قرآن من أجل الثّورة 46
جريدة عنب بلدي – العدد 46 – الأحد – 6-1-2013
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
الاستغفار
إبصار للذنب.. استغفار تفصيلي(محو الذنب)… برنامج إصلاح تفصيلي أو توبة (يحول الذنب إلى حسنة).. تصدير التجربة لتجنّب الآخرين ما وقعت فيه (تضاعف الحسنة إلى ما يشاء الله..) كثيرًا ما قيل لنا أن الاستغفار يمحو الذنوب، لكننا من فترة لأخرى نلتقي بمدمنين لأوراد لم تعرف طريقها من اللسان إلى القلب فالجوارح. قيل لنا أن القلب يجب أن يكون حاضرًا.. حاولنا جاهدين دون جدوى وسرعان ما شغلتنا الحياة عن الاستغفار.. فكرت في الأمر مليًا ووجدت أن مفتاح الحل هو الاستغفار من خلال مشاغل الحياة… كيف ذلك؟! لا بد للاستغفار من ذنب تستغفر عنه وبالتالي من نافلة القول أنك قبل ممارسة الاستغفار لابد أن تبصر الذنب وإلا تحولت الكلمة إلى مخارج جوفاء دون معنى أو تأثير. أما إذا وضعتها في قالب الموضوع فإنها تتحول فجأة إلى منهج حياة لأنها تتجدد وتتغير بتغير موضوع الذنب الذي تستغفر عنه وهنا تأتي التوبة في مكانها المناسب من حيث أن الاستغفار طلب استئذان من خلال الاعتراف. والتوبة إثبات للجدية وتطبيق لبرنامج الإصلاح وفق البصيرة والاعتراف والتشخيص. الاستغفار تفصيلي… تقول مثلاً أستغفرك ربي عن عدم إرسال الرسالة الفلانية أو دفع الفاتورة الفلانية ثم تضع برنامجًا للإصلاح (التوبة) وتنفذه.
الاستغفار التفصيلي يمحو الذنب لأن الدعاء يغسل الذنب فيرفع الله البلاء بعد أن آتى أُكُله من دون عذاب {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (سورة النساء، 147). أما التوبة فهي تحول الذنوب حسنات عندما تتحول الجراح إلى خبرات إيجابية ومتانة وتمكين.
المرحلة الثالثة هي تصدير تلك التجربة وعدم البخل واحتكارها لكي تجنب الآخرين عقبة وقعت فيها ليقتحموها ويبدؤوا من حيث انتهيت فلا تتكرر التجربة وتتطور البشرية إلى الكمال المقدر لها وهنا تتضاعف حسناتك إلى ما يشاء الله.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :