالي: ثلاث مدارس، و14 مشفى، وسوقان شعبيان، ومحطة لتنقية المياه، ومحطة لنقل الركاب، إضافة لمعمل أدوية، ومعمل صناعات غذائية، واستخدمت فيه روسيا القنابل الفوسفورية والعنقودية المحرمة دوليًا، بحسب الائتلاف.
أكبر مجازر الروس كانت في أريحا، الأحد 29 تشرين الثاني، وقتل إثر غارات الطيران نحو 44 مدنيًا وإصابة عشرات الجرحى، في تصعيد عسكري ازداد خلال الأيام القليلة الماضية، دون تحقيق أي إنجاز عسكري يحسب لنظام الأسد.