تفاعل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع الذكرى الـ40 لمجزرة حماة عام 1982، التي ارتكبها “الجيش السوري” في عهد حافظ الأسد، بقيادة شقيقه رفعت الأسد، ووزير دفاعه حينها، مصطفى طلاس.
وتحمل ذكرى المجزرة التي استمرت 27 يومًا طابعًا مختلفًا، باعتبارها تأتي بعد أشهر قليلة من عودة رفعت الأسد إلى سوريا، وهو المسؤول الرئيس عن المجزرة.
الذكرى الأربعون لمأساة #مجزرة_حماة .. ما حدث فوق تصور البشر !
مازال المجرم طليقا ..
ومازالت ذرية المجرم تكرر المجزرة ..
ومازال الوطن يسيل دما ..
ومازالت العدالة لم تتحقق ..
ومازالت الثورة قائمة !#سوريا https://t.co/BKsQGs451P— عمر | Omar (@Mushaweh) February 2, 2022
في ذكرى #مجزرة_حماة
من #إدلب : "فطس حافظ وبقيت حماه ويفنى بشار وتبقى سوريا.."
كلما زاد البطش والقتل والإبادة، زادت الإرادة وتعززت الانتفاضة واقترب الشعب خطوات من النصر..
والطغاة والمجرمين إلى مزابل التاريخ
أمّا الشهداء خالدين في جنات النعيم بإذن الله.. pic.twitter.com/joj0HiQZwj— أحمد رحال Ahmed Rahhal (@pressrahhal) February 2, 2022
في 8 من تشرين الأول 2021، سمح رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لعمه بالعودة إلى البلاد، بحسب ما نقلته جريدة “الوطن” المقربة من النظام، بعد نفيه لنحو 37 عامًا.
ومع بداية الحراك الشعبي المناهض للنظام عام 2011، أحيا السوريون ذكرى المجزرة للمرة الأولى، بعد أن كانت تمر دون تفاعل شعبي.
ما الحكاية؟
تذرعت سلطات النظام آنذاك لاجتياح المدينة عسكريًا، وتدمير نحو ثلث أحيائها بشكل كامل، وارتكاب المجزرة، بأن حماة تشكّل المعقل الرئيس لجماعة “الإخوان المسلمون” في سوريا، وفق اتهامات النظام.
في 2 من شباط عام 1982، وبعد حملات المداهمة والاعتقالات ليلًا من قبل عناصر الأمن، بدأت قوات الجيش بحملة قصف استهدفت الأحياء السكنية ضمن المدينة، وطالت 30 مسجدًا فيها.
وشارك في القصف التمهيدي “اللواء 47 دبابات”، و”اللواء 21/ميكا” التابع لـ”الفرقة الثالثة”، و”سرايا الدفاع”، إلى جانب سلاح المدفعية في المطار العسكري وجبل زين العابدين.
وفي 4 من شباط، ارتكبت قوات النظام المجزرة الجماعية الأولى في المدينة، في حي جنوب الملعب قرب مدخل حماة الجنوبي، رغم سيطرة النظام على هذا الحي بالأصل.
ووفقًا لشهود عيان، قتلت القوات المقتحمة، بقيادة رفعت الأسد، نحو ألف و500 شخص من سكان هذا الحي، قضت فيه عوائل بأكملها بالإعدام الميداني.
وفي 26 من شباط، اقتحمت قوات النظام منازل المدينة، واقتادت نحو ألف و500 شخص إلى أطراف المدينة الجنوبية، وأعدمتهم ميدانيًا، بأمر مباشر من قائد “سرايا الدفاع” حينها، رفعت الأسد.
وأُجبر الأهالي، عقب تتالي المجازر، على الخروج بمسيرة تأييد لحافظ الأسد، في شارع “8 آذار” وسط المدينة المنكوبة، وهتفوا فيها “بالروح بالدم نفديك يا حافظ”.
وتتضارب الأرقام حول أعداد الضحايا، فـ”اللجنة السورية لحقوق الإنسان” أكدت أن عدد القتلى يتراوح بين 30 و40 ألف شخص.
لكن صحيفة “إندبندنت” البريطانية تحدثت عن نحو 20 ألف قتيل، بينما أكد الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن العدد يفوق عشرة آلاف، عدا عن نحو 15 ألف مفقود، لا أحد يعلم مصيرهم.
حماة خلال الثورة
انخرطت مدينة حماة بالحراك السلمي الشعبي منذ مطلع الثورة السورية، عبر مظاهرات حاشدة، نادت بإسقاط النظام، واستذكرت جراحها التي لم تندمل.
واستقطبت سلمية تلك المظاهرات وأعداد المشاركين بها اهتمامًا إعلاميًا واسعًا دفع كلًا من السفير الأمريكي السابق، روبرت فورد، والسفير الفرنسي السابق، اريك شوفالييه، لمعاينتها على أرض الواقع، خلال زيارتهما للمدينة في تموز 2011.
وبعد إحكام قوات النظام سيطرتها على المدينة، انكفأت المظاهرات وتراجعت حدتها إلى أن توقفت بشكل شبه كلي، بالترافق مع عملية عسكرية وحواجز كثيرة طوّقت المدينة من جميع مداخلها.
–